آخر الأخبار
إنستاجرام تبحث عن فرصة ذهبية لاستقطاب صناع محتوى تيك توك: قصّة المنافسة الكبيرة

في عالم سريع التطور، حيث تتغير منصات التواصل الاجتماعي وتتسارع منافساتها، كان لـ إنستاجرام طموح كبير في أن تصبح الخيار الأول للمبدعين وصناع المحتوى. لكن كما هو الحال في كل المنافسات، ظهرت تيك توك على الساحة كأقوى منافس في مجال الفيديوهات القصيرة، مما دفع إنستاجرام إلى البحث عن وسائل جديدة لجذب صناع المحتوى إليها.
كيف بدأت القصة؟
كان عام 2021 نقطة البداية عندما أطلقت إنستاجرام برنامج المكافآت الذي يهدف إلى جذب صناع المحتوى لرفع مقاطع الفيديو القصيرة عبر منصتها. ومع مرور الوقت، تم تقديم المزيد من الحوافز المالية، ولكن مع تقليص تدريجي للمكافآت في عام 2023، بدأ صناع المحتوى يشعرون أن الحوافز قد لا تكون بنفس الجاذبية التي كانت عليها في السابق.
ومع ارتفاع هيمنة تيك توك وارتفاع عدد صناع المحتوى على منصتها، أدركت إنستاجرام أن عليها أن تتحرك بسرعة لجذب هؤلاء المبدعين إليها، فكانت العروض المالية المغرية هي الخطة القادمة.
العرض المغري الذي جاء في الوقت المناسب
في خطوة جريئة، أعلنت إنستاجرام عن تقديم عروض مالية مغرية لصناع المحتوى تتراوح بين 10 آلاف إلى 50 ألف دولار شهريًا، شرط أن ينشروا مقاطع الفيديو القصيرة (Reels) على منصتها قبل نشرها على أي منصة أخرى، بما في ذلك تيك توك. كانت هذه اللحظة نقطة تحول، فالتوقيت كان مثاليًا، حيث واجهت تيك توك مشاكل قانونية في الولايات المتحدة الأمريكية بعد قرار بحظرها، وهو ما منح إنستاجرام فرصة ذهبية لتعزيز مكانتها.
محاولات إنستاجرام لتحقيق التفوق
لكن لم تكن العروض المالية هي الشيء الوحيد الذي دفع إنستاجرام لتحسين منصتها. إلى جانب تقديم المكافآت، أعلنت عن تحديثات جديدة تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم، مثل تعديل تصميم شبكات الملف الشخصي وتحويلها إلى مستطيلات، مما جعلها أكثر عصرية وتوافقًا مع التصاميم الحديثة. كما قامت بتوسيع الحد الأقصى لطول مقاطع الفيديو عبر Reels إلى ثلاث دقائق، مما منح صناع المحتوى مزيدًا من الحرية الإبداعية.
وفي خطوة جريئة أخرى، أعلن آدم موسيري، رئيس إنستاجرام، عن تطوير تطبيق جديد أطلق عليه Edits. هذا التطبيق يهدف إلى توفير أدوات تحرير احترافية للمحتوى، كأنك تمتلك في يدك أداة قوية لتعديل وتطوير مقاطع الفيديو التي ترفعها. كان هذا التطبيق بمثابة المنافس الجديد لتطبيق CapCut الذي تقدمه شركة بايت دانس المالكة لـ تيك توك.
تحديات في الطريق
لكن لم يكن الطريق مفروشًا بالورد. في الوقت الذي كانت إنستاجرام تقدم فيه هذه العروض المغرية والتحديثات المميزة، كانت هناك تحديات جادة. فقد تعرضت شركة ميتا المالكة لإنستاجرام للكثير من الانتقادات بسبب سياسات قمع المحتوى، خاصة في ما يتعلق بالقضايا السياسية والجدلية. هذه الانتقادات قد تضعف الثقة في إنستاجرام لدى بعض صناع المحتوى الذين يسعون إلى إبراز صوتهم بحرية. في عالم يحاول فيه الجميع أن يظلوا مبدعين وأحرارًا، قد يكون لهذه التحديات تأثير سلبي على رغبة البعض في الانضمام إلى إنستاجرام.
النهاية… أو بداية جديدة؟
ورغم كل هذه التحديات، يبدو أن إنستاجرام مستعدة للمخاطرة بكل شيء، وتوظيف كل جهدها للتفوق في معركة الفيديوهات القصيرة. من خلال عروض مالية مغرية، تحسينات مستمرة، و أدوات تحرير مبتكرة، تأمل إنستاجرام في جذب صناع المحتوى بعيدًا عن تيك توك وتأكيد مكانتها كمنافس قوي في هذا المجال المتسارع.
فهل ستحقق إنستاجرام مبتغاها؟ وهل ستكون هذه العروض حافزًا كافيًا للصناع للانتقال إلى منصتها؟ فقط الزمن كفيل بالإجابة.