آخر الأخبار
هل تفكر في اقتناء هاتف قابل للطي؟ إليك دليلًا شاملاً قبل اتخاذ القرار

مع التطور السريع في عالم الهواتف الذكية، باتت الهواتف القابلة للطي تلفت الأنظار بشكل كبير، ليس فقط بتصميمها العصري والمميز، ولكن أيضًا لما تقدمه من تجربة استخدام هجينة تجمع بين مزايا الهاتف الذكي والجهاز اللوحي. فهي أجهزة موجهة لمن يبحث عن مساحة أكبر للعرض والإنتاجية، دون التخلي عن ميزة الحمل السهل.
لكن رغم كل تلك الإغراءات، فإن قرار شراء هاتف قابل للطي لا يجب أن يُتخذ بعفوية. هناك مجموعة من العوامل المهمة التي ينبغي التوقف عندها وتحليلها جيدًا، لتتأكد ما إذا كانت هذه الفئة من الهواتف تناسب احتياجاتك بالفعل. إليك أبرز الجوانب التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار قبل الشراء:
أولاً: حدّد هدفك الرئيسي من اقتناء الهاتف القابل للطي
عندما تفكر في شراء هاتف قابل للطي، اسأل نفسك: ما الغرض الأساسي من هذا الهاتف؟ هل تبحث عن جهاز يساعدك على إنجاز المهام بكفاءة أكبر؟ أم أنك ترغب في الاستمتاع بتجربة ترفيهية بصرية على شاشة كبيرة؟ أم أنك ببساطة تبحث عن تصميم مميز وفريد؟
- لتحسين الإنتاجية: الهواتف القابلة للطي أفقيًا (Book-style) تقدم تجربة استخدام تشبه الجهاز اللوحي بفضل شاشتها الداخلية الواسعة، ما يجعل المهام مثل تصفح الجداول على Excel، أو إعداد عروض PowerPoint، أو الرد على البريد الإلكتروني أكثر سهولة وفعالية. كما أنها تدعم خصائص قوية لتعدد المهام، مثل تقسيم الشاشة، والنوافذ المنبثقة، ووضع “صورة داخل صورة”.
- للترفيه والمحتوى: إذا كان تركيزك الأساسي هو مشاهدة الفيديوهات، لعب الألعاب، أو قراءة الكتب الإلكترونية، فالشاشة الكبيرة ستعزز هذه التجربة. ولكن، كن مستعدًا لدفع مبلغ مرتفع، لأن هذه الهواتف ليست رخيصة.
- للمظهر والموضة: إن كنت تهتم بالتصميم الجذاب أكثر من الوظائف الإضافية، فقد تكون الهواتف القابلة للطي رأسيًا (Flip-style) الخيار المناسب لك. فهي أخف وزنًا، وأسهل في الحمل، كما أن الكاميرا الرئيسية تُستخدم بسهولة لتصوير محتوى بجودة عالية. هذه ميزة مهمة لمصوري المحتوى والمؤثرين.
ثانيًا: هل أنت مستعد لتحمّل تكاليف الإصلاح؟
رغم تطور متانة الهواتف القابلة للطي مع كل جيل جديد، إلا أنها ما تزال أقل صلابة مقارنة بالهواتف التقليدية. فهناك عوامل يجب أن تضعها في الحسبان:
- الشاشة القابلة للطي قد تُظهر تجاعيد واضحة بعد فترة من الاستخدام.
- المفصل ما يزال عرضة للتلف بسبب دخول الغبار أو الرطوبة، حتى مع وجود مقاومة للماء في بعض الطرازات.
- الصيانة والإصلاح ليست بالأمر السهل، وغالبًا ما تكون مرتفعة التكاليف، لأن قطع الغيار مصممة خصيصًا لطرازات معينة. كما أن استبدال الشاشة الداخلية قد يصل إلى نصف تكلفة الهاتف الجديد.
- قلة المراكز المتخصصة في صيانة هذا النوع من الهواتف قد تعني تأخر عملية الإصلاح، أو ضرورة إرسال الهاتف إلى مركز الصيانة الرسمي والانتظار لأيام أو حتى أسابيع.
لذلك، من الأفضل تخصيص ميزانية إضافية تحسّبًا لأي أعطال مستقبلية.
ثالثًا: توافق التطبيقات مع أبعاد الشاشة غير التقليدية
الهواتف القابلة للطي تتميز بشاشات داخلية مربعة أو شبه مربعة، وهي تختلف عن الشاشات المستطيلة التقليدية. هذا التغيير في الأبعاد قد يؤثر على تجربة استخدام التطبيقات والفيديوهات:
- مقاطع الفيديو قد لا تملأ الشاشة بالكامل، وتظهر أشرطة سوداء عريضة في الأعلى والأسفل.
- بعض التطبيقات لا تتوافق مع هذا الحجم أو الأبعاد، مما يؤدي إلى ظهورها بشكل غير مناسب أو فقدان بعض وظائفها.
مع أن شركات مثل Google تعمل على دفع المطورين لدعم هذه الهواتف، من المهم أن تتأكد من أن التطبيقات التي تعتمد عليها بشكل يومي تعمل بسلاسة على هذه الأجهزة.
رابعًا: حجم الجهاز وسهولة حمله
الهواتف القابلة للطي رأسيًا تتميز بكونها صغيرة الحجم وخفيفة الوزن، مما يجعلها سهلة الحمل ومناسبة للجيب. لكن الوضع مختلف مع الهواتف القابلة للطي أفقيًا، فهي غالبًا ما تكون:
- أكبر حجمًا.
- أثقل وزنًا.
- مزعجة عند وضعها في الجيب، خاصة بعد إضافة غلاف الحماية.
وعلى الرغم من أن بعض الشركات، مثل سامسونج، تعمل على تقليل وزن أجهزتها الجديدة، فإنها ما تزال ثقيلة مقارنة بهواتف مثل iPhone 16 Pro Max، الذي يعاني العديد من المستخدمين أصلاً من حجمه الكبير.
خامسًا: البطارية وعمر الاستخدام
رغم الحجم الكبير للهواتف القابلة للطي أفقيًا، فإنها لا تحتوي على بطاريات ضخمة كما يُتوقع. والسبب هو أن المفصل يحتل جزءًا كبيرًا من المساحة الداخلية، مما يقلل من مساحة البطارية.
- سعة البطارية في أجهزة مثل Galaxy Fold لم تتغير منذ 2021، وما تزال تبلغ حوالي 4400mAh، وهي أقل من المتوسط المتاح في الهواتف الرائدة حاليًا (5000mAh).
- الشاشة الكبيرة تستهلك قدرًا أكبر من الطاقة، مما يؤدي إلى نفاد البطارية بسرعة.
- الابتكار القادم: بدأت شركات مثل Vivo بتقديم تقنيات بطاريات جديدة مثل بطاريات السيليكون كربون التي تصل سعتها إلى 5700mAh، وهناك هواتف صينية وصلت إلى 8000mAh.
إذا كانت البطارية من أولوياتك، فقد يكون من الحكمة الانتظار حتى تتبنى شركات كبرى مثل سامسونج وآبل هذه التقنيات الحديثة.
خلاصة القول
الهواتف القابلة للطي تقدم تجربة استثنائية، لكنها ليست الخيار الأمثل للجميع. فهي مناسبة للأشخاص الذين يبحثون عن إنتاجية أكبر، أو تجربة ترفيهية مميزة، أو تصميم فريد يبرز شخصيتهم. لكنها في المقابل، تتطلب ميزانية مرتفعة، وتحمل مخاطر أكبر فيما يخص المتانة وتكاليف الإصلاح.
قبل اتخاذ قرار الشراء، تأكد من تحليل احتياجاتك اليومية، ومدى توافق الجهاز مع طريقة استخدامك، وخطط الصيانة المستقبلية. الهواتف القابلة للطي ليست مجرد صيحة تقنية، بل أسلوب استخدام جديد كليًا، يستحق الدراسة والتأني.