آخر الأخبار
غضب مستخدمي نتفليكس يرتفع بسبب خاصية الذكاء الاصطناعي القادمة

في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت شركة نتفليكس عن نيتها إدخال ميزة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في منصتها، من شأنها أن تغيّر تجربة المشاهدة التي اعتاد عليها المشتركون بشكل جذري. فقد كشفت الشركة، التي تُعد من أكبر منصات البث الترفيهي عالميًا، عن خطط مستقبلية لدمج إعلانات تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي أثناء عرض المسلسلات والأفلام للمشاهدين.
هذه الخطوة أثارت موجة من الاستياء والانتقادات بين المستخدمين، خصوصًا أن الكثيرين منهم اختاروا نتفليكس على وجه التحديد هربًا من الإعلانات المتكررة والمزعجة التي كانت تُصاحب المشاهدة على التلفزيون التقليدي أو المنصات المجانية. وقد عبّر العديد من المشتركين عن خيبة أملهم في أن تتحول تجربة المشاهدة الخالية من الانقطاعات إلى تجربة تجارية جديدة تُقدّم فيها الإعلانات ضمن سياق البرامج، مما يُفقد الخدمة إحدى أبرز مميزاتها الأساسية.
نتفليكس، التي أطلقت منصتها الإعلانية الخاصة حديثًا، أوضحت أن التقنية التي تعمل على تطويرها ترتكز على الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، حيث يتم استخدامه لدمج محتوى إعلاني بطريقة ذكية و”سلسة” داخل العوالم البصرية للبرامج المعروضة، بحيث يبدو الإعلان كجزء من المشهد أو البيئة العامة للمحتوى.
كمثال على ذلك، عرضت نتفليكس تصوّرًا لترويج منتج استهلاكي يظهر على خلفية مستوحاة من مسلسلها الشهير “Stranger Things”، حيث يندمج الإعلان مع الطابع الجمالي والبيئي للعمل الدرامي، ما يجعل المشاهد قد لا يدرك في البداية أنه يشاهد إعلانًا بالمعنى التقليدي.
وصرّحت الشركة بأن الهدف من هذه الخطوة هو تقديم تجربة “أكثر ملاءمة” للمشاهدين، بحيث لا يشعرون بالانقطاع أو التشويش على محتوى العرض. لكن في المقابل، يرى بعض المتابعين أن هذه الخطوة تمثل تلاعبًا بالتجربة البصرية وتستهدف المستهلك بطريقة أكثر “خداعًا” مقارنة بالإعلانات المباشرة.
أهداف تجارية واضحة وإيرادات متوقعة
تهدف نتفليكس من هذه التقنية إلى مضاعفة إيراداتها الإعلانية خلال العام القادم. ومع اشتداد المنافسة بين منصات البث المختلفة، تسعى الشركة إلى الاستفادة من قاعدة بياناتها الضخمة وسلوكيات المشاهدة للمستخدمين لتقديم إعلانات شديدة التخصيص، مما يرفع من فعاليتها وقيمتها للمُعلنين.
لكن هذه الخطط تطرح تساؤلات حقيقية حول الخصوصية، إذ يتطلب تخصيص الإعلانات بشكل دقيق توفير كميات هائلة من بيانات المستخدمين – بدءًا من اهتماماتهم، مرورًا بسلوكهم على المنصة، وصولًا إلى توقيتات المشاهدة ونوعية البرامج المفضلة لديهم. وهو ما يثير قلقًا متزايدًا بشأن مدى حماية البيانات الشخصية وطرق استخدامها.
هل يمكن للمستخدمين التمييز بين الإعلان والمحتوى الحقيقي؟
أحد أكثر الأسئلة المطروحة في هذا السياق هو: هل سيتمكن المشاهد فعلًا من التمييز بين ما هو محتوى أصلي وما هو إعلان؟ وهل يحق له أن يعرف مسبقًا بأنه يتعرض لمادة ترويجية؟ هذا السؤال لا يزال مفتوحًا، خصوصًا في ظل تأكيدات نتفليكس على أن هذه الإعلانات ستُدمج بسلاسة ضمن محتوى البرامج.
وفي حين يرى البعض أن هذه الإعلانات الذكية قد تُحدث ثورة في عالم الإعلان الرقمي وتجعل التجربة أقل إزعاجًا من الإعلانات التقليدية، فإن هناك من يعتبر أن هذا التوجه يمثل خرقًا للشفافية، ويُضعف ثقة المستخدمين في المحتوى الذي يشاهدونه.
الجدول الزمني للتنفيذ: متى تبدأ الإعلانات الجديدة بالظهور؟
بحسب ما أعلنته الشركة، من المتوقع أن تبدأ نتفليكس في طرح هذه الإعلانات التفاعلية المُنشأة بالذكاء الاصطناعي بحلول عام 2026، حيث ستظهر الإعلانات بشكل مباشر أثناء عرض الحلقات أو حتى عند قيام المستخدم بإيقاف العرض مؤقتًا (Pause Ads).
ومن المتوقع أن تُرافق هذه التغييرات حملات تسويقية ضخمة من جانب نتفليكس لتبرير هذه النقلة، وشرح فوائدها المحتملة سواء للمشتركين أو للمُعلنين، في محاولة لامتصاص الغضب المتوقع من جانب المستخدمين.