آخر الأخبار
مايكروسوفت تتراجع عن تحديث أداة توليد الصور Bing Image Creator بعد شكاوى المستخدمين

أعلنت مايكروسوفت عن سحب التحديث الأخير الخاص بـ أداة توليد الصور عبر Bing Image Creator، وذلك بعد سلسلة من الشكاوى التي تلقاها فريق الدعم من المستخدمين حول تدني جودة الصور المُنتجة. يأتي هذا القرار بعد أن طرحت مايكروسوفت مؤخرًا إصدارًا جديدًا من نموذج الذكاء الاصطناعي المستخدم في الأداة، وهو النموذج PR16 الذي يعتمد على DALL-E 3 الذي طورته OpenAI.
التحديث الجديد للنموذج PR16: وعود بتحسين الجودة والسرعة
في التحديث الأخير، وعدت مايكروسوفت المستخدمين بأن النموذج الجديد سيُحسن جودة الصور ويزودها بالسرعة بشكل مضاعف مقارنة بالنموذج السابق. وكان هذا التحديث يُنظر إليه كخطوة كبيرة نحو تحسين أداء أداة Bing Image Creator، التي تهدف إلى تلبية احتياجات المستخدمين في توليد الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي. ورغم وعود مايكروسوفت، جاء رد الفعل من المستخدمين مختلفًا تمامًا.
ردود فعل سلبية عبر منصات التواصل الاجتماعي
تُظهر التقارير أن التحديث الجديد لم يلبِّ توقعات المستخدمين، حيث تم نشر العديد من الشكاوى عبر منصات مثل إكس (تويتر سابقًا) و ريديت. المستخدمون انتقدوا الصور الناتجة من النموذج PR16، حيث أشاروا إلى أن الصور التي يتم إنشاؤها أصبحت أقل واقعية، وكانت تفتقر إلى التفاصيل الدقيقة. واصفًا الصور، ذكر بعض المستخدمين أن الرسومات أصبحت “كرتونية” و**”خالية من الحيوية”**، مما جعلها أقل جاذبية من الإصدارات السابقة.
مايكروسوفت تتخذ قرارًا بتخفيض الإصدار إلى PR13
استجابة لهذه الانتقادات الحادة، قررت مايكروسوفت اتخاذ إجراء فوري بإعادة إصدار النموذج القديم PR13 من أداة Bing Image Creator. وقال جوردي ريبا، رئيس قسم البحث في مايكروسوفت، في منشور عبر إكس: “لقد تمكنا من إعادة إنتاج بعض المشكلات التي أبلغ عنها المستخدمون، ونعلن أننا سنعود إلى الإصدار PR13 مؤقتًا لحين معالجة هذه المشكلات”.
وقد أشار ريبا أيضًا إلى أن هذا التراجع هو قرار مؤقت، وأن فريق مايكروسوفت يعمل على إصلاح المشكلات المرتبطة بالنموذج PR16. هذا الإجراء يعكس اهتمام الشركة بالاستماع إلى ملاحظات المستخدمين والتكيف مع احتياجاتهم لضمان تجربة أفضل.
تحديات تحسين النماذج الذكية: صعوبة القياس في العالم الواقعي
هذه الحادثة تبرز التحديات الكبرى التي يواجهها المطورون في تحسين النماذج الذكية. فقد أظهرت اختبارات مايكروسوفت الداخلية أن النموذج PR16 كان “أفضل قليلاً في المتوسط” مقارنة بالإصدار السابق PR13 من حيث الجودة، لكن المستخدمين لم يتفقوا مع هذه المعايير، مما يعكس التفاوت الكبير بين التحسينات النظرية وما يتم تقديمه فعلاً في العالم الحقيقي.
من المعروف أن تطوير الذكاء الاصطناعي أمر معقد للغاية، ويشمل عدة مراحل من الاختبار والتحسين. وبينما قد تكون التحسينات ملحوظة في الاختبارات المعملية، إلا أن تجربة المستخدمين الفعلية قد تكون مختلفة تمامًا.
حالات مشابهة مع الشركات الكبرى
هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت و جوجل انتقادات لاذعة بسبب مشكلات في توليد الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي. قبل نحو عام، اضطرت جوجل إلى إيقاف ميزة توليد الصور في روبوتها Gemini بعد شكاوى من أخطاء فادحة في الصور المولدة. مثل هذه الحوادث تسلط الضوء على التحديات التقنية التي تواجهها شركات التكنولوجيا الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصور التي يجب أن تكون دقيقة وواقعية.
مستقبل أدوات توليد الصور: بين الابتكار والتحديات
تعكس هذه الحوادث الضغط الكبير الذي تواجهه شركات التكنولوجيا الكبرى في محاولة تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي و الاحتياجات الحقيقية للمستخدمين. مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي مثل Bing Image Creator، يبقى السؤال حول كيفية تحقيق تحسينات حقيقية تُسهم في إرضاء المستخدمين، وتحقيق التوقعات المتزايدة في عالم مليء بالتطورات السريعة.