آخر الأخبار
إتش بي تستحوذ على “Human” وتوقف بيع جهاز AI Pin: نهاية الحلم وتحوُّل إلى المستقبل

في عالم مليء بالتقنيات المتطورة، كان جهاز “AI Pin” قد بدا وكأنه يفتح الأفق لمستقبل جديد في عالم الأجهزة الذكية. ولكن مع مرور الوقت، تحول هذا الحلم إلى واقع مرير، وأعلن عن نهاية تلك التجربة الطموحة. القصة بدأت عندما قررت شركة “إتش بي” (HP) الدخول في مجال الذكاء الاصطناعي من بوابة شركة “Human”، التي كانت قد أطلقت هذا الجهاز الثوري. ففي خطوة غير متوقعة، استحوذت “إتش بي” على “Human” مقابل 116 مليون دولار، بينما كان العالم في انتظار الفصل الأخير من قصة “AI Pin”.
صفقة ضخمة تعكس الطموحات
تلك اللحظة التي قررت فيها “إتش بي” أن تضيف إلى تاريخها العريق أصولًا جديدة، لم تكن مجرد شراء لشركة صغيرة، بل كانت نقلة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي. فبالإضافة إلى الاستحواذ على أصول “Human”، مثل منصتها المتطورة “Cosmos”، حصلت “إتش بي” على فريق من المهندسين الموهوبين، الذين كانوا في طليعة الابتكار التكنولوجي. ومع هذا الفريق، عززت “إتش بي” قدراتها على دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، من الحواسيب الشخصية إلى الطابعات الذكية، وحتى بيئات العمل الذكية التي كانت تحلم بها منذ سنوات.
المنتج المفقود: AI Pin يخيب الآمال
لكن بينما كانت “إتش بي” تنظر للمستقبل، كانت شركة “Human” تواجه الواقع القاسي لجهاز “AI Pin”، الذي لم يكن قادرًا على النجاح في السوق كما كان متوقعًا. الجهاز الذي كان يتباهى بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والتي كانت تهدف إلى مساعدة المستخدمين في حياتهم اليومية من خلال الأوامر الصوتية والمساعدات الذكية، أصبح في النهاية خيبة أمل كبيرة. لم يكن “AI Pin” قادرًا على تقديم أداء يتناسب مع السعر المرتفع الذي بلغ 700 دولار، حيث واجه الجهاز مشكلات في الاستجابة والأداء، ما جعل المبيعات تتراجع بشكل كبير. بل إن معدل إرجاع الأجهزة كان يفوق المبيعات نفسها، ليضع الجهاز في قائمة الأسوأ مبيعًا في السوق.
التوقف عن بيع “AI Pin”
مع مرور الوقت، أعلنت “Human” عن خبر صادم: في نهاية فبراير 2025، ستتوقف الشركة عن بيع جهاز “AI Pin”، وسيتم إنهاء دعمه تمامًا. الجهاز الذي كان يُفترض أن يكون نقلة في عالم التكنولوجيا القابلة للارتداء، لن يعمل بشكل كامل بعد ذلك التاريخ. ستتوقف الوظائف الأساسية مثل المكالمات، الرسائل، والوصول إلى الخدمات السحابية، ليصبح الجهاز مجرد قطعة من التكنولوجيا غير الفعالة. دعت “Human” مستخدمي الجهاز إلى تنزيل أي محتوى مخزّن قبل الموعد النهائي، مع تحذير بأن جميع البيانات مثل الصور والفيديوهات ستختفي تمامًا بعد ذلك.
الاسترداد والمغادرة: تعويض محدود
بالنسبة لأولئك الذين اشتروا الجهاز وكانوا يرغبون في استرداد أموالهم، كان هناك فرصة أخيرة للقيام بذلك. إذا كانت الأجهزة ضمن فترة الإرجاع التي تبلغ 90 يومًا، كان بإمكان المستخدمين طلب استرداد المبلغ المدفوع حتى يوم 27 فبراير 2025. ولكن إذا كانت الأجهزة قد تم استخدامها خارج تلك الفترة، فلم يكن هناك تعويض مالي.
ما الذي جعل “AI Pin” يفشل رغم جميع التوقعات؟ ببساطة، لم يكن الجهاز قادرًا على تلبية احتياجات المستخدمين. بينما كانت الفكرة رائعة، كانت التقنية في النهاية لا ترقى إلى مستوى التوقعات. المستخدمون الذين توقعوا أن يكون لديهم مساعد شخصي ذكي في جيبهم، كانوا في الواقع يواجهون جهازًا مع مشاكل مستمرة في الأداء، مما دفعهم للعودة إليه في عدد غير مسبوق.
إتش بي وحلم الذكاء الاصطناعي
ولكن بينما يغلق “AI Pin” آخر فصوله، تفتح “إتش بي” بابًا جديدًا. مع استحواذها على “Human”، بدأت الشركة في التحضير لمرحلة جديدة من الابتكار، وهي مرحلة قد تجعل منها الرائدة في دمج الذكاء الاصطناعي في جميع منتجاتها. الفريق الجديد الذي انضم إلى “إتش بي” سيعمل على تطوير حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة، تساهم في تحسين أجهزة الحواسيب الشخصية والطابعات، بالإضافة إلى بيئات ذكية للمكاتب والاجتماعات. مع هذه الخطوة، تبدو “إتش بي” جاهزة للانطلاق في عالم جديد من الابتكار التقني.
دروس من الفشل والطموحات المستقبلية
قصة “AI Pin” هي تذكير مهم بأن الابتكار لا يكفي وحده لتحقيق النجاح. فالتكنولوجيا تحتاج إلى الاستماع إلى احتياجات المستخدمين، وفهم ما يتطلعون إليه من منتجات جديدة. ورغم الفشل الذي مر به جهاز “AI Pin”، تبقى “إتش بي” ثابتة في سعيها وراء دمج الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، مؤمنة بأن المستقبل يحمل لها الكثير من الفرص.