آخر الأخبار
“تينسنت” تعزز قدراتها في الذكاء الاصطناعي بإطلاق مجموعة جديدة من الخدمات المتطورة

في خطوة تعكس التحولات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة “تينسنت هولدينغز” الصينية عن إطلاق مجموعة مبتكرة من الخدمات التي تتيح تحويل النصوص والصور إلى محتويات مرئية ورسومات ثلاثية الأبعاد، وهو ما يُعد نقلة نوعية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الإبداعي والتصميم الرقمي.
ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الشركة، فإن هذه الخدمات تعتمد على النموذج المتقدم “هونيوان 3 دي-2.0” (Hunyuan3D-2.0)، الذي تخطط “تينسنت” لتوفيره كمصدر مفتوح للمطورين والمبدعين حول العالم، مما يسهم في تعزيز الابتكار في مجالات مثل الألعاب، والتصميم الصناعي، والمحتوى التفاعلي. كما تم الإعلان عن تحديث لمحرك “تينسنت” ثلاثي الأبعاد، الذي سيستفيد من هذه النماذج المطورة لتقديم تجربة أكثر تطورًا ودقة في عرض الرسومات.
السباق العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي يزداد سخونة
تشهد صناعة الذكاء الاصطناعي حاليًا طفرة كبيرة، حيث تتنافس كبرى الشركات على جانبي المحيط الهادئ، من “أوبن إيه آي” الأمريكية إلى “مجموعة علي بابا القابضة” الصينية، في تقديم نماذج متطورة قادرة على التعامل مع المهام المعقدة بأداء محسن. وقد أثارت شركة “ديب سيك” (DeepSeek) موجة من الاهتمام بعد إطلاقها نموذجًا متطورًا أثبت قدرته على منافسة أفضل ما قدمته شركات مثل “أوبن إيه آي” و”ميتا بلاتفورمز”، مع ميزة التكلفة المنخفضة التي تروج لها الشركة.
وفي الصين، ازداد التنافس بين الشركات التكنولوجية بشكل واضح، إذ أعلنت “بايدو” مؤخرًا عن ترقية نموذجها الأساسي إلى “إيرني 4.5” (Ernie 4.5)، كما قدمت نموذج “إكس1” (X1) المصمم خصيصًا لمنافسة “آر1” (R1) الذي طورته “ديب سيك”. هذه التطورات المتلاحقة تعكس السباق المحموم بين الشركات الصينية لتحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي.
رأي الخبراء: المنافسة قوية ولكن الأرباح غير مضمونة
يرى محللو “بلومبرغ إنتليجنس”، روبرت ليا وجاسمين ليو، أن المنافسة الشرسة بين الشركات الصينية قد تؤدي إلى تقارب مستوى الابتكارات، مما يقلل من فرص تحقيق أرباح كبيرة. ووفقًا لتحليلهما، فإن “بايدو” قد تنجح في تضييق الفجوة مع “ديب سيك” و”علي بابا” و”تينسنت”، لكنها قد لا تتمكن من تحقيق قفزة نوعية تمنحها ميزة تنافسية واضحة، نظرًا لوفرة النماذج المتقدمة في السوق.
“تينسنت” تعزز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي
لمواكبة هذا التطور السريع، تسعى “تينسنت” إلى تعزيز قدراتها من خلال إطلاق نماذج أكثر تطورًا، إذ أطلقت الشهر الماضي نموذج “هونيوان تيربو إس” (Hunyuan Turbo S)، المصمم لتقديم استجابات فورية، وهو ما يُعد نهجًا مختلفًا عن استراتيجيات “ديب سيك” التي تركز على التحليل العميق للبيانات. وذكرت “تينسنت” عبر قناتها الرسمية على منصة “وي تشات” أن تكلفة تشغيل هذا النموذج قد شهدت انخفاضًا كبيرًا، مما يجعله أكثر جاذبية للاستخدام الواسع.
وتتماشى هذه الجهود مع استراتيجية “تينسنت” طويلة المدى، التي تسعى من خلالها إلى توسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات. فقد بدأت الشركة في دمج الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب الإلكترونية، حيث يساعد في تسريع عمليات التصميم وإنتاج الرسومات ثلاثية الأبعاد، مما يقلل من الزمن المطلوب لطرح الألعاب الجديدة في السوق. كما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى مثل التسويق الرقمي، والتجارة الإلكترونية، وتطوير المحتوى الإعلامي.
إلى جانب ذلك، تعمل “تينسنت” على تعزيز تكامل نموذج “آر1” من “ديب سيك” داخل مجموعة واسعة من منتجاتها، بدءًا من خدمات البحث داخل “وي تشات” وصولًا إلى روبوت المحادثة “يوانباو” (Yuanbao)، الذي تصدّر قائمة التطبيقات الأكثر تحميلًا على “أيفون” في الصين خلال الشهر الجاري، متجاوزًا “ديب سيك” لفترة وجيزة.
الخاتمة: مستقبل مشرق أم منافسة شرسة؟
مع استمرار التطورات المتلاحقة في الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن نشهد المزيد من الابتكارات التي ستعيد تشكيل مستقبل التكنولوجيا الرقمية. ورغم أن “تينسنت” تخطو خطوات واسعة في هذا المجال، فإنها تواجه تحديات كبيرة من الشركات المنافسة، التي تسعى بدورها إلى تحقيق الريادة.
السؤال الأهم الآن: هل ستتمكن “تينسنت” من فرض سيطرتها في هذا السباق، أم أن المنافسة المتزايدة ستجعل من الصعب تحقيق تميز واضح؟ المستقبل وحده كفيل بالإجابة على هذا التساؤل.