آخر الأخبار
جوجل تُعزز استثماراتها في مجال الواقع الممتد عبر شراكة جديدة مع HTC

في عالمٍ يتسارع فيه التطور التكنولوجي، لم تكن جوجل لتترك المجال مفتوحًا أمام الآخرين للهيمنة على سوق الواقع الممتد (XR). ففي خطوة جريئة، قررت جوجل توسيع آفاقها والتوجه نحو المستقبل، من خلال شراكة استراتيجية مع HTC، الشركة التايوانية الشهيرة في مجال الواقع الافتراضي والمعزز. وقد كشفت جوجل عن استحواذها على أجزاء من فريق الهندسة التابع لقسم Vive في HTC، وهو قرار لم يكن عشوائيًا، بل جاء ضمن رؤية أكبر تهدف إلى تسريع تطوير نظام تشغيل جديد يحمل اسم “Android XR”.
البحث عن الوحدة في عالم متعدد
في البداية، كان السؤال الكبير هو: كيف يمكن جمع جميع تقنيات الواقع الممتد في منصة واحدة تكون قوية بما يكفي لتوحيد السوق؟ فكرت جوجل كثيرًا في هذا الأمر، ومن خلال تعاونها مع شركتي سامسونج وكوالكوم، استطاعت رسم ملامح الحل: “Android XR”. هذا النظام الذي يهدف إلى أن يصبح قاعدة موحدة لدعم جميع الأجهزة التي تعمل في مجالات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR).
والأمر الذي يميز النظام هو الدمج بين تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة التي تقدمها جوجل، مما يعني أن الأجهزة التي تعمل بنظام Android XR ستتمتع بقدرة على التفاعل مع المستخدمين بطرق ذكية وشخصية، وتوفير تجارب غامرة تُشعر المستخدم وكأنه يعيش داخل التجربة.
صفقة غير تقليدية: جوجل وHTC
كانت التفاصيل التي تلت هذه الشراكة محط اهتمام الجميع. دفع جوجل مبلغًا ضخمًا يصل إلى 250 مليون دولار كجزء من الصفقة مع HTC، التي قررت أن تُنقل بعضًا من أذكى عقولها إلى جوجل. ضمن الصفقة أيضًا، حصلت جوجل على حقوق غير حصرية لملكية فكرية تخص أجهزة الواقع الافتراضي والواقع المعزز التي طالما تخصصت HTC في تطويرها.
إذا كانت HTC قد ارتبطت دائمًا بتقنيات الواقع الافتراضي، فلقد صنعت ثورة في هذا المجال منذ عام 2016 عندما أطلقت نظارة “HTC Vive” بالتعاون مع Valve، ما جعلها من أبرز اللاعبين في هذا السوق. ولكن مع انضمام موظفي قسم Vive إلى جوجل، بدأت الأمور تتخذ منحى جديدًا في عالم الواقع الممتد.
منافسة شرسة في الأفق
لكن، كما هو الحال في أي سوق تكنولوجي، لا شيء يأتي بسهولة. ففي الوقت الذي كانت فيه جوجل تستعد للانطلاق بنظامها الجديد، كانت شركات أخرى مثل آبل وميتا قد دخلت بالفعل المنافسة. ففي 2024، أطلقت آبل نظام “VisionOS” لنظارتها “Vision Pro”، بينما كانت ميتا قد أطلقت نظام “Horizon OS” لنظارات “Quest”. ورغم هذه التحديات، كانت جوجل متأكدة أن “Android XR” سيكون حلاً مثاليًا للمطورين، خاصة أنه يعتمد على منصة مفتوحة ومتطورة.
جهاز سامسونج “مشروع موهان”: بداية الحلم
ولكن لم يكن النجاح في البرمجيات كافيًا لتحقيق الرؤية الكبرى. كان لا بد من تقديم جهاز يعكس قوة النظام الجديد. وفي هذا السياق، انتشرت الأخبار عن جهاز قادم من سامسونج يُعرف باسم “مشروع موهان” (Project Moohan). تشير التقارير إلى أن هذا الجهاز سيكون الأول من نوعه الذي يعمل بنظام “Android XR”، ويجمع بين تقنيات متقدمة مشابهة لتلك التي تحتوي عليها نظارة “Vision Pro” من آبل، مع لمسات مبتكرة مستوحاة من نظارة “Quest Pro” التي توقفت ميتا عن إنتاجها.
وربما يكون هذا الجهاز هو الخطوة الأولى نحو دخول جوجل بقوة في سوق الواقع الممتد، حيث يعتقد الكثيرون أن هذا الجهاز سيكون بداية لما هو أكبر وأشمل في عالم تقنيات الواقع المعزز والافتراضي.
جوجل تقود الطريق نحو المستقبل
وبينما ينشغل العالم بمنافسات التقنية العالية، تظل جوجل ثابتة في إيمانها بأن المستقبل هو للمصممين والمطورين. وبفضل شراكتها مع HTC وتطويرها لنظام “Android XR”، تظهر جوجل كأحد اللاعبين الرئيسيين الذين يعيدون تشكيل مستقبل الواقع الممتد. وإذا كانت جوجل قادرة على الوفاء بوعدها، فمن المؤكد أن “Android XR” سيصبح الخيار الأول لكل من يطمح إلى دخول عالم الواقع الافتراضي والمعزز، مما يساعد على تسريع استخدام هذه التقنيات في حياتنا اليومية.
وبينما يتطلع الجميع إلى ما سيأتي، أصبح واضحًا أن جوجل، بالتعاون مع شركائها، تجهز الأرضية لنقلة نوعية في طريقة تفاعل البشر مع التكنولوجيا.