آخر الأخبار
نهاية عهد “سكايب”: منصة التواصل الأشهر تغلق أبوابها رسميًا بعد مسيرة تجاوزت عقدين

في خطوة تمثل نهاية حقبة من تاريخ الاتصال الرقمي، أعلنت شركة مايكروسوفت رسميًا عن إيقاف منصة “سكايب” الشهيرة، والتي كانت أحد أعمدة الاتصال الصوتي والمرئي عبر الإنترنت لأكثر من 20 عامًا. واعتبارًا من اليوم، يتوقف “سكايب” عن العمل رسميًا، معلنًا انتهاء خدماته التي طالما شكلت جزءًا لا يتجزأ من حياة الملايين حول العالم.
نقلة استراتيجية نحو Microsoft Teams: انتقال تلقائي وسلس
وبحسب ما أكدت مايكروسوفت، فإن المستخدمين الحاليين لـ “سكايب” لن يُترَكوا دون بديل، حيث سيتم توجيههم لاستخدام منصة “مايكروسوفت تيمز” (Microsoft Teams) بنسختها المجانية. ومن خلال هذه العملية، سيتم نقل بيانات اعتماد الدخول الخاصة بحساب “سكايب” بشكل تلقائي إلى “تيمز”، بما يشمل قائمة جهات الاتصال، وسجلّ المحادثات، ومعلومات الحساب، مما يضمن انتقالًا سلسًا وخاليًا من التعقيدات التقنية أو فقدان البيانات.
ورغم هذا الانتقال السلس، تتيح مايكروسوفت لمستخدمي سكايب فرصة تصدير بياناتهم بشكل يدوي حتى يناير 2026، وذلك من خلال بوابة مخصصة لهذا الغرض. وبعد انتهاء هذه المهلة، سيتم حذف جميع بيانات المستخدمين بشكل دائم ونهائي، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على خصوصية المعلومات ومنع تراكم البيانات غير المستخدمة.
أسباب الإغلاق: التبسيط والتركيز على المستقبل
بررت مايكروسوفت قرارها بإيقاف “سكايب” برغبتها في “تبسيط خدمات الاتصالات المجانية الموجهة للمستهلكين”، مشيرة إلى أن هذا التوجه يساعد على تحسين قدرة الشركة على التكيّف مع احتياجات المستخدمين المتغيرة في عالم سريع التحول، وفقًا لتقرير نشره موقع “GSM Arena”. ويُذكر أن “تيمز” يتمتع بتكامل عميق ضمن بيئة مايكروسوفت 365، ويُستخدم بشكل واسع في المؤسسات التعليمية والشركات، مما يعكس توجه مايكروسوفت نحو توحيد منصات الاتصال ضمن حزمة واحدة أكثر كفاءة.
ميزات محدودة في النسخة المجانية من Microsoft Teams
وعلى الرغم من أن مايكروسوفت وفّرت بديلاً مجانيًا عبر “تيمز”، إلا أن النسخة المجانية لا ترقى إلى جميع الإمكانيات التي كان يتمتع بها “سكايب”. فعلى سبيل المثال، تقتصر مدة مكالمات الفيديو الجماعية على 60 دقيقة فقط، كما لا يتيح “تيمز” إمكانية إجراء المكالمات والرسائل النصية المدفوعة مسبقًا باستخدام رصيد، وهي من الميزات التي كانت متاحة في “سكايب” وتلقى رواجًا بين المستخدمين الذين يعتمدون عليه في الاتصال الدولي منخفض التكلفة.
من الريادة إلى الغروب: قصة سكايب من 2003 حتى 2025
بدأت قصة “سكايب” في عام 2003 كمشروع طموح من قبل مجموعة من المطورين الأوروبيين، واستطاعت أن تُحدث ثورة في عالم الاتصالات عبر بروتوكولات الإنترنت (VoIP). ومنذ ذلك الحين، شهدت المنصة نموًا متسارعًا، ما جعلها تُعتبر واحدة من أبرز الأدوات في هذا المجال. وفي عام 2011، قامت مايكروسوفت بالاستحواذ على “سكايب” مقابل 8.5 مليار دولار، في واحدة من أكبر صفقات الشركة في قطاع البرمجيات، لتعزز موقعها في سوق الاتصالات الرقمية.
وعلى مدى العقدين الماضيين، لعب “سكايب” دورًا جوهريًا في ربط العائلات والأصدقاء والزملاء حول العالم، خاصة خلال فترات الأزمات مثل جائحة كوفيد-19، حيث تصدّر قائمة التطبيقات المستخدمة للتعليم والعمل عن بعد والتواصل الشخصي. غير أن المنافسة الشرسة من تطبيقات مثل Zoom، وWhatsApp، وGoogle Meet، إضافة إلى التركيز المتزايد من مايكروسوفت على “تيمز”، عجّلت بنهاية المنصة التاريخية.
وداعًا سكايب: إرثٌ رقميٌ لا يُنسى
مع غروب شمس “سكايب”، تطوى صفحة من أهم صفحات تاريخ الإنترنت، تاركة وراءها إرثًا رقميًا لا يمكن نسيانه. فقد كان التطبيق حجر الأساس للعديد من أدوات الاتصال الحديثة، ومهد الطريق للتطورات التي نراها اليوم في عالم الاجتماعات الافتراضية والاتصال السحابي.
وبينما ينتقل المستخدمون إلى عصر جديد من الاتصال عبر “مايكروسوفت تيمز”، يبقى “سكايب” محفورًا في ذاكرة التكنولوجيا كمنصة غيّرت شكل التواصل إلى الأبد.