آخر الأخبار
صراع OpenAI وماسك: من الشراكة إلى الخصومة في معركة السيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي

في تصعيد جديد للتوترات بين إيلون ماسك وشركة OpenAI، اتهمت الأخيرة رجل الأعمال الشهير بشن “حملة منهجية” تهدف إلى تقويض مهمتها الأساسية، ووصفت محاولته الأخيرة للاستحواذ عليها بأنها “زائفة” ومجرد محاولة لتعطيل مستقبلها المؤسسي والتنموي.
وجاء في الدعوى القضائية التي رفعتها OpenAI:
“إذا استمرت حملة ماسك، فإن ذلك سيُهدد بضرر جسيم لقدرتنا على الحكم بموضوعية في سبيل خدمة رسالتنا، وسيؤثر سلبًا على علاقاتنا الحيوية اللازمة لدعم هذه الرسالة، فضلاً عن تهديده للمصلحة العامة. لقد بلغت هجمات ماسك ذروتها في عرض استحواذ زائف صُمم خصيصًا لتعطيل مسار OpenAI المستقبلي.”
وفي رد على هذه الاتهامات، أوضح المحامي مارك توبيروف، ممثل ماسك القانوني، في بيان صحفي أُرسل عبر البريد الإلكتروني:
“لو أن مجلس إدارة OpenAI أخذ عرض ماسك على محمل الجد عندما اقترح الاستحواذ على المؤسسة غير الربحية في وقتٍ سابق من هذا العام، كما هو مُلزَم به قانونيًا، لأدرك مدى جدية نواياه.”
ويعود أصل النزاع إلى ادعاء ماسك بأن OpenAI، التي ساهم في تأسيسها عام 2015 كمؤسسة غير ربحية تهدف لضمان استفادة البشرية جمعاء من أبحاث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، قد انحرفت عن مسارها الأصلي. حيث يتهمها بالتخلي عن هذه المبادئ والسعي نحو تحقيق الربحية على حساب المصلحة العامة.
وفي عام 2019، تحوّلت OpenAI إلى كيان بهيكل “ربحي محدود” (capped-profit)، يسمح بجذب الاستثمارات مع الحفاظ على التزاماتها الاجتماعية. والآن، تسعى الشركة إلى إعادة هيكلة جديدة لتحويل نفسها إلى شركة “ذات منفعة عامة”، وهي خطوة أثارت جدلاً واسعاً ورفعت مستوى الانتقادات، خاصة من شخصيات مؤثرة مثل ماسك، الذي تقدم مؤخرًا بطلب للحصول على أمر قضائي أولي يهدف إلى وقف هذا التحول.
وتزداد المخاطر التي تواجهها OpenAI، إذ تشير تقارير إلى ضرورة إتمام التحول الهيكلي بحلول عام 2025، وإلا ستضطر الشركة إلى التخلي عن جزء من التمويل الذي حصلت عليه مؤخرًا.
وفي سياق موازٍ، تقدمت مجموعة من المنظمات غير الربحية والنقابات العمالية – من ضمنها “سائقو الشاحنات في كاليفورنيا” – بالتماس رسمي إلى المدعي العام لولاية كاليفورنيا، روب بونتا، تطالب فيه بوقف تحول OpenAI إلى كيان ربحي. وأشارت هذه الجهات إلى أن الشركة تخلّت عن حماية أصولها الخيرية، وتعمل على تقويض مهمتها الأصلية في تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل آمن ومفيد للمجتمع.
كما أعربت منظمة “Encode”، وهي جهة غير ربحية ساهمت في صياغة مشروع قانون كاليفورنيا رقم 1047 المعني بسلامة الذكاء الاصطناعي، عن مخاوف مشابهة، مؤكدة في مذكرة قانونية تم تقديمها في ديسمبر الماضي أن OpenAI قد تنحرف عن مبادئها الخيرية.
وفي محاولة لطمأنة الرأي العام، نشرت OpenAI سلسلة تغريدات على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أكدت فيها التزامها بالحفاظ على جناحها غير الربحي، إلى جانب استخدام العوائد المحتملة في تمويل مبادرات خيرية تشمل مجالات حيوية مثل التعليم، والرعاية الصحية، والعلوم.
وقالت الشركة:
“نحن نعمل على بناء أفضل منظمة غير ربحية تم تجهيزها على الإطلاق، ولن نتخلى عنها.”
وأضافت في منشور آخر:
“الحقيقة أن إيلون ماسك لم يكن يومًا ملتزمًا فعليًا بمهمة OpenAI، بل كانت لديه أجندته الخاصة منذ البداية.”
وفي ظل هذا النزاع القانوني والإعلامي المتصاعد، يترقب العالم نتائج هذه المعركة، التي قد تُعيد تشكيل معالم مستقبل الذكاء الاصطناعي، ليس فقط من ناحية التقنية، بل من ناحية القيم المؤسسية، والحوكمة، والمساءلة المجتمعية.