آخر الأخبار
جوجل تُحدث شعارها الأيقوني “G” لأول مرة منذ عقد من الزمن

في خطوة تحمل أبعادًا تتجاوز الشكل إلى الرؤية المستقبلية، فاجأت شركة Google مستخدميها حول العالم بإطلاق أول تحديث بصري رئيسي على شعارها الأيقوني للحرف “G” منذ قرابة عشر سنوات. التغيير الجديد لم يكن جذريًا في الظاهر، لكنه في مضمونه يعكس توجهًا استراتيجيًا بصريًا أكثر انسجامًا مع طموحات الشركة في عصر الذكاء الاصطناعي والتكامل الرقمي.
عودة إلى عام 2015: حين تغيّر كل شيء
لنفهم أهمية هذا التحديث، لا بد من العودة إلى عام 2015، عندما قامت Google آنذاك بإعادة تصميم شاملة لهويتها البصرية. في ذلك العام، استبدلت الشركة خط شعارها الرئيسي إلى خط sans-serif أكثر بساطة وحداثة، وقدّمت حرف “G” الجديد الذي جمع بين الألوان الأربعة الرئيسية المميزة لعلامتها: الأزرق، والأحمر، والأصفر، والأخضر، ولكن بفواصل لونية حادة. هذا التصميم حافظ على حضوره عبر مختلف المنصات لعقد كامل، حتى جاء تحديث مايو 2025.
الشعار الجديد الذي ظهر على تطبيق Google في أجهزة iOS وهواتف Pixel يتميز بتدرج لوني ناعم يمزج بين ألوان Google الأربعة في انتقالات سلسة وانسيابية. هذه الخطوة لم تكن مجرد تجميل بصري، بل تعكس رؤية أعمق نحو توحيد هوية الشركة البصرية وتحديثها لتتماشى مع التصاميم الحديثة التي تتبناها Google عبر خدماتها ومنتجاتها، خصوصًا مع إطلاق شعار Gemini الذي اعتمد هو الآخر على تدرجات الألوان بدلاً من الفواصل الصارمة.
التدرج اللوني يضفي على الشعار إحساسًا بالحيوية والديناميكية، ويمنحه طابعًا أكثر حداثة واتساقًا مع التوجه العام للشركة، خصوصًا في عالم تتسارع فيه التطورات التكنولوجية وتزداد فيه أهمية التصميم المرن والبسيط.
أين يظهر الشعار الجديد؟ ولماذا لم يظهر في كل مكان؟
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، يظهر الشعار الجديد فقط في تطبيق Google على نظام iOS وأجهزة Google Pixel، ما يشير إلى أن التغيير ما زال في مرحلة تدريجية أو اختبارية. أما على المتصفح وأجهزة Android الأخرى، فلا يزال الشعار القديم قائمًا بألوانه المفصولة.
عدم تعميم التحديث حتى الآن قد يُفسر بعدة طرق:
- ربما تختبر Google تجاوب المستخدمين مع التصميم الجديد قبل إطلاقه عالميًا.
- أو أن عملية التحديث ستتم بشكل تدريجي ضمن جدول زمني محدد يشمل باقي المنصات.
حتى الآن، لم تصدر Google بيانًا رسميًا توضح فيه تفاصيل أو دوافع التغيير، كما لم تذكر ما إذا كانت تخطط لتعميقه وتوسيعه ليشمل شعارات فرعية أخرى مثل Google Search أو Google Maps أو Gmail.
توحيد الهوية في عصر الذكاء الاصطناعي
يتماشى التحديث الجديد مع استراتيجيات Google الأخيرة التي تسعى لتقديم تجربة مستخدم موحدة ومتسقة عبر منتجاتها المختلفة. ويُعد التدرج اللوني مؤشرًا على تحول في اللغة البصرية للشركة يتناغم مع توجهاتها في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، والتصميم التفاعلي.
مع إطلاق منتجات وخدمات ذكية جديدة مثل Google Gemini وGoogle Bard (الذي تحول لاحقًا إلى Gemini)، تسعى الشركة إلى ترسيخ هوية مرئية تعبر عن الابتكار والتطور المستمر، وتُشعر المستخدم بالانسجام البصري أثناء تنقله بين الخدمات.
ما أهمية تحديث الشعار؟ ولماذا نهتم به؟
قد يبدو هذا التغيير بسيطًا أو غير ملحوظ للبعض، لكنه يحمل دلالات كبيرة في عالم العلامات التجارية:
- الشعار هو جوهر الهوية البصرية: أي تعديل عليه يعكس توجهًا أعمق واستراتيجية محدثة.
- الانسجام بين الشعارات يسهم في خلق تجربة أكثر سلاسة وإدراكًا للعلامة التجارية لدى المستخدم.
- التدرجات اللونية أصبحت سمة بصرية عصرية تستخدمها كبرى الشركات (مثل Instagram، Apple، Microsoft) لإضفاء مرونة على الشعار وتحقيق حضور بصري مميز عبر الشاشات والخلفيات المختلفة.
- التحديث المستمر يعكس أن العلامة التجارية “حية” وتتفاعل مع العصر والتقنيات الحديثة.
هل نحن على أعتاب تجديد شامل لهوية Google؟
رغم أن التحديث الجديد اقتصر على شعار الحرف “G”، إلا أنه قد يكون مؤشرًا مبكرًا على عملية تجديد شاملة لهوية Google المرئية، كما فعلت الشركة في 2015. ومع اعتماد Google على الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد، من المتوقع أن نرى تطورات تصميمية جديدة تشمل الخدمات الأخرى، وربما واجهات التطبيقات، وحتى تصميمات الأجهزة.