آخر الأخبار
كيف تغيّر سوني ومايكروسوفت مستقبل ألعاب الفيديو بالذكاء الاصطناعي؟

تشهد صناعة ألعاب الفيديو تطورًا متسارعًا، حيث أصبحت الشركات الكبرى تتجه نحو استخدام الذكاء الاصطناعي لإحداث نقلة نوعية في تجربة اللعب. في هذا السياق، تعمل سوني ومايكروسوفت على تطوير تقنيات جديدة تتيح للاعبين التفاعل مع الشخصيات داخل الألعاب بطريقة غير مسبوقة، مما يعزز الواقعية ويضيف بُعدًا جديدًا إلى المنافسات الرقمية.
سوني تدفع حدود التفاعل مع الذكاء الاصطناعي
بحسب تقرير لموقع The Verge، تعمل سوني على مشروع جديد يهدف إلى تطوير شخصيات داخل ألعابها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. ونقل الموقع عن مصدر مطّلع مقطعًا مصورًا يستعرض تجربة داخلية أجرتها الشركة، حيث تم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء شخصية تتفاعل صوتيًا مع اللاعبين بطريقة طبيعية، مما يجعل حركة الفم وملامح الوجه متناسقة مع الكلمات المنطوقة، مما يمنح اللاعبين تجربة غامرة أكثر من أي وقت مضى.
واستعرض المقطع التوضيحي شخصية “Aloy” من لعبة Horizon Forbidden West، والتي تم تطويرها بواسطة استوديو Guerrilla Games، لإظهار إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تحسين تفاعل الشخصيات داخل اللعبة.
كيف تعمل التقنية؟
يعتمد النظام الذي طورته سوني على نموذج Whisper من شركة OpenAI، والذي يتميز بتحويل الكلام المنطوق إلى نصوص مكتوبة بدقة عالية. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام نماذج مثل GPT-4 وLlama 3 لإنشاء محادثات ذكية، حيث تستطيع الشخصيات فهم سياق المحادثة والرد بطرق طبيعية.
إلى جانب ذلك، تمتلك سوني أنظمة ذكاء اصطناعي أخرى، مثل Emotional Voice Synthesis، والذي يساعد في إنتاج أصوات بشرية ممزوجة بالمشاعر، مما يضيف لمسة إنسانية إلى تفاعلات الشخصيات داخل الألعاب. كما طوّرت الشركة تقنية Mockingbird، التي تحوّل أصوات اللاعبين إلى حركات وجه متناسقة، مما يعزز الإحساس بالواقعية أثناء اللعب.
إنفيديا ومايكروسوفت تدخلان السباق
لم تقتصر جهود تطوير الشخصيات الذكية في الألعاب على سوني فحسب، إذ تعمل شركة NVIDIA على مشروع Ace، والذي يتيح للاعبين التفاعل الحر مع الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs)، مما يجعل التجربة أكثر ديناميكية وتفاعلية.
كما تعاونت NVIDIA مع شركة Inworld AI لإنتاج نموذج تجريبي يُدعى Covert Protocol، وهو عبارة عن لعبة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة لعب غامرة، حيث يتفاعل اللاعب مع شخصيات قادرة على إجراء محادثات واقعية واتخاذ قرارات متغيرة بناءً على أسلوب اللعب.
من جانبها، تعمل مايكروسوفت على تطوير تقنيات مماثلة، حيث دخلت في شراكة مع Inworld AI لتقديم شخصيات ذكية داخل ألعاب Xbox، مما يمنح المطورين أدوات قوية لإنشاء قصص تفاعلية وتجارب لعب متطورة. كما طوّرت مايكروسوفت نموذج Muse AI، المصمم خصيصًا لتسهيل عمليات النمذجة الأولية وإنشاء بيئات لعب متكاملة بالذكاء الاصطناعي.
قلق في أوساط المطورين
على الرغم من أن هذه الابتكارات تفتح آفاقًا جديدة لصناعة الألعاب، إلا أن هناك مخاوف بين المطورين بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف التقليدية في القطاع. فقد شهدت صناعة الألعاب موجات تسريح جماعي مؤخرًا، ما زاد من القلق حول مستقبل الوظائف الإبداعية مثل تصميم الشخصيات وكتابة السيناريوهات.
وبحسب استطلاع أجرته Game Developers Conference (GDC)، فإن 49% من أصل 3000 مطور أكدوا أنهم يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم حاليًا، بينما قال 31% إنهم يعتمدون عليها في مشاريعهم الشخصية.
أجهزة Xbox محمولة في الأفق
في سياق متصل، كشف تقرير لموقع Windows Central أن مايكروسوفت تخطط لدخول سوق أجهزة الألعاب المحمولة، من خلال التعاون مع شركات متخصصة في إنتاج الحواسيب الموجهة لعشاق الألعاب، مثل Asus وLenovo وRazer وMSI.
ووفقًا لمصادر مطلعة، تعمل مايكروسوفت على تطوير جهاز ألعاب محمول يحمل علامة Xbox التجارية، ليكون منافسًا مباشرًا لأجهزة مثل Steam Deck وROG Ally، مع توقعات بطرحه رسميًا خلال عام 2025.
لا شك أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعيد رسم ملامح صناعة ألعاب الفيديو، إذ توفر إمكانيات غير مسبوقة لإنشاء شخصيات أكثر ذكاءً وتفاعلًا، مما يمنح اللاعبين تجربة أكثر واقعية. ومع استمرار الشركات الكبرى مثل سوني ومايكروسوفت وإنفيديا في الاستثمار في هذه التقنيات، فإن المستقبل القريب قد يشهد تحولًا جذريًا في طريقة تصميم وتطوير الألعاب، مما يفتح المجال أمام إمكانيات جديدة ولكن يثير في الوقت ذاته تساؤلات حول تأثير هذه التقنيات على الوظائف الإبداعية في القطاع.