آخر الأخبار
eSIM للحجاج: اتصال رقمي فوري منذ لحظة الوصول

في رحلة الحج، حيث يجتمع ملايين المسلمين من كل بقاع الأرض لأداء مناسكهم بروحانية وخشوع، لا بد أن تكون تجربة الحاج ميسّرة على كل الأصعدة؛ من التنقل، إلى السكن، وحتى الاتصال. ومن هذا المنطلق، وفي إطار رؤية المملكة العربية السعودية التي تضع راحة ضيوف الرحمن في مقدمة أولوياتها، كشفت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، بالتعاون مع وزارة الداخلية ومقدمي خدمات الاتصالات في المملكة، عن مبادرة استثنائية تهدف إلى تحسين تجربة الاتصال للحجاج القادمين من الخارج، وذلك عبر تمكينهم من استخراج شرائح اتصال رقمية (eSIM) بكل سهولة من خلال تطبيقات مقدمي الخدمة، ودون الحاجة إلى أي إجراء ورقي أو زيارة ميدانية.
هذه المبادرة تُعد خطوة رائدة في مجال التحول الرقمي، وامتدادًا للجهود الوطنية الحثيثة في تسخير التقنية لخدمة الحج، بما يعكس صورة المملكة الريادية في خدمة ضيوف بيت الله الحرام باستخدام أحدث ما توصلت إليه التقنيات العالمية.
ما هي شريحة eSIM؟ ولماذا الآن؟
eSIM هي اختصار لـ “embedded SIM”، أي الشريحة المدمجة. وهي تقنية حديثة تغني عن استخدام الشريحة التقليدية (SIM Card) وتُحمَّل على الهاتف الذكي أو الجهاز مباشرةً من خلال رمز رقمي أو تطبيق، دون الحاجة إلى إدخال شريحة مادية.
وفي سياق الحج، تُمثل eSIM نقلة نوعية حقيقية، خاصةً للحجاج القادمين من الخارج، حيث تُزيل عنهم عناء الذهاب لمراكز بيع الشرائح، أو الانتظار في طوابير، أو التعامل مع مشاكل في تفعيل الشبكة.
خطوات تفعيل eSIM للحاج من الخارج:
- اختيار مزود الخدمة المحلي من بين الشركات السعودية المعتمدة (STC، موبايلي، زين، وغيرها).
- تحميل تطبيق الشركة المختارة على الهاتف المحمول.
- بدء إجراءات التفعيل عبر التطبيق.
- توثيق هوية الحاج رقميًا من خلال التحقق البيومتري عبر تطبيق (أبشر).
- تحميل الشريحة الرقمية وتفعيلها تلقائيًا لتصبح جاهزة للعمل فور الوصول إلى المملكة.
وبفضل هذا التفاعل الذكي بين مقدمي الخدمة و”أبشر”، يُصبح الحاج متصلًا منذ لحظة وصوله، دون تأخير، ودون أن يحمل معه سوى هاتفه الذكي.
مزايا شرائح eSIM للحجاج
1. سهولة التفعيل والمرونة القصوى
لا حاجة بعد اليوم لشراء شريحة فعلية أو البحث عن مراكز بيع الشرائح. كل ما يحتاجه الحاج هو هاتف ذكي وتطبيق مزود الخدمة، ويمكنه بدء استخدام الشريحة حتى قبل وصوله إلى المملكة أو بمجرد دخوله أراضيها.
2. اتصال فوري دون انتظار
يبدأ الاتصال بالشبكة السعودية مباشرة بعد التفعيل، مما يُمكّن الحاج من التواصل مع أسرته، أو استخدام الخرائط، أو التطبيقات الدينية، أو خدمات التنقل، من لحظة خروجه من المطار.
3. إمكانية الاحتفاظ برقم البلد الأصلي
يمكن للحاج استخدام رقم بلده الأصلي وشريحة eSIM السعودية في نفس الجهاز، والتنقل بينهما بكل سهولة دون إزالة أو استبدال أي شريحة.
4. توفير في التكاليف
بدلًا من الاعتماد على التجوال الدولي المكلف، يستطيع الحاج شراء باقات محلية بأسعار مناسبة جدًا من شركات الاتصالات في السعودية، مما يوفر عليه كثيرًا من التكاليف، لا سيما عند استخدام الإنترنت أو المكالمات المحلية.
5. جودة اتصال فائقة
توفر الشركات السعودية خدمات اتصال عالية الجودة بسرعات تصل إلى الجيل الخامس (5G)، مع تغطية شاملة في مكة المكرمة، المدينة المنورة، المشاعر المقدسة، والمطارات، ما يُمكّن الحجاج من استخدام الإنترنت بأعلى كفاءة وموثوقية.
توظيف التقنية لخدمة الشعائر
لقد بات التحول الرقمي جزءًا لا يتجزأ من خطة المملكة لتطوير منظومة الحج. وتُعد خدمة eSIM خطوة مدروسة ضمن سلسلة طويلة من المبادرات التي تُبرز كيف يمكن للتقنية أن تكون رافدًا لخدمة الدين، وتسهيل أداء الشعائر، وراحة ضيوف الرحمن.
منصة “أبشر”، التي كانت في السابق مخصصة للخدمات الحكومية، أصبحت اليوم تُوظف لخدمة الحجاج عبر التحقق البيومتري، مما يضمن أمان بياناتهم، وسرعة توثيق شرائحهم، ودقة خدماتهم، في تكامل يرفع من كفاءة المنظومة الرقمية في الحج.
صورة المملكة في موسم الحج
هذه المبادرة لا تسهّل فقط عملية الاتصال، بل تعكس صورة المملكة العربية السعودية كدولة سبّاقة في تقديم أفضل الخدمات الرقمية لضيوف الرحمن. فهي تدمج بين الابتكار، والراحة، والسرعة، والأمن الرقمي، لتصنع من تجربة الحج تجربة ذكية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
ويُعد هذا التحول أيضًا شهادة على فعالية التعاون الحكومي، إذ لم يكن هذا الإنجاز ليتحقق لولا التنسيق العالي بين وزارة الداخلية، هيئة الاتصالات، ومزودي الخدمة، ما يعكس التزامًا وطنيًا شاملاً بجعل كل موسم حج أفضل من سابقه.
نحو مستقبل رقمي في خدمة الحج
إن تجربة eSIM هذا العام تفتح الباب أمام مزيد من الخدمات الرقمية التي قد تُتاح مستقبلًا، مثل:
- المحافظ الرقمية الخاصة بالحجاج.
- بطاقات ذكية للمواصلات.
- الخرائط التفاعلية داخل المشاعر.
- دعم تقنيات الواقع المعزز في الإرشاد.
ومع استمرار المملكة في تسخير التقنية والابتكار لخدمة الدين والإنسان، يبدو أن مستقبل الحج سيكون أكثر يُسرًا وسلاسة، وأكثر انسجامًا مع متطلبات العصر الرقمي.
تُجسد خدمة eSIM المقدمة لحجاج الخارج فلسفة المملكة في تقديم حج ذكي وآمن وميسر، يبدأ من لحظة وصول الحاج إلى أرض المملكة، ولا ينتهي إلا بعد أن يؤدي مناسكه براحة تامة.
وفي الوقت الذي يُركّز فيه الحاج على روحه وشعائره ومناسكه، تتكفل المنظومة السعودية الرقمية بتقديم الدعم الكامل له في الخلفية، لتكون هذه الرحلة الإيمانية متكاملة من جميع الجوانب.