آخر الأخبار
جوجل تتفاوض مع إدارة ترامب لوقف خطة تفكيكها: هل تستطيع النجاة من التفكيك؟

في عالم التكنولوجيا، كانت جوجل تواجه تحديًا غير مسبوق في الولايات المتحدة. كانت الوزارة الأمريكية للعدل (DoJ) قد وجهت إليها اتهامًا خطيرًا بالاحتكار في مجالات البحث والإعلانات الرقمية، وهو ما دفعها إلى اتخاذ قرار غير تقليدي: محاولة التفاوض مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإيقاف خطة تفكيكها.
بداية الأزمة: الاتهامات التي هزت جوجل
بدأت القصة في قاعة المحكمة حيث رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى قضائية ضد جوجل، متهمة إياها بالاحتكار في سوق البحث والإعلانات. وقالت الوزارة إن جوجل استغلت قوتها السوقية لتدمير المنافسة، مما ألحق الضرر بالمعلنين وأصحاب المواقع الإلكترونية. ومن أبرز التهم التي وجهت إليها، دفعها مليارات الدولارات لشركات مثل آبل وموزيلا لضمان استمرارها كمحرك البحث الافتراضي في أجهزة آبل ومتصفح فايرفوكس.
تضمن الاقتراح الذي قدمته وزارة العدل لتسوية القضية خطة جذرية: تفكيك جوجل نفسها. كانت الخطة تقضي ببيع بعض منتجات الشركة مثل متصفح كروم، مما قد يؤدي إلى تقسيم جوجل إلى كيانات منفصلة، لتخفيف هيمنتها في السوق.
جوجل في معركة قانونية: السعي للإنقاذ
وسط هذا التهديد القوي، قررت جوجل أن تخوض معركة قانونية من نوع آخر. في خطوة جريئة، اجتمع مسؤولون من الشركة مع فريق من إدارة ترامب الأسبوع الماضي. كانت جوجل تأمل أن تتمكن من إقناع الإدارة بأن هناك طرقًا أخرى لتسوية النزاع بعيدًا عن التفكيك. أرادت أن تبرز أمام ترامب بما يتجاوز القضايا القانونية، وربما تجد حلاً يرتكز على مفاوضات تجارية تعود بالنفع على جميع الأطراف.
كانت إدارة ترامب قد أظهرت في الماضي ترددًا واضحًا في التعامل مع شركات التكنولوجيا الكبرى. كان ترامب نفسه قد دخل في خلافات مع بعض هذه الشركات، لكنه في نفس الوقت كان معروفًا بتفضيله إجراء الصفقات وتحقيق مصالح تجارية. لذلك، بدا أن هذه قد تكون الفرصة الذهبية لجوجل، على الأقل من وجهة نظرها.
ترامب: مفترق طرق في المفاوضات
الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لم يكن غريبًا عن خوض صفقات مع الشركات الكبرى. فمن المعروف أنه أبرم صفقات مع شركات مثل آبل وTSMC، مما أسفر عن استثمارات ضخمة في الاقتصاد الأمريكي. قد يغير هذا النهج موقفه من القضية، إذ أن جوجل قد تجد في صفقة تجارية مع الإدارة فرصة لتجنب التفكيك. قد تلتزم الشركة بالقوانين وتقدم استثمارات جديدة في بعض القطاعات، مما يمنحها فرصة للبقاء على قيد الحياة، مع تقليص حدة الاتهامات الموجهة إليها.
جوجل: المناورة أو التفكيك؟
وفي الوقت الذي كانت فيه جوجل تحاول التفاوض على تسوية، كانت هناك ضغوط قانونية متزايدة. ومع محاولات الشركة تقديم مقترحات لتعديل ممارساتها التجارية لمكافحة الاحتكار، بدا أن هذه التنازلات لا تكفي لإقناع وزارة العدل الأمريكية. كان الحل البديل، في نظرهم، هو التفكيك التام. لذا، كانت جوجل تأمل أن تجد في إدارة ترامب مخرجًا يمكنها من الخروج من هذه الأزمة.
هل سيتمكن ترامب من إنقاذ جوجل؟
كان السؤال المحوري في ذلك الوقت: هل ستنجح جوجل في التوصل إلى تسوية مع إدارة ترامب؟ إذا نجحت، فقد تتمكن الشركة من تجنب تفكيكها والاحتفاظ بكيانها الكبير. ولكن مع تزايد الضغوط القانونية، كان هذا السيناريو يحمل في طياته الكثير من الغموض.
إدارة ترامب كانت قد تبنت نهجًا يعتمد على الصفقات التجارية لتجاوز التحديات القانونية، وإذا قدمت جوجل التنازلات المناسبة، قد تتمكن من الوصول إلى تسوية تجنبها التقسيم. من المحتمل أن تعزز جوجل استثماراتها أو تغيّر بعض جوانب ممارساتها التجارية بما يتوافق مع متطلبات وزارة العدل، ولكن السؤال يبقى: هل ستتمكن من المضي قدمًا في هذا المسار؟
قرار مصيري في الطريق
لقد كانت هذه المفاوضات لحظة فارقة في تاريخ جوجل. وعلى الرغم من التهديدات الخطيرة التي كانت تواجهها، فإن الشركة كانت تأمل في أن يتمكن الضغط والتفاوض من تغيير مسار القضية. في تلك اللحظات التي كانت فيها جوجل تقاوم التفكيك، كانت تأمل في إيجاد الحل الذي يعيد لها مكانتها ويضمن استمراريتها في السوق. بينما كانت إدارة ترامب تراقب الوضع، تبقى الإجابة غير واضحة: هل ستنجو جوجل من التفكيك أم ستجد نفسها في فصل جديد؟
كلما طال الوقت، زادت التساؤلات، وكانت الأنظار تتجه نحو المفاوضات الحاسمة التي ستحدد مستقبل أحد أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.