ترامب يرفع الحظر عن تيك توك مؤقتًا ولكن بشروط … ما القصة ؟ 

في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن قرارٍ يرفع الحظر عن تطبيق تيك توك مؤقتًا في الولايات المتحدة، وهو قرار ينتظر أن يشهد مزيدًا من التطورات في الأيام المقبلة. وكان ترامب قد عبّر عن عزمه إصدار أمر تنفيذي يوم الاثنين المقبل، يمنح المنصة الشهيرة تمديدًا للمهلة المحددة قبل تطبيق الحظر، الذي كان قد طُرح سابقًا في ظل مخاوف بشأن الأمن القومي الأمريكي. ولكن ترامب لم يكتفِ بذلك، بل أضاف أن الحل الأنسب قد يكمن في بيع جزئي للتطبيق، وذلك لضمان عدم تأثيره على أمن الولايات المتحدة.

ووفقًا لما ذكره ترامب عبر منصته الخاصة “تروث سوشيال”، فقد أكد أنه سيطالب شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل وجوجل بإعادة تطبيق تيك توك للعمل في الولايات المتحدة، وتحدث عن فكرة إنشاء مشروع مشترك يشارك فيه الجانب الأمريكي بنسبة 50% من أسهم التطبيق. وقال ترامب في تصريحاته: “أناشد الشركات بعدم ترك تيك توك في الظلام! سأصدر أمرًا تنفيذيًا لتمديد المهلة قبل تنفيذ الحظر، مما يمنحنا الفرصة لإتمام صفقة تحمي أمننا القومي. وسيشمل الأمر التنفيذي أيضًا تأكيدًا بإخلاء مسؤولية أي شركة ساعدت في إبقاء التطبيق قيد التشغيل حتى إصدار قراري”.

تأتي هذه التصريحات قبيل حفل تنصيب ترامب، الذي من المقرر أن يتم يوم الاثنين، في خطوة يبدو أنها جزء من سعيه لإيجاد حلول عملية قبل أن يتسلم منصبه رسميًا. وأشار ترامب إلى أن “الأمريكيين يستحقون متابعة الحدث”، وهو ما دفعه للتفكير في كيفية تجنب حظر التطبيق الذي يعتمد عليه ملايين المستخدمين في الولايات المتحدة. وكشف ترامب عن أن مشروع البيع الجزئي، الذي اقترحه، يمكن أن يكون “مقترحًا أوليًا” يسهم في “إنقاذ تيك توك” ووضعه في “أيدٍ أمينة”. وأضاف أنه إذا تم تنفيذ الصفقة بنجاح، فإن قيمة التطبيق يمكن أن ترتفع إلى مئات المليارات من الدولارات، وربما تتجاوز ذلك إلى تريليونات.

لكن هذا المقترح لم يلق ترحيبًا جماهيريًا من جميع الأوساط، خاصة في صفوف المشرعين الجمهوريين، الذين أبدوا شكوكًا حول إمكانية رفع الحظر دون إتمام صفقة بيع فعلية. وأشار رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، إلى أن عملية رفع الحظر تتطلب “تنفيذ عملية بيع حقيقية”. وأوضح جونسون في تصريح لشبكة NBC أن تمديد المهلة سيكون ممكنًا فقط إذا كانت هناك اتفاقية بيع قيد التنفيذ بالفعل، محذرًا من أنه لا يمكن التوصل إلى حل نهائي إلا عبر بيع التطبيق بشكل جدي.

وفي الوقت نفسه، يستمر قانون حظر تيك توك في الولايات المتحدة في تطبيقه، مما يضع مستقبل التطبيق في موقف غير مؤكد حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي. وعلى الرغم من الضغوط السياسية، يبدو أن ترامب يظل مصممًا على إيجاد حل يضمن الحفاظ على أمن البلاد ويمنح التيك توك فرصة جديدة للبقاء، مع استعراض قوة الشركات الكبرى في دعم هذه الصفقة المحتملة.

يبقى الآن أن ننتظر ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات قد تحدد مصير واحد من أشهر التطبيقات في العالم، وسط تساؤلات حول مدى قدرة الحلول الجزئية على تأمين استقرار تيك توك في الولايات المتحدة في ظل تزايد الضغوط السياسية.