آخر الأخبار
نمو غير مسبوق لعدد مستخدمي ChatGPT: أكثر من 400 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا في فبراير 2025

في عالم سريع التغير، أصبح روبوت الذكاء الاصطناعي “ChatGPT” واحدًا من أكثر الابتكارات تأثيرًا في حياتنا اليومية. مع بداية عام 2025، ومع وصوله إلى أكثر من 400 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا، كان من الواضح أن شيئًا مميزًا يحدث في عالم الذكاء الاصطناعي. كانت هذه القفزة بمثابة مؤشر على النمو الهائل والانتشار الواسع لهذه التكنولوجيا التي غيرت العديد من مفاهيم التواصل والتفاعل البشري مع الأجهزة.
بداية الرحلة: اكتشاف الذكاء الاصطناعي عبر التوصيات الشفهية
لكن كيف وصل “ChatGPT” إلى هذا الرقم الضخم؟ الإجابة تكمن في القوة غير المتوقعة للتوصيات الشخصية. بدأت القصة عندما بدأ أصدقاء وأفراد العائلة في مشاركة تجاربهم مع “ChatGPT”. رووا كيف ساعدهم في تنظيم أعمالهم اليومية، كتابة الرسائل، بل وحتى حل المشكلات الشخصية. مع مرور الوقت، بدأ الجميع يسعى لتجربة المساعد الذكي لأنهم شعروا أن هناك شيئًا مميزًا في هذا التطبيق يجعل الحياة أسهل وأكثر تنظيمًا. هذه التوصيات الشفهية انتشرت كالنار في الهشيم، ليكتشف المزيد من الناس فوائد استخدامه.
من الأفراد إلى الشركات: الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الأعمال
ومع مرور الوقت، بدأ استخدام “ChatGPT” يتجاوز حدود الأفراد. ففي سبتمبر 2024، بدأت الشركات الكبرى في استخدام هذه التقنية لتحسين عملياتها اليومية. في البداية، كان الموظفون يستخدمونه بشكل شخصي، لكنهم سرعان ما بدأوا في اقتراحه كأداة رسمية للمؤسسات. هذا التبني السريع جعل الذكاء الاصطناعي يصبح جزءًا أساسيًا في بيئات العمل، خاصة في مجالات مثل تحليل البيانات، كتابة التقارير، وحتى دعم العملاء.
وبينما كان العالم يشهد هذا التوسع المثير، كانت الشركات الكبرى مثل Uber و Morgan Stanley و T-Mobile قد بدأت في دمج تقنيات OpenAI في عملياتها الداخلية. لم يكن الهدف فقط تحسين الكفاءة، بل كان هناك رؤية أكبر: اعتماد الذكاء الاصطناعي في عمليات اتخاذ القرارات وتعزيز سير العمل.
الذكاء الاصطناعي: من “رفيق مساعد” إلى “أساس لا غنى عنه”
وعندما تحدث براد لايتكاب، مدير العمليات في OpenAI، عن هذا النمو الهائل، أشار إلى أن ما يحدث الآن يشبه ما حدث مع خدمات الحوسبة السحابية التي أطلقتها أمازون منذ عشرين عامًا. في ذلك الوقت، كانت الحوسبة السحابية تقنية جديدة، لكنها سرعان ما أصبحت عنصرًا أساسيًا لا غنى عنه لكل شركة. واليوم، يشير لايتكاب إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون بنفس الأهمية في المستقبل القريب.
التحولات في السوق: منافسة تلوح في الأفق
ولكن لم يكن كل شيء سلسًا في عالم الذكاء الاصطناعي. في الوقت الذي كان فيه “ChatGPT” يحقق هذه النجاحات، ظهرت شركة DeepSeek الصينية على الساحة. أثار دخولها مخاوف في أسواق التكنولوجيا، حيث بدأ البعض يتساءل عن تأثير هذه الشركة على هيمنة الشركات الأمريكية في هذا القطاع المتنامي. أدى هذا القلق إلى تراجع كبير في أسواق الأسهم، حيث فقدت شركة إنفيديا وحدها نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد، مما أكد أن الذكاء الاصطناعي سيكون ساحة تنافسية شديدة في المستقبل.
استثمارات ضخمة تشعل المستقبل
كل هذا التطور لم يكن ليحدث دون الاستثمارات الكبيرة التي دعمت “OpenAI”. منذ البداية، ضخّت مايكروسوفت مليارات الدولارات في هذه الشركة، مما ساعدها على تحقيق تقدم مذهل. ومن جانب آخر، تقترب مجموعة سوفت بانك اليابانية من إتمام استثمار هائل بقيمة 40 مليار دولار، مما سيرفع تقييم OpenAI إلى 300 مليار دولار. هذه الاستثمارات الضخمة تجعل من السهل تصور كيف ستستمر هذه الشركة في تحسين تقنياتها وتوسيع استخدامها في المستقبل القريب.
نظرة نحو المستقبل: الذكاء الاصطناعي في كل مكان
ومع استمرار هذه الاستثمارات والنمو السريع في استخدام “ChatGPT”، بدأ الكثيرون في التفكير في المستقبل. ماذا سيحدث عندما يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية؟ هل سنشاهد المزيد من الابتكارات في طرق تعاملنا مع التكنولوجيا؟ من المحتمل أن نرى تطورًا كبيرًا في كيفية استخدام هذه التقنيات في الحياة الشخصية والعملية، مما قد يسهم في تغيير العديد من الصناعات وفتح أبواب جديدة للإبداع والنمو.
تعد هذه المرحلة بداية فقط. ومع كل خطوة جديدة، يبدو أن “ChatGPT” والذكاء الاصطناعي سيستمران في التأثير على كل زاوية من زوايا حياتنا، مما يجعل العالم أكثر اتصالًا وذكاءً.