آخر الأخبار
كيف أصبحت الساعات الذكية أداة فعّالة للإقلاع عن التدخين؟

أظهرت دراسة جديدة أن الساعات الذكية، وتحديداً تلك التي تعمل بنظام أندرويد، يمكن أن تكون أداة مبتكرة وفعّالة في مساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين. يعتمد هذا الابتكار على دمج المستشعرات الحركية المدمجة في الساعات الذكية، والتي تتيح مراقبة حركات اليد التي غالبًا ما تكون مرتبطة بتدخين السجائر. من خلال هذا النظام الذكي، يمكن تقديم الدعم للمستخدمين في لحظات ضعفهم التي قد تقودهم إلى الانتكاس.
ابتكار علمي لتقديم الدعم المباشر عبر الساعة الذكية
طور فريق من الباحثين في جامعة بريستول برنامجًا يستخدم مستشعرات الحركة في الساعات الذكية لالتقاط الحركات النموذجية التي تشير إلى تدخين السجائر. عند اكتشاف هذه الحركات، يقوم التطبيق المدمج في الساعة الذكية بإرسال تنبيه فوري إلى المستخدم عبر اهتزاز مع رسالة تحفيزية مخصصة لدعمه في محاولات الإقلاع عن التدخين.
من بين الرسائل التي تم إرسالها:
- “الإقلاع عن التدخين يساعدك على التنفس بشكل أفضل”،
- “التوقف عن التدخين مفيد لصحتك”.
ويمكن أن تحتوي الرسائل الأخرى على تفاصيل مثل العدد الإجمالي للسجائر التي تم تدخينها خلال اليوم، أو عدد النفثات التي أخذها الشخص.
وظائف إضافية لتحفيز التوقف عن التدخين
بعد أن يقرأ المستخدم الرسالة، يتاح له خيار التفاعل معها من خلال تمريرها أو الضغط على زر يمكنه من الوصول إلى المزيد من المعلومات حول كيفية الإقلاع عن التدخين. يمكن للمستخدمين أيضاً التوجه إلى صفحات الدعم المخصصة للإقلاع عن التدخين عبر الإنترنت والتي تقدمها خدمات الصحة الوطنية (NHS).
دراسة تطبيق الساعات الذكية
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة JMIR Formative Research، حيث تم اختبار هذا التطبيق على 18 شخصًا كانوا مهتمين بالإقلاع عن التدخين. ارتدى المشاركون الساعة الذكية التي تحتوي على التطبيق المخصص طوال يومهم، من لحظة الاستيقاظ وحتى النوم، مع ضرورة شحن الساعة في الليل. طُلب من المشاركين العودة إلى الباحثين بعد أسبوعين لملء استبيان مكون من 27 سؤالاً.
وأظهرت النتائج أن 66% من المشاركين وجدوا أن ارتداء الساعة الذكية كان مقبولًا لهم، بينما أفاد 61% منهم أن الرسائل كانت ذات صلة بهم، مما يدل على فاعلية هذه التكنولوجيا في تقديم دعم مستمر في اللحظات الحرجة التي قد يواجهها المدخنون.
دور هذا البرنامج في مكافحة التبغ
أوضح كريس ستون، الباحث من مجموعة أبحاث التبغ والكحول في جامعة بريستول، أن هذا التطبيق يمثل أول تدخل فعّال لمنع الانتكاس الفوري في محاولات الإقلاع عن التدخين. أشار ستون إلى أن اللحظات التي يتعرض فيها الشخص للإغراء بالعودة للتدخين يمكن أن تكون حاسمة، حيث إنها قد تقود إلى التراجع الكامل. وبالتالي، يقدم هذا الابتكار أداة حاسمة لدعم المستخدمين في منع تلك اللحظات.
الخطوات التالية
يعتقد الباحثون أن هذا التطبيق يُعدّ الأول من نوعه في تقديم دعم مباشر لحظي في مسار الإقلاع عن التدخين باستخدام الساعات الذكية، من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف الذكي. ويعتزم الباحثون إجراء دراسة طويلة الأمد لتقييم فعالية التطبيق بشكل أوسع، مع احتمالية إضافة المزيد من الرسائل التحفيزية والوظائف التي قد تدعم عملية الإقلاع عن التدخين بشكل أفضل.
أصبح الآن من الممكن استخدام الساعات الذكية كأداة فعالة في مكافحة التدخين، وهي خطوة إلى الأمام في استخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء في مجال الصحة العامة. يمكن لهذا الابتكار أن يكون حلاً مستقبليًا لمساعدة العديد من الأشخاص في الإقلاع عن هذه العادة الضارة.