آخر الأخبار
السعودية تقود ثورة مراكز البيانات في الشرق الأوسط: قصة طموحات تكنولوجية جديدة

في قلب منطقة الشرق الأوسط، وبينما تتحول الرياض إلى مركز تكنولوجي نابض بالحياة، تخوض السعودية رحلة غير مسبوقة نحو تحويل نفسها إلى قوة إقليمية في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا التحول لا يظهر فقط في مشاريع ضخمة للبنية التحتية، بل يترسخ أيضًا في تزايد مراكز البيانات التي تعتبر ركيزة أساسية في الثورة الرقمية التي تشهدها المملكة.
الانطلاق نحو المستقبل: الرياض على المسار الصحيح
مع تزايد أهمية الرقمنة في العالم، يبدو أن الرياض تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل. وفقا لتقرير صادر عن “جونز لانغ لاسال” بالتعاون مع “بلومبرغ”، من المتوقع أن تشهد السعودية زيادة هائلة في قدرة استيعاب مراكز البيانات. معدل النمو السنوي المركب في الرياض سيكون 37% حتى عام 2027، وهو رقم يضاعف التوقعات في الإمارات المجاورة، ويضع المملكة على طريق الريادة في هذا المجال.
التحول الرقمي: من الحوافز إلى الابتكار
في مدينة الرياض، حيث تسارع عجلة الابتكار، يعكس هذا النمو الرقمي أكبر التغيرات في القطاع. يتحدث دانييل ثورب، رئيس أبحاث مراكز البيانات في أوروبا والشرق الأوسط، عن هذه اللحظة قائلاً: “نحن نشهد تحولًا رقميًا حقيقيًا، حيث تعزز السعودية مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي”. وتستفيد المملكة من السياسات الحكومية التي تدعم هذا التحول، مثل الحوافز الضريبية والمناطق الاقتصادية الحرة، ما يسهم في جعل السوق السعودي أكثر جاذبية للاستثمارات.
الاستثمار في المستقبل: الشركات الكبرى تُعزز الحضور
مع تصاعد الطلب على البيانات والتوسع في القطاع، بدأنا نرى أسمًا كبيرة تتخذ من السعودية منصة لها. عملاقا التكنولوجيا “مايكروسوفت” و”أمازون” لا يقتصر وجودهما على الرياض فحسب، بل أصبح لديهما خطط توسع ضخمة تشمل بناء مراكز بيانات متطورة. بالإضافة إلى ذلك، شركة “غروك” الناشئة، التي تعاونت مع “أرامكو” لتطوير مركز خاص باستخدام الذكاء الاصطناعي، هي جزء من هذه الاستثمارات الكبيرة التي تعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي في هذا المجال.
مستقبل مشرق: 100 مليار دولار لدعم الطموحات
السعودية، التي تسعى إلى تحقيق رؤية طموحة لتنويع اقتصادها، تطمح إلى إطلاق مشروع ضخم بقيمة 100 مليار دولار بهدف بناء المزيد من مراكز البيانات. المشروع سيعزز قدرة المملكة التنافسية في المنطقة، حيث تتسابق مع الإمارات على ريادة هذا القطاع المربح. وبينما تتزايد المنافسة، يظل هدف السعودية واضحًا: السيطرة على أكبر حصة في السوق الرقمي الإقليمي.
تحديات قد تعيق المسار: هل يمكن للمملكة تخطي العقبات؟
لكن، لا تأتي الطموحات الكبيرة دون تحديات. أحد أبرز هذه التحديات هو القيود التي فرضتها الحكومة الأمريكية على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وهي عقبة تواجهها أيضًا الإمارات. لكن الخبراء في المملكة يتوقعون أن السعودية قادرة على تخطي هذه العقبات بفضل عدد سكانها الكبير، الذي يقارب 35 مليون نسمة، بالإضافة إلى التزامها المستمر بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
السعودية تقترب من الريادة: الطريق إلى التفوق الإقليمي
بحسب تقرير “جيه إل إل”، يُتوقع أن تزداد قيمة سوق مراكز البيانات في الشرق الأوسط إلى 6 مليارات دولار. رغم أن الإمارات تتصدر حاليًا في القدرة الاستيعابية، فإن السعودية على المسار الصحيح لتصبح منافسًا قويًا في هذا القطاع، بفضل الاستثمارات الضخمة التي تُضخ في بنية المملكة التحتية.
السعودية تملك المفتاح لمستقبل مشرق
ومع كل هذه الطموحات، يبدو أن السعودية على استعداد لتغيير مجرى الأمور في قطاع مراكز البيانات. يقول ستيفن ماكدونالد، الشريك الإداري في “بروبتيك”: “من خلال الطموح ورأس المال المتاح، المملكة في وضع قوي لدفع نفسها للأمام في هذا المجال”. ومع التحديات التي قد تواجهها، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة وطول فترة بناء مراكز البيانات، تبقى المملكة عازمة على استغلال مواردها لتحقيق الريادة في هذا القطاع التكنولوجي الحيوي.