آخر الأخبار
جوجل تعزز أمن نظام أندرويد بميزات جديدة لمكافحة الاحتيال وحماية خصوصية المستخدمين

جوجل تؤكد التزامها المتواصل بحماية مستخدمي نظام التشغيل أندرويد، كشفت شركة جوجل عن حزمة من ميزات الأمان المتقدمة، التي تستهدف التصدي للمكالمات الاحتيالية والتطبيقات المشبوهة، لا سيما تلك التي تعتمد على الهندسة الاجتماعية للوصول إلى بيانات المستخدمين أو الاستيلاء على أجهزتهم عن بُعد. وتأتي هذه التحديثات كجزء من استراتيجيتها الشاملة لحماية خصوصية المستخدم، وتعزيز بنية الأمان المدمجة في النظام، خصوصًا مع تزايد استخدام الهواتف الذكية في المعاملات اليومية والحياتية.
أولًا: حظر تثبيت التطبيقات من مصادر مشبوهة أثناء المكالمات
ضمن الميزات الجديدة، أعلنت جوجل عن تقييد تحميل التطبيقات لأول مرة من خارج متجر Google Play أثناء المكالمات الهاتفية مع جهات اتصال غير معروفة. وتشمل هذه القيود تحميل التطبيقات من خلال متصفح الإنترنت، أو تطبيقات التراسل، أو الروابط التي تصل عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني.
ويُعد هذا التحديث استجابة مباشرة لتكتيكات شائعة يستخدمها المحتالون، حيث يتصلون بالضحية ويقنعونه بتثبيت تطبيق معين أثناء المكالمة، غالبًا بحجة تقديم دعم فني أو معالجة مشكلة في الحساب البنكي. وبفضل هذه الميزة الجديدة، سيتم قطع الطريق على هذا النوع من الهجمات تمامًا، إذ لن يتمكن المستخدم من تثبيت أي تطبيق جديد خلال المكالمة، مما يمنح المستخدم طبقة إضافية من الحماية في اللحظات الحرجة.
ثانيًا: منع أذونات “إمكانية الوصول” أثناء المكالمات
من أخطر الأساليب التي يلجأ إليها المحتالون هي دفع المستخدم إلى تفعيل أذونات “إمكانية الوصول” (Accessibility permissions) لأحد التطبيقات الخبيثة. هذه الأذونات تمنح التطبيق قدرة شبه كاملة على التحكم بالجهاز، بما في ذلك قراءة النصوص، التحكم في اللمس، والوصول إلى التطبيقات الأخرى.
وفي هذا التحديث، تمنع جوجل تمامًا إمكانية منح هذه الأذونات أثناء المكالمة الهاتفية. وإذا حاول المستخدم تعديل إعدادات الوصول خلال المكالمة، سيظهر تنبيه مباشر على الشاشة يحتوي على رسالة توعوية:
“هذا الإعداد محظور لحماية جهازك”،
مع تحذير إضافي يفيد بأن “المحتالين قد يحاولون السيطرة على الجهاز عبر طلب تفعيل أذونات الوصول لتطبيقاتهم”.
هذا الإجراء يُعتبر أحد أكثر الخطوات حسماً في مسيرة جوجل في مكافحة التحكم عن بُعد بالجهاز عبر تطبيقات الطرف الثالث، وقد يقلّل بشكل كبير من الهجمات التي تستهدف كبار السن أو غير المتمرسين تقنيًا.
ثالثًا: منع مشاركة التطبيقات المصرفية أثناء مكالمات الفيديو
في تطور أكثر تخصصًا، بدأت جوجل باختبار ميزة جديدة تهدف إلى الحد من عمليات الاحتيال التي تتم أثناء مكالمات الفيديو، والتي يستغل فيها المهاجمون خاصية مشاركة الشاشة. حيث يدّعي المحتال أنه ممثل لخدمة العملاء في أحد البنوك، ويطلب من المستخدم مشاركة شاشته وتسجيل الدخول إلى تطبيقه المصرفي، لسرقة معلومات حساسة.
وفقًا للتحديث الجديد، عند محاولة فتح تطبيق مصرفي أثناء مشاركة الشاشة، سيتم عرض تنبيه واضح يفيد بوجود “احتيال محتمل”. وسيتاح للمستخدم خيار إنهاء المكالمة على الفور، أو الانتظار 30 ثانية قبل السماح له بمشاركة شاشة التطبيق المصرفي. الهدف من هذه المهلة هو منح المستخدم الوقت للتفكير في مدى منطقية الطلب، أو التراجع في حال شعر بأنه يتعرض لمحاولة خداع.
الجدير بالذكر أن هذه الميزة يتم اختبارها حاليًا مع عدد من التطبيقات المصرفية في أسواق محددة، لكنها مرشحة للتوسّع عالميًا خلال الأشهر القادمة، استنادًا إلى نتائج التجربة.
رابعًا: تعزيز حماية “Play Protect” وذكاء اصطناعي لرصد المكالمات الاحتيالية
تُبنى هذه التحديثات على أساسات وضعتها جوجل سابقًا، مثل حظر تعطيل ميزة Google Play Protect أثناء المكالمات الهاتفية، حيث تُعد هذه الخدمة خط الدفاع الأول داخل نظام أندرويد، وتقوم بفحص التطبيقات بشكل مستمر بحثًا عن سلوكيات خبيثة.
كما أن جوجل وسّعت استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد المكالمات الاحتيالية بشكل مباشر، حيث يمكن للنظام الآن اكتشاف أنماط الكلام المشبوهة وتحذير المستخدم بإنهاء المكالمة فورًا. وقد بدأت الشركة أيضًا في تعزيز قدرات تطبيق “رسائل جوجل” في التعرف على الرسائل النصية الاحتيالية بمختلف أنواعها، وإبلاغ المستخدمين بذلك.
ستكون معظم الميزات الأمنية الجديدة، مثل حظر تثبيت التطبيقات ومنع أذونات الوصول، متاحة في إصدار أندرويد 16. أما ميزة حظر فتح التطبيقات المصرفية أثناء مشاركة الشاشة، فستكون متوفرة أيضًا على الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد 11 فأحدث، وهو ما يعكس حرص جوجل على دعم أكبر عدد ممكن من المستخدمين حول العالم.
مع هذه الإجراءات، تُرسل جوجل رسالة واضحة مفادها أن حماية المستخدم تبدأ من الجهاز نفسه، وأن تعزيز الأمان لا يتطلب فقط برامج حماية، بل سياسات نظام ذكية تعيق المهاجمين منذ اللحظة الأولى. كما أن دمج الذكاء الاصطناعي مع وظائف النظام الأساسية يمثل توجهًا استراتيجيًا لجعل الأمان متفاعلًا، وذكيًا، وقائمًا على تقييم المخاطر في الزمن الحقيقي.