آخر الأخبار
السعودية تُعزّز الجاهزية الرقمية لموسم الحج

في إطار المساعي المتواصلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتحسين جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتيسير تجربتهم الدينية، أجرى معالي المهندس عبدالله بن عامر السواحة، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، زيارة ميدانية شاملة لتقييم جاهزية البنية التحتية الرقمية لموسم حج 2025، ومتابعة مستوى استعدادات كبرى شركات الاتصالات والتقنية في المملكة.
جاءت هذه الزيارة ضمن استراتيجية متكاملة تهدف إلى تسخير أحدث التقنيات لتعزيز تجربة الحج، والتأكد من جاهزية المنظومة الرقمية الوطنية في المواقع ذات الكثافة العالية بمكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة.
تحول رقمي في قلب التجربة الدينية: بين الذكاء الاصطناعي وتكامل القطاعين
ركزت جولة معالي الوزير على تفقد الأداء التشغيلي لشبكات الاتصالات، وخطط الطوارئ المعتمدة، وآليات الدعم الفني، فضلًا عن استعراض جهود التحول الرقمي في تسهيل تجربة الحجاج، من خلال البنية التحتية المتقدمة وخدمات الاتصال الذكية.
كما اطّلع معاليه على تكامل الجهود التي تقودها منظومة الاقتصاد الرقمي والفضاء والابتكار، بالشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص. ويُعد هذا التكامل محوريًا في تمكين الجهات الحكومية من تقديم خدمات استباقية قائمة على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية، بما ينعكس على سرعة الاستجابة، ودقة الخدمات، واستمرارية الاتصال في أصعب الظروف التشغيلية.
شركات وطنية في صدارة الجاهزية: STC، موبايلي، زين، وتوال
شملت الزيارة عددًا من مواقع شركات الاتصالات الوطنية الرائدة، مثل شركة الاتصالات السعودية (STC)، وموبايلي، وزين، وتوال، حيث قدّمت كل شركة عرضًا شاملًا لخططها التشغيلية، واستراتيجيات دعم الشبكات، والتوسعات التي تم تنفيذها استعدادًا لموسم الحج.
وخلال الجولة، نوّه معالي المهندس السواحة بدور هذه الشركات الوطني في دعم موثوقية البنية التحتية الرقمية، وتقديم خدمات اتصالات عالية الكفاءة خاصة في مناطق الحشود. وأشار إلى أن هذه التحضيرات تعكس الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، التي وضعت خدمة ضيوف الرحمن في مقدمة أولوياتها، وعزّزت ذلك عبر تسخير جميع الإمكانات التقنية والبشرية.
أرقام ومؤشرات تعكس التحول النوعي في البنية التحتية الرقمية
شهدت الاستعدادات التقنية لموسم الحج هذا العام تطورًا ملحوظًا مقارنة بالأعوام السابقة، سواء من حيث سعة الشبكات، أو تقنيات الاتصال، أو الكوادر البشرية العاملة، وهو ما تؤكده المؤشرات التالية:
- أكثر من 9000 محطة اتصالات تعمل بتقنيات الجيل الخامس (5G) والجيل الرابع (4G)، بزيادة تتجاوز 6% عن موسم حج 2024، موزعة في مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، والمدينة المنورة.
- تعزيز شبكة الألياف الضوئية بأكثر من 2000 كيلومتر، بنسبة نمو بلغت 7% مقارنة بالعام الماضي، مما يضمن سرعات إنترنت عالية واستقرارًا في الاتصال.
- أكثر من 10,500 نقطة واي فاي مجانية موزعة على مختلف المناطق الحيوية والمخيمات والمسارات، لتوفير خدمات اتصال مجانية ومباشرة للحجاج.
- أكثر من 4000 مهندس ومختص تقني ومهارة رقمية تم تخصيصهم للعمل خلال الموسم، مما يعكس استثمارًا بشريًا ضخمًا يعزّز الكفاءة التشغيلية والدعم الفني على مدار الساعة.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الحجاج: من التوأم الرقمي إلى الصيانة الاستباقية
لم تقتصر التحضيرات على البنية التحتية التقليدية، بل تم إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة الشبكات والتشغيل والصيانة، بما في ذلك:
- تطبيقات التوأم الرقمي لمراقبة أداء الشبكة بشكل فوري، والتنبؤ بأماكن الازدحام واتخاذ قرارات استباقية لتحسين الجودة.
- الصيانة الوقائية التي تعتمد على التحليلات الذكية لمنع الأعطال قبل وقوعها، ورفع زمن الجاهزية التشغيلية.
- أنظمة دعم القرار التي تمكّن المشغّلين والمهندسين من التعامل مع أي طارئ تقني في أقل وقت ممكن.
- أتمتة توزيع الموارد الشبكية حسب الحركة والكثافة لتفادي الضغط المفاجئ وتحقيق اتزان في الخدمة.
خدمات رقمية ميسّرة للحجاج: دعم فني، نقاط بيع، ودفع إلكتروني
إلى جانب البنية التقنية، وفّرت الشركات الوطنية حزمة من الخدمات الرقمية واللوجستية لدعم تجربة الحاج:
- انتشار نقاط البيع المعتمدة في المناطق الحيوية لتمكين الحجاج من الحصول على شرائح الاتصال وخدمات البيانات بسرعة.
- توفير خدمات دفع إلكترونية عبر تطبيقات مثل (SOFT POS)، بما يحدّ من التعاملات النقدية ويعزز أمان العمليات.
- تقديم الدعم الفني عبر مراكز متنقلة وفرق هندسية تعمل في الميدان على مدار الساعة.
تأتي هذه المبادرات امتدادًا لرؤية المملكة 2030، وتحديدًا برنامج “خدمة ضيوف الرحمن”، الذي يهدف إلى تحسين جودة الخدمات من خلال التحول الرقمي، وتوفير بنية تحتية متقدمة تستوعب التوسع المستقبلي في أعداد الحجاج والمعتمرين.
وفي ختام زيارته، أكد معالي الوزير السواحة أن هذه الجهود تمثل نقلة نوعية في مسيرة التحول الرقمي لخدمة ضيوف الرحمن، وتُعد نموذجًا عالميًا في إدارة الحشود باستخدام التكنولوجيا، وتفعيلاً عمليًا للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.
تعكس هذه الاستعدادات المتقدمة التزام المملكة بتقديم موسم حج يتسم بالسهولة، والسلاسة، والكفاءة العالية، معزّز بأحدث ما توصلت إليه تقنيات الاتصال والتحليل الذكي، لتقديم تجربة إيمانية وروحية لا تُنسى لضيوف الرحمن.