آخر الأخبار
تيك توك في مواجهة مصير مجهول في الولايات المتحدة: هل ستُباع المنصة؟

في عالم الإنترنت السريع، حيث تهيمن تطبيقات الهواتف الذكية على حياتنا اليومية، برزت تيك توك كأحد أكثر التطبيقات شعبية، خاصة بين المراهقين والشباب. فجأة، أصبحت المنصة التي تعرض مقاطع فيديو قصيرة ومسلية موضوعًا لحديث الساعة، ولكن ليس بسبب مقاطع الفيديو نفسها، بل بسبب تهديدات قانونية قد تعني نهاية هذا التطبيق في الولايات المتحدة.
البداية: القلق الأمريكي من السيطرة الصينية
القصة بدأت في وقت لم يكن فيه أحد يتوقع هذا التصعيد. في عام 2020، بدأ المسؤولون الأمريكيون يشككون في تيك توك بعد أن أصبح التطبيق الأكثر تنزيلًا في الولايات المتحدة. كان القلق الرئيسي يدور حول حكومة الصين واحتمال تأثيرها على التطبيق. تحدث الجميع عن البيانات الشخصية للمستخدمين الأمريكيين التي قد تقع في أيدي الحكومة الصينية. الحكومة الأمريكية اعتبرت أن تيك توك هو أداة محتملة لسرقة البيانات، رغم أن بايت دانس، الشركة الأم، كانت تنفي هذه الاتهامات بشكل مستمر.
ثم جاء القانون الأمريكي الذي جعل الأمور أكثر تعقيدًا. قانون جديد صدر في الولايات المتحدة في عام 2021، يُجبر بايت دانس على بيع تيك توك في السوق الأمريكي، أو مواجهة الحظر. في 19 يناير من ذلك العام، انقطع التطبيق عن العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة بسبب حظر مؤقت. كانت تلك اللحظات من التوقف كفيلة بإثارة المزيد من القلق. ثم، جاء دونالد ترامب بأمر تنفيذي يمنح المنصة 75 يومًا للتوصل إلى صفقة تبقيها في السوق الأمريكي. كانت بداية حرب قانونية على وشك أن تبدأ.
التحولات: من الرفض إلى التفاوض
رفضت بايت دانس في البداية فكرة بيع عملياتها الأمريكية، وقررت اللجوء إلى المحاكم الأمريكية للطعن في القانون، معتبرةً أنه يُخالف الدستور الأمريكي. لكن مع مرور الوقت، وتحديدًا بعد انتخابات 2020، بدأت الأمور تأخذ منحنى جديدًا. تغيّرت الإدارة الأمريكية، وزادت الضغوطات على بايت دانس من أجل التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.
بالتوازي مع ذلك، خرجت بعض التصريحات من المسؤولين الصينيين تفيد باستعدادهم لدراسة خيار بيع تيك توك، بينما أبدى مستثمرون في بايت دانس اهتمامًا بتسريع المفاوضات. في تلك اللحظة، كانت الأبواب مفتوحة لمجموعة من العروض التي قد تنقذ تيك توك من مصير الحظر.
من هم المشترون المحتملون؟
ومع تصاعد الأحاديث عن بيع المنصة، ظهرت مجموعة من الشركات والمستثمرين الذين أصبحوا في دائرة الضوء كمشترين محتملين.
أوراكل: القوة التقنية في الخلفية
كانت أوراكل من أولى الشركات التي دخلت دائرة الاهتمام. في البداية، كانت تعمل مع تيك توك لاستضافة بيانات المستخدمين الأمريكيين على خوادمها السحابية، لكن مع تصاعد المفاوضات، أصبحت هناك مناقشات حول توليها إدارة التطبيق بشكل كامل في الولايات المتحدة. وفقًا للتقارير، فإن الخطة كانت تشمل احتفاظ بايت دانس بحصة أقلية بينما تدير أوراكل الخوارزميات والبيانات. رغم هذه المحادثات الجادة، لم تكتمل الصفقة بين أوراكل و وول مارت التي كانت تهدف للاستحواذ على 20% من تيك توك في 2020.
مايكروسوفت: محاولة فاشلة ثم فرصة جديدة
في الوقت نفسه، كانت مايكروسوفت تعيد النظر في محاولتها السابقة لشراء تيك توك التي باءت بالفشل في 2020. حينها، وصف ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، المفاوضات بأنها كانت “أغرب تجربة عمل” له. ولكن في 2021، وبينما كانت المفاوضات تشتعل حول مستقبل تيك توك، دخلت مايكروسوفت من جديد لتكون جزءًا من الحل، وأظهرت اهتمامها في الاستحواذ على المنصة.
Perplexity AI: تحالف مبتكر مع الحكومة الأمريكية
وفي وقت متأخر، ظهر عرض مثير من شركة Perplexity AI التي اقترحت دمج عمليات تيك توك مع شركتها في كيان جديد. الغريب في هذا العرض هو أن الخطة تتضمن أن تمتلك الحكومة الأمريكية حصة تصل إلى 50% من الكيان بعد طرحه للاكتتاب العام. قيمة هذا الكيان الجديد كان يُتوقع أن تصل إلى 300 مليار دولار، ما يجعل العرض جذابًا جدًا في حال تمت الموافقة عليه.
MrBeast: العرض الأكثر غرابة
لكن أبرز ما أثار الجدل كان تصريحات اليوتيوبر الشهير MrBeast (جيمي دونالدسون) حول شراء تيك توك. أعلن MrBeast أنه سيكون جزءًا من مجموعة استثمارية كبيرة تهدف للاستحواذ على المنصة، موضحًا أن العديد من المستثمرين الأثرياء تواصلوا معه لدعمه في هذه الصفقة. بقيادة جيسي تينسلي، الرئيس التنفيذي لشركة روبليوكس، تم جمع أكثر من 20 مليار دولار لهذا العرض، ما جعل الجميع يتساءل: هل التطبيق سيذهب في النهاية إلى مجموعة غير تقليدية مثل هذه؟
مشروع Liberty: من يتراجع بسبب القوانين؟
لم يكن العرض من MrBeast الوحيد في هذا السياق، إذ كان هناك مشروع Liberty الذي قدمه فرانك مكورت و كيفن أوليري، والذي كان يتضمن خططًا للاستحواذ على تيك توك. ومع ذلك، أبدى أوليري تحفظات كبيرة بشأن فكرة أن تمتلك الحكومة الأمريكية حصة كبيرة في المنصة، مشيرًا إلى أن ذلك قد يتعارض مع القوانين الأمريكية المتعلقة بالملكية الخاصة.
ماذا بعد؟
اليوم، تيك توك لا يزال في حالة ترقب. في متاجر آبل و جوجل، التطبيق غير متاح، ويهدد الحظر بالوقوع في أي لحظة في حال عدم التوصل إلى اتفاق يُرضي الجميع. لكن رغم هذه الضغوط، هناك بوادر أمل في الأفق. ففي ضوء تغير المواقف، أصبحت الحكومة الأمريكية و بايت دانس أكثر استعدادًا للمفاوضات، ما قد يفضي إلى صفقة في المستقبل القريب.