سامسونج تخطط لإحداث ثورة في تصوير الهواتف: كاميرات معيارية قابلة للفصل قد تصبح واقعاً قريباً

في تطور لافت قد يعيد تعريف قدرات التصوير في الهواتف الذكية، كشفت براءة اختراع جديدة تقدمت بها شركة سامسونج عن نيتها إدخال مفهوم الكاميرات المعيارية (Modular Cameras) إلى أجهزتها المحمولة، مما قد يشكل تحولاً نوعياً في السوق ويمنح المستخدمين تجربة تصوير احترافية بحجم الهاتف.

البراءة التي ظهرت مؤخراً في سجلات المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، تُظهر أن سامسونغ تعمل على نظام تصوير فريد من نوعه يتألف من أربع وحدات رئيسية:

1. الغلاف الخارجي للهاتف
   
2. وحدة عدسة قابلة للتركيب والفصل
   
3. مستشعر تصوير داخلي
   
4. محرك ميكانيكي ذكي لتحريك العدسة أو المستشعر نفسه
   

هذا التصميم من شأنه أن يُعيد إلى الأذهان مفهوم الكاميرات الاحترافية (DSLR أو Mirrorless) لكن بحجم جهاز محمول يمكن وضعه في الجيب. الفكرة تتيح للمستخدمين تركيب عدسات مختلفة حسب الحاجة، ما قد يمنح إمكانيات غير مسبوقة في التصوير مثل التقريب البصري العالي (Optical Zoom)، أو التحكم الدقيق بزوايا التصوير، وهو أمر لا يتوفر حالياً سوى في الكاميرات المتخصصة.

آلية ذكية للتعرّف على العدسات

واحدة من أبرز النقاط التقنية في البراءة هي الآلية التي تسمح للهاتف بالتعرف على نوع العدسة المُركبة تلقائياً. وتذكر الوثيقة أن سامسونغ تخطط لاستخدام إما مغناطيس داخلي، أو تقنية تحديد الهوية عبر الترددات الراديوية (RFID)، ليتعرّف النظام على العدسة ويضبط الإعدادات وفقاً لذلك. هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام ملحقات تصوير ذكية تُصمم خصيصاً لتكامل تام مع النظام.

هل يصبح الحلم واقعاً؟

رغم أن سامسونغ لم تُعلن رسمياً عن إطلاق هذا الابتكار في أي من هواتفها القادمة، إلا أن توقيت نشر براءة الاختراع يوحي بأن الشركة ربما تكون في مراحل متقدمة من البحث والتطوير. كما أن تزايد اهتمام المنافسين مثل شركة فيفو، التي أطلقت عدسة خارجية لهاتفها الرائد X200 Ultra، يشير إلى أن الكاميرات المعيارية قد تصبح توجهاً حقيقياً في صناعة الهواتف.

مع ذلك، يجدر التنويه إلى أن العديد من براءات الاختراع لا ترى النور تجارياً، فقد تبقى أفكاراً على الورق إذا ما واجهت عقبات تصنيعية أو اقتصادية. ومع ذلك، فإن حاجة المستخدمين المتزايدة إلى أدوات تصوير احترافية متنقلة تجعل من هذا النوع من الابتكارات مغرياً للانتقال من المرحلة النظرية إلى الواقع العملي.

أهمية هذا التطوير

إذا تحقق هذا المفهوم، فإن سامسونغ ستكون قد أدخلت معياراً جديداً في سوق الهواتف الذكية، يُعيد رسم حدود المنافسة ويمنح المستخدمين قدرة تخصيص غير مسبوقة لتجربة التصوير. وسيصبح بإمكان المصورين والمهتمين بصناعة المحتوى الاعتماد على هاتف ذكي يقدم مرونة مماثلة لتلك التي توفرها الكاميرات التقليدية، دون الحاجة إلى حمل معدات ثقيلة.