آخر الأخبار
“رينج” تُطلق ميزة ذكاء اصطناعي تُحوّل كاميرات المراقبة إلى عيون تفهم وتُحلّل الواقع

في تحول ملحوظ على صعيد أنظمة المراقبة المنزلية، أعلنت شركة رينغ (Ring)، المملوكة لشركة أمازون، يوم الأربعاء عن طرح ميزة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي مخصصة لكاميراتها وأجراس الأبواب الذكية، قادرة على توليد وصف نصي دقيق ومباشر للحركة التي يتم التقاطها. وهي خطوة من شأنها أن تعيد تعريف طريقة تفاعل المستخدمين مع تقنيات الأمن المنزلي، وتمنحهم فهماً فوريًا لما يحدث حول منازلهم دون الحاجة إلى الرجوع فورًا إلى الفيديو المسجّل.
ماذا تقدم الميزة الجديدة؟
لطالما اعتمدت إشعارات كاميرات المراقبة المنزلية على تنبيهات غامضة أو مبهمة مثل “تم رصد حركة”، دون توضيح السياق أو نوع الحركة، وهو ما أجبر المستخدمين في الغالب على فتح التطبيق لمعاينة الفيديو يدوياً وتحديد مدى أهمية التنبيه.
لكن الآن، ومع اعتماد “رينغ” على خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، أصبحت الكاميرات قادرة على تحليل المشهد تلقائيًا وإرسال إشعار يحتوي على وصف مفصل ودقيق للحركة التي بدأت في اللحظة الأولى من تسجيل الفيديو.
مثال على ذلك:
🔸 “رجل يصعد درجات المنزل برفقة كلب أسود”
🔸 “شخصان يقفان بجوار سيارة بيضاء متوقفة في الممر وينظران نحوها”
هذه الأوصاف النصية تُرسل مباشرة إلى هاتف المستخدم عبر إشعارات فورية، ما يمكّنه من تقييم الحدث بسرعة واتخاذ قرار فوري بشأن ما إذا كان يحتاج إلى التفاعل معه أو تجاهله.
كيف تعمل هذه التقنية؟
الميزة الجديدة تُركز فقط على الثواني الأولى من المقطع الذي يتم تفعيله عبر مستشعرات الحركة. وتعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل العناصر البصرية الرئيسية: عدد الأشخاص، أفعالهم، تفاعلهم مع البيئة، وحتى السمات البارزة مثل لون الحيوان الأليف أو نوع المركبة.
بالتالي، لا تقوم الكاميرا فقط بالتسجيل، بل “تفهم” المشهد جزئياً وتترجمه إلى لغة مكتوبة مفهومة. هذا الفهم اللحظي يقلل الحاجة إلى مشاهدة الفيديو، ويوفر للمستخدم الوقت والوضوح اللازمين لاتخاذ قرارات أمنية فورية.
الطرح التجريبي ومحدودية التوفر
في المرحلة الحالية، طرحت الشركة الميزة بشكل تجريبي (Beta) وبلغة واحدة فقط هي الإنجليزية، وتقتصر على المشتركين في خطة Ring Protect Home Premium داخل الولايات المتحدة وكندا. كما أوضحت “رينغ” أن الميزة يمكن تعطيلها يدويًا من إعدادات التطبيق، لمن لا يرغب باستخدامها.
خطط مستقبلية لتعزيز الذكاء الاصطناعي
بحسب جيمي سيمينوف، مؤسس رينغ والرئيس الحالي لقسم أمن المنازل في شركة أمازون، فإن هذه الخطوة ليست سوى بداية لما تسعى إليه الشركة على المدى القريب والبعيد. حيث تعمل “رينغ” على إطلاق ميزات إضافية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، من أبرزها:
ميزة تُتيح للمستخدم تحديد “ما هو طبيعي” في محيطه، وما يشكل “سلوكاً شاذاً”. فمثلاً، إذا كان باب الحديقة يُفتح فقط في أوقات معينة، يمكن تحديد أي فتح في غير هذه الأوقات على أنه شذوذ، لتقوم الكاميرا بإرسال تنبيه مخصص وفوري.
🔹 دمج الأحداث في إشعار واحد:
ميزة أخرى قيد التطوير تهدف إلى تجميع عدة أنشطة حركية متتالية في إشعار واحد، بدلاً من إرسال إشعارات متكررة ومجزأة، مما يسهل فهم السياق العام لما يحدث في محيط المنزل.
🔹 تعلّم الروتين اليومي:
ستصبح الكاميرات قادرة على “فهم” سلوكيات المستخدم وروتينه اليومي (مثل أوقات مغادرته أو عودته إلى المنزل)، مما يُمكنها من رصد أي تغيير مفاجئ أو غير مألوف، وتنبيه المستخدم في حال وقوعه.
رغم أن الميزة قد تُحدث ثورة في أمن المنازل وتُسهّل الحياة اليومية، إلا أنها أعادت فتح باب التساؤلات والقلق لدى البعض بشأن الخصوصية، خصوصًا أن “رينغ” واجهت في السابق انتقادات بسبب مشاركة مقاطع الفيديو مع جهات إنفاذ القانون، واتهامات محتملة باستخدام الذكاء الاصطناعي لتخزين وتحليل بيانات حساسة دون موافقة صريحة من المستخدمين.
وقد شدد سيمينوف في بيانه على التزام الشركة بالشفافية وخيارات الخصوصية، قائلاً:
“بدأنا للتو في استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي، وأشعر وكأننا نعود إلى بدايات رينغ، عندما كان كل شيء ممكناً. هناك فرص لا حصر لها لإنشاء تجارب مفيدة وآمنة لجيراننا في كل مكان.”
ما تقدمه “رينغ” اليوم يُعد مثالًا حيويًا على كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغيّر طريقة تفكيرنا حول الأمن المنزلي، من مجرد “رصد وتسجيل” إلى “فهم وتحليل وتنبيه ذكي”. ورغم أن الطريق لا يزال في بدايته، إلا أن هذا النوع من الابتكار يضعنا أمام مستقبل أكثر تفاعلاً وذكاءً، قد يصبح فيه المنزل شريكاً واعيًا يُدير أمنه بنفسه.