آخر الأخبار
إنفيديا تكشف عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في مؤتمر GTC 2025: ثورة تكنولوجية في الأفق

في مؤتمر GPU Technology Conference (GTC) 2025، كان الحضور في انتظار حدث مميز يعيد تشكيل ملامح عالم الذكاء الاصطناعي. على منصة كبيرة محاطة بكاميرات وبشاشات عرض ضخمة، وقف جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، ليكشف عن تقنيات جديدة ستحول الصناعة للأبد. كانت هذه اللحظة بمثابة إعلان عن بداية عصر جديد في عالم التكنولوجيا.
رقاقات Blackwell، القوة التي تغير كل شيء
“عندما نبدأ رحلة جديدة، نحتاج إلى أدوات قوية”، قال هوانغ وهو يكشف عن رقاقات Blackwell Ultra NVL72 الجديدة. كانت هذه الرقاقات بمثابة الثورة في الحوسبة المتقدمة، حيث تتمتع بذاكرة أكبر بنسبة 1.5 مرة وعرض نطاق مضاعف مقارنة بالجيل السابق. يمكن لهذه الرقاقات أن تغير كل شيء في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي و النماذج الاستدلالية. لم يكن هذا مجرد إعلان عن رقاقات جديدة، بل كان إعلانًا عن قوة هائلة في يد المطورين، المبدعين، و علماء البيانات.
“إننا نفتح الباب لفرص لا حصر لها”، أضاف هوانغ، مشيرًا إلى أن هذه الرقاقات ستكون متاحة في النصف الثاني من هذا العام، وستكون جزءًا من سلسلة RTX Pro Blackwell التي تهدف إلى تلبية احتياجات المصممين والمطورين.
معالجات Vera Rubin – المستقبل الذي يلوح في الأفق
بينما كان الحضور يعجبون بالقوة التقنية التي تكمن في رقاقات Blackwell، قدم هوانغ مفاجأة أخرى. معالجات Vera Rubin، التي ستحمل اسم العالمة الفلكية الشهيرة، كانت نقلة نوعية في الحوسبة. وعد هوانغ أن هذه المعالجات ستعمل على تسريع الأداء بمرتين مقارنة بالجيل الحالي، مع تحسينات كبيرة في الذاكرة وعرض النطاق. قال مبتسمًا: “ستجعل Rubin الجيل القادم من الحوسبة الفائقة أكثر سرعة وكفاءة مما يمكن أن نتخيله”. من المتوقع أن يتم إطلاق رقاقات Rubin Ultra في 2027، يليها الجيل الجديد Feynman في 2028.
ثورة الروبوتات البشرية – نموذج Isaac GR00T N1
وسط التصفيق الحار، استعرض هوانغ نموذج Isaac GR00T N1، الذي وصفه بأنه “نقطة تحول في تطور الروبوتات”. كان هذا أول نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر مخصص لتطوير الروبوتات البشرية. “نحن لا نبني فقط روبوتات، نحن نبني أنظمة ذكية قادرة على التفكير والتفاعل”، قال هوانغ. من خلال هذا النموذج، ستتمكن الشركات من تدريب الروبوتات البشرية على بيانات حقيقية و مختلقة، مما يجعلها أكثر قدرة على أداء المهام المعقدة.
Dynamo و Llama Nemotron – تسريع النماذج الاستدلالية
الابتكار لم يتوقف هنا. قدمت إنفيديا أيضًا نموذج Dynamo، الذي سيعمل على تسريع تطوير النماذج الاستدلالية وتحسين قدرتها على العمل في بيئات معقدة. “نحن نساعد الشركات في تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي أكثر قوة وذكاءً”، قال هوانغ وهو يوضح كيف يمكن لهذه النماذج أن تفتح الباب أمام مستقبل جديد من التطبيقات المتطورة. ومع Llama Nemotron، سيحصل المطورون على مجموعة مفتوحة المصدر يمكنهم استخدامها لتطوير وكلاء ذكاء اصطناعي متقدمين.
الحواسيب الفائقة الشخصية – المستقبل بين يديك
أما الجزء الأكثر إثارة في العرض فكان الحواسيب الفائقة الشخصية. أعلن هوانغ عن إطلاق DGX Station و DGX Spark، وهما جهازان جديدان مبنيان على رقاقات Blackwell، واللذان سيمكنان المطورين من إنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها على أجهزتهم الشخصية. “أنت لا تحتاج إلى مراكز بيانات ضخمة لتطوير النماذج”، قال هوانغ، مشيرًا إلى أن هذه الحواسيب ستكون متاحة للمطورين والباحثين والطلاب في صيف هذا العام.
الأمان في المركبات الذاتية القيادة – نظام Halos
ومع تقدم الحوسبة، لم تغفل إنفيديا عن السلامة. كشف هوانغ عن نظام Halos، الذي يجمع بين الأجهزة و البرمجيات لتعزيز سلامة المركبات الذاتية القيادة. “نحن نبني المستقبل، ولكننا نبنيه بشكل آمن”، قال هوانغ، مشيرًا إلى أن النظام يعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان أمان المركبات أثناء تطويرها وتشغيلها.
الشراكة الاستراتيجية مع جوجل
أعلن هوانغ عن توسيع التعاون مع جوجل. الشراكة الجديدة ستجمع بين تقنيات Google Cloud و DeepMind مع قوة رقاقات إنفيديا لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي في مجالات متعددة مثل تحسين البنية التحتية السحابية و تسريع اكتشاف الأدوية.
نحو المستقبل
أكد هوانغ أن إنفيديا مستمرة في ريادتها ل الذكاء الاصطناعي و الحوسبة المتقدمة. “لقد بدأنا رحلة جديدة، ورؤيتنا للمستقبل هي خلق عالم يمكن فيه للذكاء الاصطناعي أن يساهم في حل أكبر التحديات التي تواجه البشرية”، قال هوانغ. وبينما كانت الأنوار تخفت على المسرح، كان الجميع يعرفون أن هذه كانت بداية عصر جديد في التكنولوجيا.