آخر الأخبار
“ضوء الشمس ليلاً”.. ثورة فضائية جديدة في عالم الطاقة المستدامة

في خطوة غير مسبوقة نحو مستقبل الطاقة المستدامة، أعلنت شركة “رفليكت أوربيتال” عن مشروع ضخم لبيع ضوء الشمس في الظلام، مستهدفة القطاعات والدول التي تعاني من نقص الإضاءة الطبيعية ليلًا. وكُشف عن هذا الابتكار خلال القمة العالمية للحكومات في دبي، حيث استعرض بن نواك، الرئيس التنفيذي للشركة، آلية عمل هذه التقنية الرائدة التي قد تُحدث تحولًا جذريًا في استخدام الطاقة الشمسية.
كيف يعمل المشروع؟
يعتمد الابتكار على إطلاق مرآة ضخمة في الفضاء وربطها بأقمار اصطناعية تدور في مدارات قريبة من الأرض. تعمل هذه العواكس الفضائية على إعادة توجيه أشعة الشمس إلى المناطق المظلمة ليلًا، مما يُتيح لأي جهة الاستفادة من الضوء الطبيعي بضغطة زر، تمامًا كما يتم التحكم في تدفق المياه أو الطاقة الكهربائية.
نقلة نوعية في استدامة الطاقة الشمسية
تتمثل الميزة الكبرى لهذا الابتكار في التغلب على التحديات الزمنية للطاقة الشمسية، حيث يتيح استمرار تدفق الأشعة حتى بعد غروب الشمس، وهو ما كان يُشكل عقبة أمام استمرارية مصادر الطاقة المتجددة. وأوضح نواك أن هذا المشروع لا يهدف فقط إلى تعزيز كفاءة الطاقة، لكنه يمثل أيضًا خطوة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يسهم في الحد من انبعاثات الكربون وتحقيق التنمية المستدامة.
تطبيقات واسعة النطاق
يمكن لهذه التقنية أن تُحدث ثورة في عدة قطاعات حيوية، من أبرزها:
✅ التعدين والمناطق النائية: حيث يُمكن توفير الإضاءة المستدامة لمناجم التعدين التي تعمل في بيئات بعيدة عن مصادر الكهرباء التقليدية.
✅ عمليات الإنقاذ والإغاثة: إضاءة المناطق المعتمة مثل الأنفاق أو الأماكن المتضررة من الكوارث الطبيعية لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ.
✅ الزراعة الذكية: تمكين المزارعين من إطالة فترة تعرض المحاصيل لأشعة الشمس خلال ساعات الليل، مما يعزز الإنتاجية ويسهم في تحقيق الأمن الغذائي العالمي.
✅ إضاءة المدن والقرى: دعم المناطق التي تعاني من ظلام دائم، خاصةً خلال فصول الشتاء القاسية التي تغيب فيها الشمس لفترات طويلة.
إطلاق أول قمر اصطناعي للمشروع
كشف نواك عن أن الشركة تستعد لإطلاق أول قمر اصطناعي يحمل العواكس الضوئية المتطورة، ما سيمكّن من نقل أشعة الشمس إلى سطح الأرض أثناء الليل. هذا التطور سيمثل حلاً ثوريًا لتوفير مصادر طاقة متجددة للمناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية للكهرباء، مما يعني إمكانية الاستفادة من الطاقة الشمسية على مدار 24 ساعة، بغض النظر عن التوقيت أو الظروف الجوية.
نحو مستقبل أكثر استدامة
مع تزايد الحاجة إلى بدائل نظيفة للطاقة، يُعتبر مشروع “بيع ضوء الشمس” خطوة طموحة نحو تعزيز استخدام التكنولوجيا الفضائية في خدمة البشرية. فمع إطلاق المزيد من الأقمار الاصطناعية وتطوير تقنيات أكثر تقدمًا، قد نشهد قريبًا تحولًا جذريًا في طرق توليد الطاقة عالميًا، مما يُسرّع التوجه نحو مستقبل أكثر استدامة وكفاءة للطاقة.