آخر الأخبار
تحقيق جديد: نتائج بحث ChatGPT قد تكون عرضة للتلاعب والمعلومات المضللة

أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومن بين التطبيقات الأكثر استخدامًا هو روبوت ChatGPT الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي في تزويد المستخدمين بإجابات سريعة على استفساراتهم. ومع ذلك، كشفت تحقيقات جديدة أن أداة البحث المدعومة من ChatGPT قد تكون عرضة للتلاعب، مما يؤدي إلى تقديم معلومات مضللة أو نتائج بحث غير دقيقة.
الذكاء الاصطناعي والبحث عبر الإنترنت:
أدى التقدم التكنولوجي السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تطوير أدوات بحث قادرة على معالجة البيانات من الإنترنت بسرعة كبيرة. تقوم هذه الأدوات مثل ChatGPT بجمع بيانات من مختلف المصادر عبر الويب، ثم تقوم بمعالجتها بشكل ذكي لتقديم إجابات موجزة ودقيقة للمستخدمين. إلا أن هذه التقنيات ما زالت تواجه تحديات حقيقية في ضمان موثوقية ودقة النتائج.
التلاعب بالنتائج: حقن الإعلانات
صحيفة الغارديان البريطانية أجرت تحقيقًا يكشف عن مشكلة كبيرة في نتائج البحث التي تقدمها أداة البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي في ChatGPT. وفقًا للتحقيق، تظهر بعض المؤشرات على أن آلية معالجة البيانات في ChatGPT قد تكون عرضة للتلاعب عبر تقنيات مثل حقن الإعلانات (Ad Injection).
حقن الإعلانات هو أسلوب يستخدمه بعض المواقع الإلكترونية لتضمين محتوى مخفي ضمن شيفرة صفحات الويب الخاصة بها بهدف التأثير في نتائج محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي. يتم ذلك بإضافة تعليمات خاصة للمحتوى دون أن يظهر للزوار العاديين، مما يمكن بعض المواقع أو المتاجر الإلكترونية من تحسين صورة منتجاتها رغم أن التقييمات الحقيقية قد تكون سلبية.
على سبيل المثال، قد تتضمن بعض المتاجر تعليمات مخفية تعمل على جعل التقييمات أو المراجعات تبدو أكثر إيجابية من الواقع. وهذا يؤدي إلى أن محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT قد تعرض نتائج بحث تتماشى مع هذه التعليمات المخفية، متجاهلة المراجعات الحقيقية السلبية.
التجربة العملية في التحقيق
لتأكيد هذه الفرضية، أجرت الغارديان تجربة عملية. قام الفريق بإنشاء صفحة مزيفة تحتوي على مراجعات سلبية لمنتج معين، ثم أضافوا تعليمات مخفية لتحسين صورة المنتج. بعد اختبار النتائج عبر ChatGPT، تبين أن أداة البحث قدمت تقييمات إيجابية للمنتج رغم أن المراجعات الحقيقية كانت سلبية للغاية. هذه النتائج تشير إلى ضعف الدقة والموثوقية في النظام الحالي للبحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
الوضع الحالي لأداة البحث في ChatGPT
من المهم ملاحظة أن أداة البحث عبر الإنترنت في ChatGPT لا تزال في مرحلة التجربة ولم تُطرح بعد للاستخدام العام. في الوقت الراهن، يتم اختبار الأداة من قبل عدد محدود من المستخدمين، وتعمل OpenAI على معالجة المشاكل الفنية التي قد تؤثر على دقة النتائج وجودتها قبل أن يتم إطلاق الأداة بشكل رسمي للمستخدمين في المستقبل.
النصائح والتحذيرات من الخبراء
يُحذر الخبراء من الاعتماد الكامل على نتائج محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وينصحون المستخدمين باستخدام هذه الأدوات كـ مساعدات ذكية، ولكن دون اعتبارها مصادر موثوقة بشكل كامل. على الرغم من أن ChatGPT يقدم إجابات سريعة ودقيقة في العديد من الأحيان، إلا أن النتائج قد تكون عرضة للتحريف أو التلاعب في بعض الحالات.
تحديات جوجل والتقنيات المماثلة
جدير بالذكر أن جوجل قد واجهت تحديات مشابهة عندما أطلقت ميزة المطالعات الذكية AI Overviews في محرك البحث الخاص بها. هذه الميزة تهدف إلى توفير نتائج بحث مختصرة ومعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ولكنها أيضًا تتعرض لنفس القضايا المتعلقة بالموثوقية والدقة.
التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي:
على الرغم من التحديات الحالية، إلا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تشهد تقدمًا سريعًا في العديد من المجالات. ومن المتوقع أن تسهم التطورات المستقبلية في معالجة هذه المشاكل بشكل فعال، من خلال تحسين الشفافية في نتائج البحث وتطوير تقنيات قادرة على منع التلاعب وضمان الدقة.
يُعد الذكاء الاصطناعي أحد أدوات البحث الثورية التي تساهم في تحسين تجربة البحث عبر الإنترنت، ولكنه لا يخلو من التحديات. كشف التحقيق الأخير عن قابلية التلاعب في نتائج البحث التي تقدمها أداة ChatGPT، مما يشير إلى ضرورة إجراء تحسينات إضافية لضمان دقة المعلومات وموثوقيتها. يُنصح المستخدمون بأن يتعاملوا مع هذه الأدوات بحذر، مع اعتبارها مصدرًا مساعدًا وليس المصدر النهائي للمعلومات.