آخر الأخبار
نظارات Ray-Ban Meta تُدخل الذكاء الاصطناعي إلى حياتنا اليومية: ترجمة فورية وتكامل مع إنستاجرام

في خطوة جديدة تُمثّل مزيجًا فريدًا بين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا القابلة للارتداء، أعلنت شركة ميتا عن طرح شامل لمجموعة من الميزات الذكية والموسّعة في نظاراتها Ray-Ban Meta، مما يجعلها واحدة من أكثر الأجهزة تطورًا في سوق الأجهزة الذكية الشخصية.
فمن خلال الترجمة الفورية المباشرة، إلى التفاعل مع مساعد ذكي مدعوم بالذكاء الاصطناعي، ووصولًا إلى التكامل الكامل مع منصة إنستاجرام، لم تعد النظارات مجرد وسيلة لتسجيل الفيديو أو التقاط الصور، بل أصبحت بوابة مستقبلية لتجربة رقمية متكاملة تتمحور حول المستخدم وعينه وأذنه وصوته.
من أهم المزايا التي أصبحت متوفرة عالميًا في النظارات هي الترجمة الفورية للنطق والمحادثات. إذ يمكن الآن لمستخدمي نظارات Ray-Ban Meta التواصل بسهولة مع أشخاص يتحدثون لغات مختلفة، مثل الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، والإيطالية، مع الحصول على ترجمة صوتية فورية باللغة التي يفضلها المستخدم عبر سماعات النظارة المدمجة.
الميزة لا تقتصر فقط على الترجمة، بل تُقدّم تجربة محادثة واقعية وسلسة، إذ يستطيع المستخدم التكلم والاستماع للترجمة فورًا وكأنه يتحدث إلى شخص يتقن لغته، ما يعزز من التفاهم ويسهّل من التفاعل، خاصة أثناء السفر، أو التفاعل مع سُياح، أو العمل في بيئات متعددة الثقافات.
والأهم، أن الترجمة الفورية يمكن استخدامها دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت، بشرط تنزيل حزمة اللغة المطلوبة مسبقًا. هذه الخطوة تجعل النظارات أداة عملية وموثوقة في المواقف التي تكون فيها التغطية الضعيفة أو عدم توفر الإنترنت عائقًا.
في تحديث يعكس اتجاه ميتا لتوسيع دمج خدماتها، كشفت الشركة عن دعم شامل لتطبيق إنستاجرام عبر النظارات الذكية، حيث سيتمكن المستخدم قريبًا من:
- إرسال واستقبال الرسائل النصية
- الرد على الرسائل باستخدام الأوامر الصوتية
- إرسال واستقبال الصور مباشرة من النظارة
- إجراء مكالمات صوتية ومرئية
كل ذلك يتم دون الحاجة إلى إخراج الهاتف من الجيب. وبهذا، تكتمل حلقة التواصل الرقمي التي تدمج بين الصوت، والرؤية، والتفاعل اللحظي.
هذا التكامل لا يُلغى أهمية المنصات الأخرى مثل واتساب وماسنجر، بل يُكملها، ويُظهر كيف أن ميتا تسعى لأن تجعل نظارات Ray-Ban Meta نقطة مركزية لتجربة اجتماعية شاملة.
واحدة من أكبر قفزات النظارات الجديدة تأتي من خلال تفعيل ميزة Live AI، والتي تسمح لمساعد Meta AI ليس فقط بفهم أوامرك الصوتية، بل أيضًا برؤية ما تراه.
باستخدام الكاميرا الموجودة في النظارات، يستطيع المساعد الذكي مراقبة ما يفعله المستخدم، وتقديم معلومات واقتراحات فورية تتناسب مع السياق البصري. فعلى سبيل المثال:
- إذا كنت تنظر إلى معلم سياحي، يمكن للمساعد أن يخبرك بمعلومات تاريخية عنه
- إذا كنت تتسوق، يمكنه تقديم تفاصيل عن المنتج أو اقتراحات بديلة
- وإذا كنت في مطبخك، قد يساعدك على إكمال وصفة طعام فقط من خلال مراقبة ما تفعله
هذا النوع من التفاعل يُمثل قفزة هائلة في تطوير مساعدات ذكية تتفاعل مع البيئة مباشرة، وهو أقرب ما يكون لفكرة “الذكاء الاصطناعي المصاحب”، أو ما يُعرف بـ Contextual AI.
الميزة ستُطرح مبدئيًا في الولايات المتحدة وكندا، مع خطط للتوسّع تدريجيًا في بقية أنحاء العالم.
إلى جانب قدراتها الاجتماعية والمعرفية، بدأت ميتا أيضًا في توسيع دعم تطبيقات تشغيل الصوتيات. حيث أصبح بإمكان المستخدمين خارج أمريكا الشمالية استخدام النظارات لتشغيل المقاطع الصوتية من خلال الأوامر الصوتية، والوصول إلى معلومات عن الأغاني أو قوائم التشغيل.
لكن من المهم التنويه أن المزايا المتقدّمة مثل التحكم بالصوتيات من خلال Meta AI تبقى متاحة حاليًا فقط للمستخدمين الذين يعتمدون اللغة الإنجليزية كلغة افتراضية.
كجزء من استراتيجية ميتا لنشر هذه التقنية عالميًا، أعلنت الشركة نيتها إطلاق نظارات Ray-Ban Meta في كل من المكسيك والهند والإمارات العربية المتحدة خلال الفترة القادمة، دون تحديد موعد رسمي حتى الآن.
ويُنتظر أن يشكل السوق الإماراتي بوابة لانطلاق النظارات في المنطقة العربية، خاصة مع التركيز المتزايد من دول الخليج على التحوّل الرقمي، والابتكار، والتكنولوجيا القابلة للارتداء.
وبالموازاة، تم إطلاق مساعد Meta AI رسميًا في المملكة المتحدة، على أن يتوسع إلى بقية الدول الأوروبية المدعومة بدءًا من الأسبوع المقبل، مما يشير إلى تحول جذري في استراتيجية ميتا نحو تبنٍّ عالمي لهذه التقنية.
خلال الأعوام الماضية، حاولت شركات تقنية عدّة دخول مجال النظارات الذكية، لكن ميتا تُراهن على دمج الذكاء الاصطناعي، والتواصل الاجتماعي، وتكنولوجيا الرؤية في منتج واحد، وهذا ما يمنحها الأفضلية في السباق.
نظارات Ray-Ban Meta لم تعد مجرد كاميرا أنيقة، بل باتت جهازًا شخصيًا يحوّل ما تراه وتسمعه وتفكر به إلى جزء من تجربة رقمية أكثر طبيعية وتفاعلية.
ومع تطور المزايا وتوسع الأسواق، يبدو أن النظارات الذكية ستُصبح قريبًا جزءًا لا يتجزأ من روتين الحياة اليومية، تمامًا كما أصبحت الهواتف الذكية قبلها.