آخر الأخبار
منصة “مدرسة” تطلق شراكة استراتيجية مع تيك توك

في خطوة استراتيجية تعكس التزامها المستمر بتوفير تعليم نوعي ومجاني باللغة العربية، أعلنت منصة “مدرسة” للتعليم الإلكتروني، التابعة لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، عن إبرام شراكة نوعية مع منصة “تيك توك”، بهدف إطلاق خلاصة تعليمية جديدة ومتخصصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) لمستخدمي تطبيق تيك توك في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي.
أكبر مكتبة تعليمية عربية مجانية على تيك توك
تهدف هذه الشراكة إلى تمكين الشباب العربي من الوصول إلى محتوى تعليمي عالي الجودة بطريقة حديثة ومواكبة لتفضيلات الأجيال الرقمية، من خلال فيديوهات قصيرة، تفاعلية، وجذابة بصريًا، تُعرض ضمن خلاصة STEM داخل التطبيق. وتُعد هذه المبادرة إحدى أكبر الخطوات في مجال إدماج المحتوى التعليمي العربي في المنصات الرقمية الترفيهية واسعة الانتشار، بما يتيح ملايين الفرص لتعلم مفاهيم STEM بطريقة مرنة، سريعة، وشاملة.
تقدم منصة “مدرسة”، التي تم إطلاقها عام 2018، أكثر من 7,000 درس تعليمي مجاني باللغة العربية، تغطي مواضيع متنوعة في الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، الرياضيات، علوم الحاسوب، بالإضافة إلى مواضيع فنية وابتكارية، وكلها متاحة الآن عبر تيك توك ضمن خلاصة STEM الجديدة، ما يجعل هذا التعاون ركيزة محورية في نقل المحتوى التعليمي من المنصات التقليدية إلى فضاءات التواصل الاجتماعي.
دعم لرؤية مستقبلية تعليمية شاملة
وأكد الدكتور وليد آل علي، المنسق العام لمنصة “مدرسة”، أن هذه الشراكة تأتي في إطار دعم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الرامية إلى تمكين الشباب العربي بالعلم والمعرفة، وتعزيز فرصهم في بناء مستقبل مشرق عبر التعليم كركيزة أساسية للتنمية.
وأشار إلى أن التعاون مع تيك توك يُعد امتدادًا لنهج “مدرسة” في إيصال المحتوى العربي النوعي إلى أكبر شريحة ممكنة من المتعلمين، خاصة في ظل زيادة الطلب على المحتوى التعليمي الرقمي، وحرص الأجيال الجديدة على استهلاك المعرفة بطرق تفاعلية وسريعة.
إقبال عالمي على محتوى STEM على تيك توك
من جهتها، أكدت السيدة كندة إبراهيم، المدير العام الإقليمي للعمليات في تيك توك لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، أن إطلاق خلاصة STEM في الإمارات ينسجم مع رسالة تيك توك العالمية في تمكين الجيل القادم من المبتكرين ورواد الفكر العلمي، مشيرة إلى أن المنصة شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية مشاركة أكثر من 10 ملايين فيديو تعليمي في مجالات STEM على مستوى العالم، ما يدل على تزايد اهتمام المستخدمين بالمحتوى المعرفي، والرغبة في استهلاك مواد تعليمية مُبسطة وسريعة.
آلية تفعيل خلاصة STEM على تيك توك
تمكّن خلاصة STEM المستخدمين من الوصول مباشرة إلى محتوى تعليمي متخصص يناسب اهتماماتهم العلمية. ويمكن تفعيل هذه الخاصية للمستخدمين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق، من خلال اتباع الخطوات التالية:
- الدخول إلى إعدادات تيك توك.
اختيار تبويب “تفضيلات المحتوى”. - تفعيل خيار “خلاصة STEM”.
بمجرد تفعيلها، سيبدأ تيك توك بعرض محتوى STEM الموثوق به ضمن صفحة المستخدم، بما يشمل فيديوهات تعليمية من إنتاج “مدرسة” ومجموعة من الشركاء الموثوقين في العالم العربي مثل منصة “مجرة”، المعروفة بتقديم محتوى معرفي رفيع باللغة العربية.
ضمان الجودة والمصداقية من خلال تقييم المحتوى
وفي خطوة تهدف إلى تعزيز الثقة وضمان جودة المحتوى المقدم للمستخدمين، أعلنت تيك توك أنها ستعتمد آلية تدقيق صارمة للمحتوى التعليمي ضمن خلاصة STEM. حيث سيتم التعاون مع مؤسستين عالميتين مرموقتين هما:
- Common Sense Networks: المتخصصة في تقييم جودة المحتوى التعليمي للأطفال والشباب وفق معايير تربوية دقيقة.
- The Poynter Institute: إحدى أبرز المؤسسات العالمية في التحقق من المعلومات ودقتها العلمية.
سيُمنع عرض أي محتوى تعليمي لا يجتاز هذه المراجعات الدقيقة، مما يضمن تجربة تعليمية آمنة وموثوقة للمستخدمين.
لم يقتصر تأثير “مدرسة” على النطاق العربي فقط، بل حظيت المنصة بتقدير واسع النطاق من جهات دولية مرموقة. فقد كرّمتها منظمة اليونسكو، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، لما حققته من إنجازات في نشر التعليم الرقمي باللغة العربية، فضلًا عن حصولها على عدة جوائز عالمية في مجالات الابتكار التربوي والمحتوى الرقمي.
نحو مستقبل معرفي رقمي باللغة العربية
يمثل التعاون بين “مدرسة” وتيك توك محطة مفصلية في مسار تطوير المحتوى التعليمي العربي الرقمي، ويُعد مثالًا ملهمًا لكيفية دمج التعليم بالتكنولوجيا والترفيه لخلق تجربة تعلم ثرية وممتعة، تلبي احتياجات الشباب العربي، وتُعزز من مكانة اللغة العربية كلغة علم ومعرفة.
هذا التكامل بين المؤسسات التعليمية والمنصات الاجتماعية يعكس تحولًا ثقافيًا مهمًا في طريقة إنتاج واستهلاك المحتوى العربي، ويفتح الباب أمام مبادرات مستقبلية تهدف إلى بناء جيل جديد من المتعلمين والمبتكرين القادرين على مواكبة التحولات العلمية والتقنية المتسارعة.