آخر الأخبار
نحو بيئة خالية من النفايات الإلكترونية: رحلة نحو إعادة التدوير المستدام

في قلب المؤتمر التقني الدولي “ليب 2025″، الذي جمع أبرز العقول والمبدعين من جميع أنحاء العالم، تم توقيع مذكرة تفاهم كانت بمثابة نقطة انطلاق لمسار جديد نحو بيئة أكثر استدامة. هذا اللقاء لم يكن مجرد حدث تقني، بل كان بمثابة خطوة تاريخية نحو تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية في تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري. المذكرة التي وُقعت بين هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية والمركز الوطني لإدارة النفايات “موان”، حددت هدفًا طموحًا: تحقيق إعادة تدوير للنفايات الإلكترونية والبطاريات المستهلكة بنسبة 90% بحلول عام 2040.
الأبطال خلف المذكرة
كان الجميع في قاعة المؤتمر يراقب بعناية بينما قام نائب محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، السيد نايف ششه، بالتوقيع على المذكرة نيابة عن الهيئة، بينما كان الدكتور محمد العاصم، نائب الرئيس للتخطيط والتطوير في “موان”، يقف إلى جانبه. مع توقيع المذكرة، كانت اللحظة أكثر من مجرد توقيع؛ كانت بداية لشراكة استراتيجية مليئة بالفرص والطموحات.
رؤية واحدة لمستقبل مستدام
تدرك الهيئة و”موان” أن الطريق إلى تحقيق هذا الهدف لن يكون سهلاً، لكنه يستحق كل الجهد. تنطوي المذكرة على التزام طويل الأمد بإقامة شراكات مع مختلف الأطراف المحلية والدولية، سواء كانت شركات أو منظمات دولية، للعمل معًا لإعادة تدوير الإلكترونيات والحد من النفايات. لكن الأهم من ذلك هو أن هذه الشراكة تهدف إلى تبادل الخبرات والمعرفة، وخلق حلول مبتكرة للمستقبل.
مبادرات ملهمة لتغيير الواقع
لكن هذه المذكرة لم تكن مجرد بداية، بل هي امتداد لجهود كبيرة سبقتها. في السنوات الماضية، أطلقت الهيئة مبادرة “توحيد منافذ الشواحن”، التي كان لها تأثير كبير على الحد من الهدر الناتج عن الشواحن الإلكترونية. حيث تم توفير أكثر من 15 ألف طن سنويًا من النفايات بسبب هذه المبادرة البسيطة، لكن العواقب كانت عظيمة. وكذلك، في إطار التعاون مع “موان”، أطلقت الهيئة مبادرة “دور جهازك”، التي تركز على جمع الأجهزة الإلكترونية القديمة وإعادة تأهيلها. هذه المبادرة ساعدت في جمع أكثر من 100 ألف جهاز قديم، وتم إعادة استخدامها لدعم أكثر من 120 مدرسة وجمعية خيرية، إلى جانب تقليل النفايات الإلكترونية بمقدار 240 طنًا.
الأفق الجديد: تحوّل حقيقي نحو بيئة مستدامة
اليوم، ومع توقيع هذه المذكرة، يتطلع الجميع إلى المستقبل. بات من الواضح أن هذا التعاون بين الهيئة و”موان” ليس مجرد خطوة عابرة، بل هو بداية لمرحلة جديدة تحمل في طياتها فرصًا لتوسيع المبادرات البيئية، وزيادة الوعي المجتمعي حول أهمية إعادة التدوير. في السنوات القادمة، من المتوقع أن تنمو هذه الشراكات وتتوسع لتشمل المزيد من المبادرات المبتكرة التي ستكون أساسية في تحقيق هدف المملكة لتحقيق 90% من إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بحلول 2040.
رحلة نحو عالم خالٍ من النفايات الإلكترونية
وهكذا، تبدأ قصة جديدة في عالم التقنية والاستدامة. رحلة مليئة بالتحديات والفرص، حيث تتضافر الجهود بين الأفراد والمؤسسات لتحقيق مستقبل أكثر استدامة. وبينما تواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها نحو بيئة خالية من النفايات الإلكترونية، ستظل هذه المبادرات تمثل حجر الزاوية لكل خطوة في طريق التغيير.