آخر الأخبار
مستقبل اللعب يبدأ الآن: باربي AI تصل إلى الأيدي.

في تطور استثنائي يُعدّ من أبرز التحولات في قطاع ألعاب الأطفال خلال العقد الأخير، أعلنت شركة ماتيل (Mattel) العالمية، المالكة لعدد من أشهر العلامات التجارية في عالم الألعاب مثل دمى باربي Barbie، وسيارات هوت ويلز Hot Wheels، ولعبة الورق الشهيرة أونو UNO، عن إبرام شراكة استراتيجية مع شركة OpenAI، المطوّرة لنموذج الذكاء الاصطناعي الشهير ChatGPT. وتأتي هذه الخطوة في إطار رؤية مشتركة لإعادة تصور تجربة اللعب للأطفال عبر توظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
إطلاق جيل جديد من الألعاب التفاعلية الذكية
وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن ماتيل، فإن الشراكة تهدف إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في تصميم وتطوير منتجات لعب آمنة، تفاعلية، وتناسب الفئات العمرية المختلفة من الأطفال. كما تهدف إلى تمكين الأطفال من التفاعل مع الألعاب بطريقة أكثر حيوية وواقعية وابتكارًا، من خلال دمج تقنيات المحادثة الذكية، والردود السياقية، والإجابات التلقائية، بطريقة تُثري تجربة التعلم والمرح في آنٍ واحد.
وسيتم إطلاق أول منتج ذكي ضمن هذه الشراكة في وقت لاحق من عام 2025، مما يفتح الباب أمام عصر جديد من الألعاب التي “تفهم وتُجيب وتتفاعل”، وتنتقل من الشكل التقليدي الثابت إلى كائنات لعب تُمكن الأطفال من خوض تجارب روائية، تعليمية، وعاطفية لم تكن ممكنة من قبل.
استخدام أدوات OpenAI داخل بيئة ماتيل التشغيلية
تُعد هذه الشراكة متعددة الأوجه، إذ لا تقتصر على دمج الذكاء الاصطناعي في الألعاب فقط، بل تمتد إلى البنية التشغيلية لماتيل نفسها. فقد أعلنت الشركة أنها ستستفيد من أدوات ChatGPT Enterprise ضمن أنظمتها الداخلية، بهدف تحسين الكفاءة التشغيلية، وتسريع الابتكار، وتعزيز الإبداع داخل فرق العمل، بما يشمل فرق التسويق، والتصميم، والبحث والتطوير.
وفي هذا السياق، قال براد لايتكاب، كبير مسؤولي العمليات في OpenAI، إن هذه الخطوة ستُتيح لماتيل استخدام مجموعة واسعة من الأدوات المتطورة في الذكاء الاصطناعي، والتي من شأنها “إعادة تعريف تجربة اللعب من منظور رقمي تفاعلي، وتحقيق نقلة نوعية في طريقة التفكير في مستقبل ألعاب الأطفال”.
الالتزام بالخصوصية وسلامة الأطفال
شدّدت ماتيل على أن السلامة الرقمية والخصوصية ستكونان على رأس أولوياتها في جميع المنتجات المرتقبة، مشيرة إلى أنها ستلتزم بأعلى المعايير في تصميم تجارب لعب آمنة أخلاقيًا وتقنيًا، تراعي الخصوصية، وتوفر للآباء أدوات رقابة أبوية مرنة، مما يُطمئن العائلات حيال تفاعل أطفالهم مع هذه التكنولوجيا الجديدة.
كما أوضحت أن كافة التفاعلات التي ستُدمج في الألعاب ستمر عبر أنظمة مراجعة وضبط صارمة لضمان خلوها من المحتوى غير المناسب أو المضلل، مع وجود ضوابط لمنع جمع أي بيانات حساسة عن الأطفال.
سياق اقتصادي يدفع نحو التحول الذكي
تأتي هذه الشراكة في وقت تشهد فيه سوق الألعاب العالمي تباطؤًا في النمو وتراجعًا في الإنفاق الاستهلاكي نتيجة التغيرات الاقتصادية العالمية، وارتفاع تكاليف الإنتاج وسلاسل التوريد. وكانت “ماتيل” قد أعلنت سابقًا سحب توقّعاتها المالية السنوية، كما أشارت إلى نيتها رفع أسعار بعض منتجاتها داخل الولايات المتحدة في محاولة للتعويض عن التكاليف المتصاعدة.
إزاء هذا الواقع، يبدو أن الشركة وجدت في الذكاء الاصطناعي فرصة لتعزيز موقعها التنافسي، والانتقال من الاعتماد على الألعاب التقليدية فقط إلى توفير منظومة ترفيهية ذكية، متكاملة، ومتعددة القنوات.
توسع نحو صناعة الترفيه الرقمي
هذه الخطوة ليست معزولة عن استراتيجية التحول الأوسع التي تنتهجها ماتيل، والتي بدأت تظهر ملامحها في السنوات الأخيرة مع دخول الشركة إلى مجالات الترفيه الرقمي، عبر إنتاج أفلام سينمائية مثل “باربي”، ومسلسلات رقمية، وتطبيقات تعليمية تفاعلية، وألعاب فيديو مستوحاة من علاماتها التجارية.
تسعى ماتيل من خلال هذه التوجهات إلى بناء نظام بيئي ترفيهي متكامل، يجمع بين المنتجات المادية والمحتوى الرقمي، ويمنح الأطفال تجارب لعب متعددة الوسائط، تدمج بين الشاشة واللعبة، وبين التفاعل اللمسي والتفاعل الذهني.