تيك توك تُعلن نهاية “Notes” وتُوجه أنظارها نحو “Lemon8”: هل فشل المنافس أم خطة بديلة؟

في عالم تطبيقات التواصل الاجتماعي المتسارع، حيث تظهر المنصات وتختفي بسرعة البرق، كانت هناك محاولة جديدة لعملاق الفيديوهات القصيرة، تيك توك، لدخول ساحة مشاركة الصور. أطلقوا عليها اسم “Notes”، وكأنها همسة خفيفة في عالم الصور الصاخب.

تخيل تيك توك، هذا النجم اللامع في سماء مقاطع الفيديو القصيرة، يقرر أن يخطو خطوة جديدة، أن يغازل عالم الصور الثابتة. أطلقوا “Notes” في بعض الزوايا الهادئة من هذا العالم الرقمي، كندا وأستراليا وفيتنام كانت بمثابة المختبر السري لهذه التجربة.

لكن، وكما في كثير من الحكايات، لم تسِر الأمور كما خُطط لها تمامًا. بعد فترة وجيزة من الاختبار، صدر الإعلان المفاجئ، كريح باردة تهب على آمال صغيرة: “TikTok Notes” سيغلق أبوابه قريبًا، بحلول الثامن من مايو.

لم يكن هذا الإعلان مصحوبًا بالكثير من الدهشة، بل كان أشبه بتوقع ضمني يلوح في الأفق. فالمنافسة في عالم تطبيقات الصور شرسة، وإنستاجرام، هذا العملاق الراسخ، يبدو كقلعة حصينة يصعب اقتحامها.

بدلًا من الاعتراف بالهزيمة، كان لدى تيك توك خطة أخرى، ورقة رابحة مخبأة في جعبتها: تطبيق آخر يحمل اسم “Lemon8″، وهو أيضًا من إنتاج الشركة الأم، بايت دانس. وكأن تيك توك تقول لمستخدميها: “ربما لم تنجح هذه المحاولة، لكن لدينا بديل جاهز ينتظركم.”

“Lemon8” يشبه إلى حد كبير “Notes” في جوهره، كلاهما يركز على مشاركة الصور. وكأن تيك توك تحاول أن تنقل روح “Notes” إلى جسد جديد، أن تستفيد من الدروس المستفادة وتحاول مرة أخرى.

المتحدث الرسمي باسم تيك توك تحدث عن حماسهم لنقل “الملاحظات والتعليقات القيمة” التي جمعوها من “TikTok Notes” إلى “Lemon8″، وكأنهم يجمعون قطعًا متناثرة من تجربة سابقة لبناء شيء أفضل.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تم إيقاف “Notes”؟ لم تقدم تيك توك إجابة واضحة، لكن الهمسات في أروقة التكنولوجيا تشير إلى ضعف الإقبال، إلى أن المستخدمين ربما لم يجدوا فيه ما يميزه عن الخيارات الأخرى المتاحة.

ويبدو أن تيك توك قررت أن تركز طاقتها ومواردها على “Lemon8″، الذي حقق بالفعل بعض النجاح، حيث وصل عدد مستخدميه النشطين شهريًا إلى 12.5 مليون حتى نهاية عام 2024. وكأنهم يراهنون على حصان أثبت بالفعل قدرته على الركض.

في رسالة وداع مؤثرة لمستخدمي “Notes”، اعترفت تيك توك بأن قرار الإغلاق لم يكن سهلًا، وكأنها تعتذر عن هذه التجربة القصيرة. ودعتهم إلى تحميل بياناتهم، وكأنها تقدم لهم ذكرى صغيرة من هذا الفصل الذي لم يكتمل.

لكن الدعوة الأهم كانت للانتقال إلى “Lemon8″، الذي وصفته تيك توك بأنه يقدم تجربة مماثلة ولكن مع “مزايا إضافية”، وكأنها تعد بمغامرة جديدة أكثر إثارة.

“Lemon8” ليس وافدًا جديدًا تمامًا، فقد بدأ رحلته في اليابان عام 2020، قبل أن يبدأ في التوسع نحو أسواق أخرى، كالولايات المتحدة وجنوب شرق آسيا. يشبه في تصميمه ومنطقه منصات مثل إنستاجرام وبينترست، حيث يمكنك نشر الصور واستكشاف محتوى الآخرين، وكأنه عالم جديد ينتظر من يكتشفه.

ويزخر “Lemon8” بأدوات التحرير الإبداعية، كأنه ورشة فنية تمنحك الفرصة لتحويل صورك إلى أعمال فنية صغيرة، بالفلاتر والتأثيرات والملصقات والقوالب الجاهزة.

لكن “Lemon8” قد يحمل في طياته هدفًا أبعد من مجرد منافسة إنستاجرام. في ظل التهديدات التي تواجه تيك توك في الولايات المتحدة، يبدو أن بايت دانس تجهز “Lemon8” كحصان طروادة، كمنصة بديلة يمكن أن تستقبل المستخدمين في حال تم حظر تيك توك.

وقد اتخذوا بالفعل خطوات عملية في هذا الاتجاه، بإضافة إمكانية تسجيل الدخول إلى “Lemon8” باستخدام حسابات تيك توك، وميزة مشاركة المحتوى بين التطبيقين، وكأنهم يبنون جسرًا يربط بين العالمين.

تبدو نهاية “TikTok Notes” ليست بالضرورة قصة فشل، بل ربما فصل قصير في حكاية أطول. تيك توك لم تستسلم لحرب الصور، بل وجهت أنظارها نحو ساحة أخرى، نحو “Lemon8″، الذي يحمل معه آمالًا وطموحات أكبر، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية التي تلوح في الأفق. يبقى أن نرى ما إذا كان “Lemon8” سيتمكن من كتابة فصل جديد ناجح في هذه القصة المستمرة.