آخر الأخبار
هبوط تاريخي للبيتكوين وسط اضطرابات مالية عالمية

تراجعت العملة الرقمية الأكبر في العالم، البيتكوين، بشكل لافت إلى ما دون مستوى 75,000 دولار، مسجلة انخفاضًا بنسبة 7% خلال 24 ساعة فقط، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ إعلان فوز الرئيس دونالد ترامب. وقد تم تسجيل أدنى نقطة عند 74,501 دولار، بينما تكبدت عملة الإيثريوم خسائر أكبر، متراجعة بنسبة تقارب 20% لتصل إلى 1,417 دولارًا فقط.
هذه التراجعات الدراماتيكية لم تأتِ من فراغ، بل جاءت على خلفية قرارات اقتصادية صادمة، حيث أعلن ترامب فرض رسوم جمركية عالمية شاملة على الواردات، شملت أيضًا شركاء تجاريين رئيسيين. هذه الخطوة أدت إلى انهيارات حادة في الأسواق المالية، ودفعت المستثمرين إلى التخلص من الأصول ذات المخاطر المرتفعة، وعلى رأسها العملات الرقمية.
رسوم ترامب تقلب موازين السوق: بداية ركود جديد؟
خطوة ترامب الجريئة فرضت واقعًا جديدًا على الأسواق، حيث اندفعت المؤشرات الأميركية إلى أسوأ أداء لها منذ عام 2020، وسط مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية وشيكة. وأظهرت العقود المستقبلية للمؤشرات الأميركية تراجعًا حادًا، في الوقت الذي ارتفع فيه الين الياباني، ما يعكس حالة الاضطراب واللجوء إلى الملاذات الآمنة.
من جهتها، كشفت بيانات منصة كوين غلاس (CoinGlass) عن تصفية مراكز شراء (Long Positions) بقيمة تقارب 745 مليون دولار خلال 24 ساعة فقط، وهو أكبر مستوى من التصفية منذ ستة أسابيع تقريبًا، مما زاد من حالة القلق في السوق.
مستقبل غامض للكريبتو وسط غياب المحفزات
في السابق، كانت البيتكوين تسير غالبًا على خطى أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وتُستخدم كمؤشر على مزاج السوق العام. لكن، ومع اشتداد الأزمة الحالية، فقدت هذه العلاقة التناغمية، حيث خالفت البيتكوين اتجاه السوق في الأسبوع الماضي واستقرت عند مستويات 82,000 – 83,000 دولار، قبل أن تعاود الانهيار مجددًا.
ويبدو أن الذعر تسلل إلى الأسواق خلال عطلة نهاية الأسبوع، حين سارع المستثمرون إلى بيع ممتلكاتهم الرقمية خوفًا من موجة خسائر أكبر، خاصة في ظل توقعات متزايدة بدخول الاقتصاد الأميركي في مرحلة ركود جديدة.
خسائر عالمية بالمليارات خلال 48 ساعة فقط
الهزات لم تقتصر على العملات الرقمية فحسب، بل امتدت إلى جميع أنحاء الأسواق العالمية. ففي جلستين فقط، فقدت الأسواق ما يقارب 7.46 تريليون دولار من القيمة السوقية، منها 5.87 تريليون دولار من سوق الأسهم الأميركية وحده، إلى جانب 1.59 تريليون دولار من خسائر الأسواق العالمية الأخرى.
ورغم محاولة بعض المستثمرين الاستفادة من تقلبات السوق عبر التداول قصير الأمد، فإن الغالبية تفضل التراجع مؤقتًا عن السوق، في انتظار اتضاح الرؤية الاقتصادية والسياسية في الفترة المقبلة.
توقعات قاتمة لعام 2025: لا إشارات على التعافي بعد
منذ بداية عام 2025، انخفضت البيتكوين بنسبة 15%، وهو ما يعكس حالة الركود التي يعاني منها سوق الكريبتو، في ظل غياب أي محفزات تنظيمية أو مؤسسية حقيقية.
ويجمع المحللون على أن مستقبل العملات الرقمية بات مرهونًا إلى حد كبير بمسار الاقتصاد العالمي. فإذا استمرت التوترات التجارية وارتفعت احتمالات الركود، فإن البيتكوين قد تتعرض لمزيد من الضغوط، على عكس التوقعات السابقة التي كانت ترى فيها ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات.