Logo
نصلك بمستقبل التكنولوجيا

اشترك الآن

لآخر التحديثات

آخر الأخبار

الروبوتات الاجتماعية تتعلم ذاتيًا: خطوة نحو ذكاء اصطناعي أكثر استقلالية

منذ ٢٦ يومًا
سوالف تك

img

في إنجاز علمي يُعد خطوة فارقة في عالم الذكاء الاصطناعي والروبوتات، كشفت دراسة حديثة عن قدرة الروبوتات الاجتماعية على اكتساب مهارات التفاعل البشري دون الحاجة إلى إشراف أو مشاركة مباشرة من البشر، ما يُمثّل تحولاً جذرياً في منهجية أبحاث الذكاء الاصطناعي، ويفتح آفاقاً جديدة لتطوير منظومات ذكية أكثر اعتماداً على الذات.

وقد تم الإعلان عن نتائج هذه الدراسة خلال المؤتمر الدولي للروبوتات والأتمتة (IEEE ICRA)، حيث تعاون فريق من الباحثين من جامعة “سري” البريطانية وجامعة “هامبورج” الألمانية على ابتكار طريقة جديدة لمحاكاة التفاعل البشري، تتيح تدريب الروبوتات الاجتماعية واختبارها في بيئات افتراضية واقعية، دون الحاجة إلى وجود مشاركين بشريين في كل مرة. هذه المنهجية الجديدة لا تسرّع فقط من وتيرة البحث العلمي، بل تتيح اختبارات أوسع نطاقًا وأكثر دقة، مما يسهّل تحسين الأداء في مراحل مبكرة من التطوير.

يعتمد البحث على روبوت بشري الشكل، تم تزويده بنموذج تنبؤي يُعرف باسم “Dynamic Scanpath Prediction Model”، وهو مصمم لتوقّع اتجاهات النظر البشري في المواقف الاجتماعية المختلفة. بمعنى آخر، يستطيع الروبوت التنبؤ بالمناطق التي سيُركّز عليها الإنسان بصرياً عند التفاعل، وهو ما يُعد خطوة أساسية في تحسين قدرة الروبوت على فهم السياق الاجتماعي والتصرّف بناءً عليه.

وقد اختُبر هذا النموذج باستخدام مجموعتَي بيانات مفتوحتين تضمّان أنماط حقيقية لحركة العين البشرية في مواقف اجتماعية متنوعة. وأظهرت النتائج أن الروبوت تمكن من تقليد حركة العين البشرية بدقة عالية، حتى في بيئات غير مثالية تتسم بالتشويش أو العوامل المتغيرة، مثل الضوضاء أو تعدد العناصر البصرية.

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة “دي فو”، المحاضرة في علم الأعصاب الإدراكي بجامعة سري والباحثة المشاركة في الدراسة، أن “المنهج الجديد يمنحنا فرصة اختبار تركيز الروبوت على العناصر الأكثر أهمية في المشهد، دون الحاجة لمراقبة أو تدخل بشري مباشر، وبدقة زمنية في الوقت الفعلي، تمامًا كما يفعل البشر”.

وأضافت: “الأمر اللافت أن النموذج استمر في تقديم أداء مستقر حتى في البيئات المعقدة وغير المتوقعة، ما يعكس قدرته على محاكاة السلوك البشري الاجتماعي بصورة واقعية. هذا يجعل منه أداة واعدة لتطبيقات عملية مستقبلية في قطاعات حيوية مثل التعليم، والرعاية الصحية، وخدمة العملاء، حيث يُعتبر التفاعل الإنساني الدقيق عاملاً أساسياً في النجاح”.

وتُعد الروبوتات الاجتماعية واحدة من أكثر فروع الذكاء الاصطناعي تطورًا، إذ صُمّمت لتتفاعل مع البشر بطرق تُحاكي التفاعل البشري الطبيعي، من خلال الصوت، وتعبيرات الوجه، والإيماءات. من أشهر الأمثلة على هذه الروبوتات نجد “بيبر” (Pepper)، الذي يُستخدم كمساعد في متاجر البيع بالتجزئة، و”بارو” (Paro)، الذي تم تطويره لتقديم الدعم العاطفي لمرضى الخرف، ما يبرز أهمية تعزيز قدرات هذه الروبوتات على فهم البشر والتواصل معهم.

في الدراسة، قارن الباحثون أداء النموذج التنبؤي في بيئة المحاكاة مع نتائجه في اختبارات فعلية، من خلال إسقاط خرائط نظرات الإنسان على شاشات رقمية، ثم مقارنة هذه الخرائط مع توجهات الانتباه البصري لدى الروبوت. النتائج أثبتت أن الروبوت يمتلك قدرة قريبة من البشر في تحديد النقاط البصرية ذات الأهمية في السياق الاجتماعي.

وتشرح فو أهمية هذه الخطوة بقولها: “في السابق، كنا بحاجة لإشراك متطوعين بشر في كل تجربة للتفاعل الاجتماعي، ما كان يُحد من نطاق التجربة ويفرض قيودًا زمنية ومالية. أما الآن، فقد أصبح بإمكاننا محاكاة التفاعل على نطاق واسع، ما يعزز من إمكانيات الابتكار ويقلل الاعتماد على العوامل البشرية في مراحل التصميم والتطوير الأولية”.

وتطمح الدراسة في مراحلها القادمة إلى توسيع نطاق النموذج ليشمل موضوعات أكثر تعقيدًا مثل الوعي السياقي والانفعالي لدى الروبوتات، بالإضافة إلى تطبيق النموذج على أنواع مختلفة من الروبوتات التي قد تؤدي وظائف متعددة في البيئات الاجتماعية المختلفة.

الجدير بالذكر أن هذا الإنجاز لا يقتصر فقط على تحسين كفاءة الروبوتات الاجتماعية، بل يُمهّد الطريق نحو جيل جديد من الأنظمة الذكية القادرة على فهم العالم المحيط بها والتفاعل معه باستقلالية أكبر، ما يجعلها أكثر تكيفًا مع البيئات الواقعية وأقل اعتمادًا على التوجيه البشري المستمر.

في ظل هذه التطورات، يُتوقع أن نشهد مستقبلاً أقرب مما نتخيّل، تتكامل فيه الروبوتات بشكل طبيعي ضمن حياتنا اليومية، وتلعب أدوارًا فعالة في مجالات حساسة تتطلب تواصلاً إنسانياً دقيقاً، من رعاية المرضى وتعليم الأطفال إلى تحسين تجارب العملاء في مختلف القطاعات.



آخر الأخبار
img
تقرير IDC: هواوي تحتل المرتبة الأولى عالميًا في سوق الأجهزة القابلة للارتداء على المعصم في الربع الأول من العام
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
Whish Money”” تطلق خدمة “Whish Pay” على منصة “Shopify” في خطوة رائدة لتعزيز الدفع الألكتروني الفوري
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
ديلويت الشرق الأوسط تسهم في تطوير تكامل الذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق شبكة Global Agentic Network
منذ يومين
سوالف تك
img
وكالة هوكو في الإمارات تستحوذ على Everdome دعماً للمشروع الإبداعي الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي HumAIn Assets
منذ يومين
سوالف تك
img
وداعًا للحيرة: الذكاء الاصطناعي يقودك لأفضل السلع ويتمم الشراء.
منذ يومين
سوالف تك
img
 اقتصاد صناع المحتوى على يوتيوب يضخ 55 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي خلال 2024
منذ يومين
سوالف تك
img
إيلون ماسك يحدد 22 يونيو موعدًا مبدئيًا لانطلاقة طال انتظارها لهذه السيارة 
منذ يومين
سوالف تك
img
 المدينة المنسوجة في اليابان: تويوتا تنسج خيوط المستقبل عند سفح جبل فوجي
منذ يومين
سوالف تك
img
الرضا لا يُقدر بثمن: لماذا يفضل الركاب سيارات “وايمو” الباهظة؟
منذ يومين
سوالف تك
img
the Browser Company تطلق متصفح Dia: تجربة ويب مدعومة بالذكاء الاصطناعي تعيد تعريف التصفح الشخصي
منذ يومين
سوالف تك
img
كيف نجعل الهواتف الذكية أكثر ملاءمة لكبار السن؟ إعدادات ووظائف وتطبيقات تسهّل الاستخدام
منذ يومين
سوالف تك
img
التقاطع الذهبي يعود إلى الواجهة: هل تستعد بيتكوين لاختراق مستوى 150,000 دولار؟
منذ يومين
سوالف تك
img
ظهور مفاجئ لبطاقة GeForce RTX 5050 في حواسيب Asus ROG Strix G16: خطوة تُمهد للإعلان الرسمي من Nvidia؟
منذ يومين
سوالف تك
img
كوالكوم تُحدث ثورة في عالم النظارات الذكية: ذكاء اصطناعي مدمج بدون إنترنت أو هاتف
منذ يومين
سوالف تك
img
“فوجي فيلم” تعزز دورها في التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في المنطقة عبر افتتاح مقرها الجديد في مدينة إكسبو دبي
منذ يومين
سوالف تك
النشرة الإلكترونية

ابقى على اطلاع بآخر التحديثات في المواضيع التي تهمك

EmailIcon
2025 @ حقوق الملكية محفوظة لسوالف تِك
SawaliftechLogo