آخر الأخبار
iOS 26: آبل تدخل عصر “الزجاج السائل” وتكشف عن نقلة نوعية في أنظمة التشغيل

تجربة بصرية جديدة، ذكاء اصطناعي مدمج، ومزايا تعيد تعريف طريقة استخدام الهاتف الذكي
في مشهد يترقبه الملايين حول العالم كل عام، عقدت شركة آبل مؤتمرها السنوي للمطورين WWDC 2025، لتكشف عن سلسلة من التحديثات التقنية التي تمثل جيلًا جديدًا من التجربة الرقمية. لكن الأبرز دون منازع كان الإعلان عن الإصدار الجديد من نظام تشغيل هواتف آيفون، iOS 26، والذي قدّمته الشركة بتصميم بصري جديد كليًا تحت اسم “الزجاج السائل” (Liquid Glass)، في تحول جريء على مستوى الشكل والمضمون.
الإصدار الجديد لا يكتفي بتغيير التصميم، بل يعكس فلسفة جديدة بالكامل في التعامل مع الهواتف الذكية، حيث يتداخل الذكاء الاصطناعي مع واجهة الاستخدام اليومية، ويمنح المستخدم مزيدًا من التحكم والسلاسة، دون فقدان لمسة الأناقة التي لطالما تميزت بها آبل.
نقلة في التسمية: وداعًا للأرقام التقليدية
للمرة الأولى في تاريخ نظام iOS، استغنت آبل عن تسلسل الأرقام الكلاسيكي لتحديث النظام، حيث كان من المفترض أن يحمل اسم iOS 19، واختارت بدلاً من ذلك استخدام رقم العام كهوية للإصدار.
هذا التغيير لا يعبّر فقط عن تحديث برمجي، بل يعكس تحولًا في فلسفة آبل نحو نظام تشغيل أكثر تكيّفًا مع عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي تتسارع فيه وتيرة التغيير بشكل غير مسبوق.
“الزجاج السائل”: تجربة بصرية مستقبلية
جاءت واجهة iOS 26 بمفهوم “الزجاج السائل”، الذي يمنح المستخدمين إحساسًا بالحركة والسلاسة في كل عنصر على الشاشة.
من أبرز المظاهر:
- ساعة شاشة القفل أصبحت قابلة للتمدد، فتتغير بحسب نوع المحتوى والنشاط، وتمنح نظرة تفاعلية ديناميكية.
- تطبيق الكاميرا خضع لإعادة تصميم، حيث تم تبسيط الواجهة بإزالة الأزرار الزائدة، مع الحفاظ على قوة الأداء، مما يوفّر بيئة تصوير أنظف وأسرع.
- متصفح Safari أصبح يدعم عرض الصفحات بملء الشاشة مع شريط علامات التبويب الذي “يطفو” فوق المحتوى، لتجربة قراءة أكثر اندماجًا.
ذكاء اصطناعي مدمج في صميم النظام
أحد أبرز محاور التحديث هو دمج Apple Intelligence داخل النظام بشكل عميق، ليتحول iPhone إلى رفيق ذكي فعليًا.
أبرز المزايا الجديدة:
- مساعد الرد على المكالمات: يتيح للمستخدم فلترة المكالمات الواردة أو حتى الرد والانتظار نيابة عنه.
- تحسينات في تطبيق الرسائل: إمكانية تخصيص الخلفيات عبر صور مقترحة أو مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مع دعم إنشاء استطلاعات للرأي داخل المحادثات، ومؤشرات كتابة جديدة للدردشات الجماعية.
- ميزة Genmoji: دمج رمزين تعبيريين لإنشاء رموز جديدة بالكامل، لتجربة تعبيرية أكثر حرية وابتكارًا.
- Image Playground: إنشاء صور بالذكاء الاصطناعي عبر روبوت ChatGPT، مما يعكس انفتاح آبل على شراكات خارجية ذكية.
الترجمة الفورية: لغة واحدة لكل العالم
ميزة Live Translation تمثل قفزة في التواصل عبر اللغات، حيث يمكن ترجمة المحادثات في الوقت الحقيقي داخل الرسائل، والمكالمات العادية، وحتى مكالمات فيس تايم، بدون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت، بفضل قدرة المعالجة على الجهاز.
وتدعم الميزة واجهات برمجية خاصة لتمكين التطبيقات الخارجية من استخدامها، مما قد يفتح الباب لعصر جديد من الترجمة اللحظية دون حواجز تقنية.
تحديثات شاملة لتطبيقات النظام
آبل لم تكتفِ بالتحديثات الجوهرية، بل قامت بإعادة تصميم أو تطوير معظم تطبيقاتها الأساسية:
- الخرائط Apple Maps: أصبح النظام يتعلم الطرق المفضلة للمستخدم، ويعرض تحذيرات من الزحام والاختناقات، مع إمكانية مشاركة سجل المواقع.
- Apple Wallet: أصبح بإمكان المستخدمين إنشاء بطاقة هوية رقمية داخل التطبيق.
- Apple Pay: دعم تتبّع الطلبات التي تم إجراؤها خارج النظام عبر تقنيات Apple Intelligence.
ألعاب، ذكاء بصري، وسهولة أكبر في التفاعل
واستمرارًا في التركيز على تجربة المستخدم، كشفت آبل عن تطبيق جديد بالكامل للألعاب يحمل اسم Games App، يمكّن المستخدمين من إدارة مكتبتهم ومتابعة الأصدقاء والتحديات.
كما أطلقت ميزة Visual Intelligence، والتي تتيح التعرف على عناصر من الصور (مثل الملابس، المنتجات، وحتى النصوص)، وتحليلها بالذكاء الاصطناعي.
في العرض التوضيحي، تمكن الهاتف من تحديد نوع سترة في صورة داخل تطبيق اجتماعي والبحث عنها مباشرة، مما قد يحوّل الهاتف إلى بوابة فورية لاكتشاف العالم من حولنا.
وماذا عن Siri؟
رغم هذه القفزات الكبيرة، فإن بعض الميزات المنتظرة في مساعد Siri، خاصة تلك المتعلقة بتنفيذ أوامر استنادًا إلى محتوى الشاشة، لم تصدر بعد، وأكدت آبل أنها ستصل لاحقًا خلال العام، وهو ما يبقي الترقب قائمًا.
مع نظام iOS 26، لا تقدّم آبل تحديثًا تقنيًا فقط، بل تصورًا جديدًا للهاتف الذكي كأداة تتفاعل مع الإنسان وتفهمه وتتكيف مع احتياجاته لحظة بلحظة.
من التصميم البصري الثوري إلى التكامل العميق مع الذكاء الاصطناعي، يبدو أن آبل تستعد لتقود المرحلة التالية من الثورة الرقمية، حيث الهاتف لم يعد مجرد جهاز، بل أصبح امتدادًا ذكائيًا للمستخدم.