آخر الأخبار
معركة الـ 2 نانومتر: السباق الحاسم بين “TSMC”، “سامسونغ”، و”إنتل” للهيمنة على سوق أشباه الموصلات

في عالم أشباه الموصلات، يشهد السوق الآن نقطة تحول حاسمة مع التوجه نحو تقنية 2 نانومتر، التي من المتوقع أن تبدأ الشركات الكبرى في إنتاج رقائقها بهذه التقنية المتطورة في العام المقبل 2025. هذه المعركة التقنية ليست مجرد سباق تقني، بل هي معركة اقتصادية استراتيجية بين عمالقة صناعة الرقائق، وهي TSMC وسامسونغ وإنتل، حيث تسعى كل شركة للهيمنة على سوق الرقائق المتقدم، الذي يشهد تطورًا مستمرًا في أداء الأجهزة الذكية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
TSMC: اللاعب الأقوى في سوق 2 نانومتر
شركة TSMC، التي تعد أكبر مصنع للرقائق في العالم، تتأهب بشكل كبير لدخول عصر الـ2 نانومتر، بعد أن أعلنت عن خططها لبدء الإنتاج الضخم لهذه التقنية في السنوات المقبلة. وفقًا لتقرير نشره موقع phonearena واطلعت عليه العربية Business، فإن TSMC تستعد لضخ الاستثمارات اللازمة لتوسيع قدرتها الإنتاجية وتهيئة مصانعها لاستقبال هذه التقنية المتطورة.
TSMC حققت بالفعل خطوات هائلة في تقنية الـ3 نانومتر، وهي تركز الآن على توسيع شراكاتها مع عملائها الرئيسيين مثل أبل وميدياتك وكوالكوم ونفيديا وAMD. وبفضل هذه الشراكات، ستعتمد أبل على تقنية 2 نانومتر في تصنيع معالجات سلسلة iPhone 18 بحلول عام 2026، مما يضمن لـ TSMC مركزًا قويًا في سوق الهواتف الذكية. كما أن التحسينات الكبيرة في الأداء واستهلاك الطاقة التي تقدمها TSMC ستكون مثالية للعديد من التطبيقات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء.
تستمر TSMC في تعزيز موقعها في السوق، ويبدو أن لديها الإمكانيات الكبيرة لتظل رائدة في مجال إنتاج الرقائق المتقدمة، بفضل تقنية GAA (التكنولوجيا المتقدمة المعتمدة على بنية المكونات) التي تعتمد عليها.
سامسونغ: تحديات مستمرة في الطريق إلى الـ 2 نانومتر
على الرغم من أن سامسونغ تعد واحدة من أكبر الشركات المنتجة للرقائق في العالم، إلا أنها تواجه تحديات متكررة تتعلق بالربحية وكفاءة الإنتاج، وخاصة عندما يتعلق الأمر بإنتاج رقائق بـ تقنية 4 نانومتر و3 نانومتر. حيث تشير التقارير إلى أن فشل سامسونغ في تحقيق العوائد المرجوة من هذه الرقائق قد أدى إلى فقدان بعض العملاء الرئيسيين لصالح TSMC، بما في ذلك كوالكوم.
إضافة إلى ذلك، تواجه سامسونغ صعوبة في تلبية الطلبات المتزايدة على الرقائق المتقدمة، مما يضعها في موقف غير مستقر فيما يتعلق بتزويد هواتفها الذكية بمعالجات قوية خاصة في هواتف Galaxy المستقبلية. من المتوقع أن تضطر سامسونغ للاعتماد على معالجات Snapdragon من كوالكوم في بعض طرازاتها القادمة، وهو ما قد يزيد من تكاليف الإنتاج ويؤثر على قدرتها التنافسية في سوق الهواتف.
وتسعى سامسونغ إلى استعادة مركزها الريادي في صناعة أشباه الموصلات من خلال ضخ استثمارات ضخمة في مصانعها وترقية تقنياتها، لكن الطريق إلى تقنية 2 نانومتر لا يزال مليئًا بالتحديات.
إنتل: عودة مشروطة وسط فوضى إدارية
إنتل، التي تعتبر من أقدم الشركات في مجال تصنيع الرقائق، كانت تعتبر لفترة طويلة الخيار الأول لمعظم الشركات في مجالات الأجهزة التقنية. ومع ذلك، واجهت الشركة تحديات إدارية ضخمة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك استقالة بات جيلسنغر، الرئيس التنفيذي السابق. هذه الفوضى الإدارية تركت إنتل في حالة من عدم الاستقرار، مما أثر على قدرتها على تقديم تقنيات جديدة بالسرعة المطلوبة.
رغم ذلك، تواصل إنتل العمل على تقنية 1.8 نانومتر، حيث تهدف إلى دخول سباق التصنيع بهذه العقدة بحلول عام 2025. ولكن حتى الآن، يعتبر AWS (خدمات أمازون السحابية) العميل الوحيد الذي وقع عقدًا مع إنتل لإنتاج رقائق بهذه التقنية الجديدة، مما يثير تساؤلات حول قدرة الشركة على التوسع في هذا المجال ومنافسة TSMC وسامسونغ بشكل فعّال.
ظهور منافس ياباني: Rapidus
في ظل احتدام التنافس بين الشركات الكبرى، تظهر شركة Rapidus اليابانية كأحد اللاعبين الجدد في معركة تقنية 2 نانومتر. Rapidus هي شركة تم تأسيسها بدعم حكومي ياباني وأميركي، وهي تعمل على تطوير تقنية GAA (التقنية المعتمدة على بنية المكونات المتقدمة). ولكن على عكس TSMC، فإن Rapidus لا تخطط للتركيز على الإنتاج الكبير، بل تسعى للاستفادة من الطلبات الصغيرة والمتخصصة في صناعة الرقائق.
بالرغم من أنها قد تواجه تحديات في التوسع والنمو بالمقارنة مع TSMC وسامسونغ، إلا أن الدعم الحكومي والمشاركة في تقنية GAA قد يمكن Rapidus من دخول السوق بقوة في السنوات القادمة.
من سيفوز بالسباق؟
بينما يتنافس عمالقة الصناعة في سباق تقني محموم، TSMC تبدو في موقف قوي بفضل شراكاتها الواسعة وتقنياتها المتطورة، مما يضعها في المقدمة في سباق الـ 2 نانومتر. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه سامسونغ وإنتل، إلا أن كلاهما لا يزال يتمتع بقدرة تنافسية عالية وقد يتعافى مع الوقت. لكن يبدو أن TSMC، بفضل قدرتها الإنتاجية الهائلة وسلسلة عملائها الكبيرة، هي الأقرب للفوز في هذه المعركة الكبرى.