آخر الأخبار
هواوي تتحدى العقوبات الأمريكية: كيف تواصل الصين تطوير رقاقات الذكاء الاصطناعي رغم القيود التجارية؟

في السنوات الأخيرة، فرضت الولايات المتحدة قيودًا صارمة على قطاع التكنولوجيا الصيني، مستهدفةً بشكل خاص شركات تصنيع الرقاقات والذكاء الاصطناعي. وتأتي هذه العقوبات ضمن محاولات أمريكية لإبطاء التقدم التكنولوجي الذي تحرزه الصين، وخصوصًا الشركات الرائدة مثل هواوي. ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات لم تحقق النتائج المرجوة بالكامل، إذ تشير تقارير حديثة إلى أن هواوي تمتلك القدرة على إنتاج مئات الآلاف من رقاقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، على الرغم من القيود المفروضة عليها.
العقوبات الأمريكية وتأثيرها على قطاع التكنولوجيا في الصين
منذ عام 2019، فرضت الولايات المتحدة حظرًا تجاريًا على هواوي، بحجة أن معداتها تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي. في البداية، استهدفت العقوبات قطاع الاتصالات، مما أثر على قدرة الشركة في الوصول إلى تقنيات شبكات الجيل الخامس (5G). ومع مرور الوقت، امتدت هذه القيود لتشمل تصنيع الرقاقات وأشباه الموصلات، مما جعل من الصعب على هواوي تأمين المكونات الأساسية لتطوير أجهزتها الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
في ديسمبر 2024، دخلت مجموعة جديدة من العقوبات حيز التنفيذ، لكن المفاجأة كانت في رد الفعل الصيني الذي لم يُظهر تأثرًا كبيرًا بهذه الإجراءات. حيث أفادت تقارير بأن الشركات الصينية، وعلى رأسها هواوي، استمرت في تطوير تقنياتها، بل ونجحت في تصنيع رقاقات متطورة رغم الحصار المفروض عليها.
هواوي تواصل تصنيع الرقاقات الذكية رغم العقوبات
وفقًا لدراسة صادرة عن “مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية” (CSIS)، تمكنت هواوي من إنتاج مليون رقاقة ذكاء اصطناعي من طراز Ascend 910C، وهي وحدة معالجة متقدمة تم تطويرها بالاعتماد على دمج رقاقتين من طراز Ascend 910B عبر عملية تصنيع تُعرف باسم “التغليف المتقدم”. وعلى الرغم من أن نسبة معينة من الرقاقات تتعرض للتلف أثناء هذه العملية، إلا أن العدد الفعلي للرقاقات الصالحة للاستخدام يصل إلى نحو 750 ألف وحدة، وهو ما يعكس قدرة هواوي على تجاوز العقبات الفنية التي فرضتها العقوبات.
التعاون مع SMIC: ركيزة أساسية لتقدم هواوي
يلعب التعاون بين هواوي وشركة SMIC دورًا محوريًا في دعم صناعة الرقاقات في الصين. حيث تعتبر SMIC المورد الرئيسي لرقاقات Kirin التي تُستخدم في هواتف هواوي الذكية، كما تتولى أيضًا تصنيع شرائح الذكاء الاصطناعي Ascend التي تعتمد عليها الشركة في تطوير أنظمتها المتقدمة.
ورغم أن قدرات التصنيع لدى SMIC لا تزال أقل تطورًا مقارنة بشركات مثل TSMC التايوانية أو سامسونج الكورية، إلا أنها تمكنت من تحقيق تقدم كبير في مجال تصنيع الرقاقات بفضل تحسينات أُدخلت على المعدات القديمة. وتعتمد الشركة حاليًا على تقنية تصنيع بدقة 7 نانومتر، لكنها تواجه صعوبات في الانتقال إلى تقنيات أكثر تقدمًا بسبب عدم قدرتها على الوصول إلى معدات التصنيع الحديثة المحظورة بموجب العقوبات الأمريكية.
كيف تمكنت SMIC من تجاوز العقوبات؟
برغم القيود المفروضة، استطاعت SMIC التغلب على تحديات تصنيع الرقاقات المتقدمة من خلال الاستحواذ القانوني على معدات أمريكية متخصصة في تصنيع أشباه الموصلات. ورغم أن بعض هذه المعدات لم تكن محظورة بالكامل، إلا أنها سمحت للشركة بتحسين عمليات الإنتاج وزيادة قدرتها على تصنيع الرقاقات عالية الأداء.
مستقبل صناعة الرقاقات في الصين
مع استمرار الضغط الأمريكي على الشركات الصينية، يبدو أن بكين مصممة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة أشباه الموصلات. وقد استثمرت الحكومة الصينية مليارات الدولارات في تطوير قدراتها المحلية، بهدف تقليل الاعتماد على الموردين الأجانب وتعزيز صناعة الرقاقات الوطنية.
ويشير الخبراء إلى أن هواوي وSMIC ستواصلان العمل على تطوير تقنيات التصنيع الخاصة بهما، مما قد يؤدي إلى ولادة صناعة رقاقات مستقلة في الصين خلال السنوات القادمة. وإذا استمر هذا التقدم، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها تجاه القطاع التكنولوجي الصيني.