آخر الأخبار
ميتا تطلق ميزة ‘الملاحظات المجتمعية’ لتعزيز دقة المحتوى عبر فيسبوك وإنستجرام وثريدز

في خطوة جديدة تهدف إلى تحسين موثوقية المحتوى وتعزيز دقة المعلومات المتداولة على منصاتها، أعلنت شركة “ميتا بلاتفورمز” عن بدء اختبار ميزة “الملاحظات المجتمعية” (Community Notes) في الولايات المتحدة. وتهدف هذه الخاصية إلى تمكين المستخدمين من تقديم ملاحظات توضيحية حول المنشورات، مما يسمح بإضافة سياقات تفصيلية تعزز فهم المحتوى المنشور، دون تدخل مباشر من الشركة.
بديل لمنظومة تدقيق المعلومات التقليدية
قررت ميتا التخلي عن الاعتماد الكامل على جهات خارجية لتدقيق المعلومات، واعتمدت بدلاً من ذلك على نظام قائم على مساهمات المستخدمين، يشبه إلى حد كبير النظام الذي طورته منصة “إكس” (تويتر سابقًا) بإشراف إيلون ماسك. ويتيح هذا النظام للمستخدمين تقديم تفسيرات إضافية حول المحتوى المنشور، بهدف الحد من انتشار الأخبار المضللة، وتحقيق توازن بين حرية التعبير والمعلومات الدقيقة.
آلية عمل “الملاحظات المجتمعية”
تعمل هذه الميزة على تمكين المستخدمين من إضافة تعليقات تفسيرية إلى المنشورات، بحيث يتمكن الآخرون من رؤية المعلومات الإضافية التي توضح السياق الحقيقي للمنشور. ولضمان الموضوعية، لا يتم اعتماد أي ملاحظة إلا إذا حصلت على توافق من عدة مستخدمين يحملون آراء مختلفة، مما يقلل من احتمالية التحيز أو التلاعب بالمعلومات.
كما وضعت ميتا شروطًا صارمة لمن يود المساهمة في هذه الميزة، حيث يجب أن يكون عمر المستخدم 18 عامًا أو أكثر، وأن يكون لديه حساب نشط منذ ستة أشهر على الأقل، إلى جانب ضرورة تفعيل المصادقة الثنائية أو ربط الحساب برقم هاتف موثق.
اللغات المدعومة وآفاق التوسع
في المرحلة التجريبية، ستكون الميزة متاحة بست لغات رئيسية مستخدمة في الولايات المتحدة، وهي: الإنجليزية، الإسبانية، الصينية، الفيتنامية، الفرنسية، والبرتغالية. ومع ذلك، تخطط ميتا لتوسيع نطاق دعمها اللغوي تدريجيًا لتشمل المزيد من اللغات، مما يجعلها أداة عالمية لمكافحة التضليل.
حدود الاستخدام والقيود المفروضة
على الرغم من الفوائد المتوقعة لهذه الميزة، وضعت ميتا بعض القيود لضمان عدم إساءة استخدامها. فعلى سبيل المثال، لن يتمكن المستخدمون من كتابة ملاحظات على الإعلانات في المرحلة الأولى من الاختبار، ولكن سيكون بإمكانهم التعليق على معظم أنواع المنشورات الأخرى، بما في ذلك تلك التي تنشرها ميتا نفسها أو مسؤولوها التنفيذيون، بالإضافة إلى منشورات السياسيين والشخصيات العامة.
التقنيات المستخدمة والاعتماد على نظام “إكس”
لضمان فاعلية “الملاحظات المجتمعية”، قررت ميتا الاستفادة من الخوارزمية مفتوحة المصدر الخاصة بمنصة “إكس”، والتي أثبتت نجاحها في تصنيف وتقييم المحتوى بناءً على أنماط التفاعل السابقة للمستخدمين. وستعمل ميتا على تطوير هذا النظام وتحسينه ليصبح أكثر توافقًا مع سياسات المحتوى الخاصة بها.
التوقعات المستقبلية
مع استمرار اختبار الميزة، تخطط ميتا لتوسيع نطاق استخدامها تدريجيًا، مع الاستفادة من التغذية الراجعة من المستخدمين لضمان تحسينها بشكل مستمر. وعند الإطلاق الرسمي، من المتوقع أن تحل “الملاحظات المجتمعية” محل نظام تدقيق الحقائق السابق في الولايات المتحدة، بينما ستبقى مؤسسات تدقيق المعلومات الخارجية قادرة على المساهمة كمستخدمين في تقييم المحتوى.
يبدو أن ميتا تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز الشفافية وإشراك المجتمع في تنظيم المحتوى، بدلاً من الاعتماد الحصري على تقنيات الذكاء الاصطناعي أو التدقيق الخارجي. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل ستنجح هذه الميزة في تحقيق التوازن المطلوب بين حرية التعبير وحماية المستخدمين من المعلومات المضللة؟ هذا ما ستكشفه نتائج الاختبار خلال الأشهر القادمة.