آخر الأخبار
ترامب: تمديد ثالث لمهلة TikTok في الولايات المتحدة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء أنه يفكر جديًا في تمديد الموعد النهائي الممنوح لشركة ByteDance الصينية لبيع أصول تطبيق الفيديوهات القصيرة “تيك توك” في الولايات المتحدة، مما يعكس تحوّلًا لافتًا في موقفه تجاه التطبيق الذي طالما اعتبره تهديدًا للأمن القومي.
يأتي هذا التصريح أثناء حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، حيث أشار إلى أن التطبيق “ساعده كثيرًا” في جذب الناخبين الشباب خلال انتخابات 2024، وبالتالي فإن من المنطقي إتاحة فرصة جديدة للتوصل إلى اتفاق بدلاً من تطبيق الحظر الكامل.
التمديد الثالث خلال أقل من عام
كان ترامب قد وقّع في 4 أبريل الماضي أمرًا تنفيذيًا يمنح ByteDance تمديدًا مدته 75 يومًا، بعدما كان من المقرر إنهاء نشاط التطبيق داخل الأراضي الأميركية بناءً على قانون جديد أُقرّ في 2024 بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ويُعد هذا التمديد الثالث من نوعه منذ توليه الرئاسة في يناير 2025، في خطوة تعكس مرونة سياسية جديدة حيال قضية لطالما اتخذ منها ترامب ساحة لمواجهة النفوذ الصيني.
الأمن القومي في مقابل الشعبية السياسية
البيت الأبيض، من جهته، يواصل دعم صفقة استحواذ على نسخة أميركية من “تيك توك” تُدار من قبل مستثمرين أميركيين، لكن العقبات لا تزال قائمة، أبرزها:
- التوترات التجارية المتصاعدة بين واشنطن وبكين بعد فرض ترامب رسومًا جمركية جديدة على الواردات الصينية في أبريل.
- استمرار المخاوف من إمكانية استخدام بكين للمنصة في جمع بيانات الأميركيين أو التأثير على الخطاب العام، وهو ما تنفيه شركة ByteDance بشدة، مؤكدة أنها لم ولن تمتثل لأي طلب من هذا النوع.
في المقابل، أصبح ترامب يُدرك أن تيك توك لم يعد مجرد “منصة أجنبية مشبوهة”، بل أداة سياسية فعالة للوصول إلى جيل جديد من الناخبين، خاصة بعد أن أظهرت البيانات الانتخابية الأخيرة أن قطاعًا واسعًا من الشباب الأميركي تفاعل مع حملاته عبر المنصة.
ترامب: “تيك توك كان جيدًا جدًا معي”
في تصريح لافت، قال ترامب:
“أود إنقاذ تيك توك… تيك توك كان جيدًا جدًا معي. ربما سيتعين علينا الحصول على موافقة الصين. الصين ليست سهلة أبدًا.”
هذه العبارة، رغم بساطتها، تحمل دلالات سياسية متعددة:
- استغلال النجاح الرقمي للتطبيق لتعزيز التواصل مع جمهور عمره أقل من 30 عامًا.
- إعادة النظر في الأولويات بين حماية الأمن الرقمي وموازنة المكاسب السياسية.
- تخفيف التوتر السياسي والتجاري مع بكين دون التراجع عن الخطاب القومي الحاد.
السيناريوهات المقبلة
مع اقتراب موعد انتهاء التمديد الحالي في منتصف يونيو 2025، تتجه الأنظار إلى البيت الأبيض لرصد الخطوات التالية:
- هل يتم تمديد المهلة مرة رابعة في حال فشل التوصل إلى صفقة؟
- هل نشهد ولادة نسخة أميركية بالكامل من تيك توك بإشراف مستثمرين محليين؟
- هل يفرض ترامب قيودًا جديدة بدلًا من الحظر، مثل تقنيات العزل الرقمي أو التحكم بالبيانات؟
في كل الأحوال، يبدو أن “تيك توك” تحوّل من أزمة أمن قومي إلى ورقة سياسية ذات أبعاد انتخابية، وأن ترامب يعيد توجيه بوصلته الرقمية في إطار سعيه للبقاء مؤثرًا في عالم يتشكل جزء كبير منه على منصات الفيديو القصير.