نينتندو سويتش 2 يشعل الأسواق: طوابير، دموع، وتحديات سلاسل الإمداد

اصطفّ عشاق الألعاب الإلكترونية في طوابير طويلة فجر الخميس، بانتظار لحظة إطلاق جهاز نينتندو سويتش 2 الذي طال انتظاره، وسط توقعات بارتفاع غير مسبوق في الطلب وصعوبة في توفيره عالميًا خلال الأسابيع الأولى.

فمن طوكيو إلى نيويورك، ومن متاجر الإلكترونيات إلى المواقع الإلكترونية، تحوّل إطلاق الجهاز الجديد إلى حدث عالمي بامتياز، يعيد إلى الأذهان لحظات إطلاق الأجهزة الثورية التي شكّلت نقلة في صناعة الألعاب.

الطلب يتخطى التوقعات: هل يعود زمن الطوابير؟

قال سيركان توتو، مؤسس شركة “كانتان جيمز” الاستشارية، إن مؤشرات الطلب على سويتش 2 “مرتفعة للغاية إلى درجة قد تخلق ندرة حقيقية في الأسواق”.

في العاصمة اليابانية طوكيو، وتحديدًا في منطقة التسوق الشهيرة إيكيبوكورو، تجمّع العشرات من الفائزين في يانصيب بيع نظّمته سلسلة متاجر الإلكترونيات بيك كاميرا، حيث انتظروا بفارغ الصبر لحظة فتح الأبواب لتسلّم أجهزتهم.

من بين هؤلاء، قالت الشابة يومي أوهي (30 عامًا)، وهي تعمل في توصيل الطلبات:

“أشعر أنني سأبكي… هذه لحظة انتظرتها منذ أشهر”.

سويتش 2: قفزة تكنولوجية على خطى النجاح الساحق

منذ إطلاقه في عام 2017، باعت نينتندو أكثر من 152 مليون وحدة من جهاز سويتش الأصلي، ليصبح ثالث أكثر جهاز ألعاب مبيعًا في التاريخ، ويُرسّخ مكانته كمنصة رئيسية لألعاب أيقونية مثل:

• The Legend of Zelda: Breath of the Wild
  
• Animal Crossing: New Horizons
  
• Super Smash Bros. Ultimate
  

ويبدو أن سويتش 2 سيواصل هذا الإرث، لكن بنقلة نوعية، حيث يحمل الجهاز الجديد:

• شاشة أكبر وأكثر وضوحًا
  
• رسومات محسّنة بتقنية تتبع الأشعة (Ray Tracing)
  
• معالج مطور يُعزز سرعة الأداء بشكل ملحوظ
  
• إطلاق ألعاب حصرية مثل “ماريو كارت ورلد” والتي من المتوقع أن تحقق مبيعات ضخمة.
  

السعر… والتحديات العالمية

بسعر يبلغ 499.99 دولار أميركي، يُعد “سويتش 2” أغلى قليلاً من سابقه، ما يضعه في منافسة مباشرة مع أجهزة مثل PS5 وXbox Series X، لكن عشاق نينتندو يرون أن التجربة الفريدة التي يوفرها تستحق.

إلا أن التحدي الحقيقي لنينتندو قد لا يكون في السعر، بل في إدارة سلاسل الإمداد، خصوصًا مع استمرار تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تفاقمت مؤخرًا بفعل السياسات الحمائية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

نينتندو من جهتها توقعت بيع 15 مليون وحدة من سويتش 2 خلال السنة المالية الحالية، إلى جانب 4.5 مليون وحدة إضافية من الإصدار السابق، لكنها لم تُخفِ قلقها من التحديات اللوجستية في التوزيع العالمي.

سويتش 2… أكثر من جهاز ألعاب

لا يُمثل سويتش 2 مجرد تحديث تقني لجهاز ألعاب ناجح، بل يعكس تطور فلسفة نينتندو التي تركز على تجربة اللعب التفاعلي والبسيط والمشترك.
فهو يجمع بين قدرة اللعب المنزلي والمحمول، ويضيف عليها قوة أداء قد تجعل منه أحد أفضل أجهزة الجيل الجديد مبيعًا، خاصة في ظل الزخم العالمي حول ألعابه الحصرية وتكامل خدماته السحابية.

مع بداية قوية وإقبال كثيف وطوابير تنتظر، يبدو أن نينتندو سويتش 2 في طريقه إلى تحقيق نجاح هائل… لكن هل تستطيع الشركة تلبية الطلب العالمي وتجاوز عوائق التوريد؟

الأسابيع القادمة ستحمل الإجابة، لكن المؤكد أن نينتندو صنعت مرة أخرى لحظة استثنائية في تاريخ الألعاب.