آخر الأخبار
مايكروسوفت وأوراكل في مفاوضات للاستحواذ على تيك توك: قصة صفقة قد تغير قواعد اللعبة

في عالم مليء بالتحولات التكنولوجية والتنافس بين القوى الكبرى، كانت هناك دائمًا منصة واحدة تلفت الأنظار: تيك توك. هذا التطبيق الصيني الذي غزا العالم بسرعة البرق، كان يحقق ملايين المشاهدات ويجمع ملايين المستخدمين في أنحاء متفرقة من الأرض. لكن بينما كان يحقق هذه النجاحات، كانت هناك مخاوف كبيرة في الولايات المتحدة بشأن تأثير الصين على هذه المنصة وكيفية استخدام البيانات التي يتم جمعها من خلالها.
وفي قلب هذه الحكاية، ظهرت شركتان عملاقتان في عالم التكنولوجيا: مايكروسوفت وأوراكل. بدأت الأحاديث تتسرب من الصحف والإذاعات، حول مفاوضات تجريها هاتان الشركتان، مع مجموعة من المستثمرين، للاستحواذ على العمليات العالمية لتيك توك. وبحسب التقارير، كانت إذاعة NPR الأمريكية قد نقلت هذه الأخبار التي جعلت الكثيرين يتساءلون: لماذا الآن؟ وما هي التفاصيل وراء هذه الصفقة؟
البحث عن السيطرة الأمريكية
بدأت القصة تأخذ منحنى جديدًا عندما دخل البيت الأبيض على الخط، ليشرف على سير المفاوضات. كان الجميع يعلم أن هذه المفاوضات لم تكن مجرد صفقة تجارية عادية، بل كانت بمثابة محاولة استراتيجية للحد من النفوذ الصيني في واحدة من أكثر منصات الوسائط الاجتماعية شهرة في العالم. كانت الحكومة الأمريكية، التي قلقة من تأثير تيك توك على الأمن القومي، تطمح إلى ضمان أن التطبيق سيكون تحت إشراف الشركات الأمريكية، مع تقليل الحصة الصينية فيه.
وبموجب الصفقة المزعومة، ستكون شركة بايت دانس، المالكة الأصلية لتطبيق تيك توك، قد احتفظت بحصة أقلية في التطبيق. في الوقت نفسه، ستكون أوراكل هي المسؤولة عن مراقبة الخوارزميات، جمع البيانات، وتحديثات البرمجيات الخاصة بالتطبيق. لم تكن أوراكل غريبة عن عالم تيك توك، فشبكتها من الخوادم كانت تشكل العمود الفقري للبنية التحتية لهذا التطبيق الذي يستخدمه الملايين يوميًا.
دور أوراكل في الصفقة
في هذا الفصل من القصة، ظهرت أوراكل كلاعب رئيسي. كانت شركتها تتولى بالفعل الكثير من البنية التحتية لتطبيق تيك توك، مما جعلها الخيار الأنسب لإدارة العمليات التقنية. هذه المرة، ستكون أوراكل مسؤولة عن تأمين البيانات وحمايتها، وضمان الامتثال للقوانين الأمريكية الصارمة. كانت المهمة ليست سهلة، إذ يتطلب الأمر رصد جميع الأنظمة، تحديثها بانتظام، والتأكد من أن كل شيء يتماشى مع القوانين الأمريكية المتغيرة.
مايكروسوفت: خلف الكواليس
وعلى الرغم من أن تفاصيل دور مايكروسوفت في هذه المفاوضات كانت غامضة بعض الشيء، إلا أنه كان واضحًا أن الشركة العملاقة كانت جزءًا من التحركات. منذ عام 2020، كانت مايكروسوفت قد دخلت في تحالف مع أوراكل وولمارت في محاولة للاستحواذ على تيك توك، ولكن تلك الصفقة فشلت. السبب؟ اعتراضات من وولمارت على السعر المقترح، وتوجيه انتقادات حادة من بيل غيتس، المؤسس المشارك لمايكروسوفت، الذي وصف الصفقة بأنها “كأس مسمومة”. اليوم، يبدو أن مايكروسوفت لا تزال في الصورة، لكنها تراقب المفاوضات عن كثب.
تدخل الحكومة الأمريكية
لم يكن هذا التحرك مجرد قرار تجاري بين الشركات. في الواقع، كان وراءه تدخلات من أعلى المستويات. الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، كان قد أصدر أمرًا تنفيذيًا في عام 2020 يفرض على تيك توك تخلي بايت دانس عن ملكية التطبيق في غضون 75 يومًا. كان هذا الأمر جزءًا من محاولة ترامب للحد من نفوذ الصين في الولايات المتحدة، خصوصًا فيما يتعلق بالتطبيقات التي تحظى بشعبية كبيرة. بل إن فكرة إنشاء مشروع مشترك تسيطر عليه الولايات المتحدة بنسبة 50% من أسهم تيك توك قد تم طرحها كجزء من الحلول المحتملة.
المستقبل مجهول
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الأطراف المعنية: أوراكل، مايكروسوفت، تيك توك، أو البيت الأبيض. كل شيء كان في طور التفاوض، والعين تراقب عن كثب أي تطورات قد تحدث. لكن في خضم هذه التحركات، كان واضحًا أن هذه المفاوضات كانت أكثر من مجرد صفقة تجارية؛ كانت معركة جيوسياسية في عالم التكنولوجيا.
التحولات الكبيرة
مع مرور الوقت، ستكشف الأيام ما إذا كانت هذه المفاوضات ستصل إلى نهايتها المنشودة. لكن، لا شك أن هذه المحادثات تُظهر كيف تتداخل السياسة مع التكنولوجيا، وكيف يمكن لصفقات مثل هذه أن تغير ملامح عالم الإنترنت الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. إذا تمت الصفقة، فقد يؤدي ذلك إلى تحول جذري في القوى التكنولوجية العالمية، مع مزيد من السيطرة الأمريكية على واحدة من أكبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم، مما يعيد تشكيل الخريطة الرقمية بين الولايات المتحدة والصين.