آخر الأخبار
VW تدرس إغلاق مصانعها في ألمانيا لأول مرة في تاريخها
في تحول غير مسبوق، تفكر شركة فولكس فاجن (VW) في إغلاق اثنين من مصانعها في ألمانيا، وهو قرار يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الشركة الممتد على مدى 87 عامًا. يأتي هذا التحرك في إطار جهود الشركة لتخفيض التكاليف ومواكبة التحولات الكبيرة في صناعة السيارات، لا سيما الانتقال إلى عصر السيارات الكهربائية.
أثار إعلان VW عن هذه الخطط ردود فعل قوية من النقابات العمالية التي وصفته بأنه “يوم أسود” للشركة. توظف VW حوالي 650,000 عامل عالميًا، منهم 300,000 في ألمانيا وحدها، مما يزيد من حدة المعارضة تجاه قرار الإغلاق المحتمل. تُعَدّ النقابات العمالية جزءًا أساسيًا من هيكل الشركة، حيث يشغل ممثلو العمال نصف المقاعد في مجلس الإشراف، إضافة إلى دعم ولاية ساكسونيا السفلى التي تمتلك حصة تبلغ 20% في الشركة.
تخطط VW لإغلاق مصنع كبير للسيارات ومصنع آخر لقطع الغيار، وفقًا لاتحاد مجلس العمل في ألمانيا، الذي أعلن عن استعداده “لمقاومة شرسة” لخطط الإدارة. كما تسعى الشركة لإنهاء برنامج أمان الوظائف الذي تم تأسيسه في عام 1994، والذي كان يهدف إلى حماية الوظائف حتى عام 2029. وأكدت VW أن جميع التدابير لا تزال قيد النقاش.
يُعتبر قرار فولكس فاجن جزءًا من استراتيجية أوسع لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، حيث تهدف الشركة إلى توفير 10 مليارات يورو بحلول عام 2026. وتأتي هذه الإجراءات في وقت تواجه فيه الشركة تحديات كبيرة، بما في ذلك تراجع مكانة ألمانيا كمركز رئيسي للأعمال وارتفاع تكاليف الطاقة نتيجة الأوضاع في أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه VW صعوبات في خططها الاستثمارية التي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار في قطاع السيارات الكهربائية. شهدت مبيعات السيارات الكهربائية تراجعًا في النصف الأول من العام، وتم تأجيل إطلاق أحدث سيارات الشركة الكهربائية من فئة السيدان في الولايات المتحدة إلى أجل غير مسمى. كما كشفت الشركة عن خطط لاستثمار يصل إلى 5 مليارات دولار في شركة Rivian، منافسة Tesla، في محاولة للحاق بالتطورات السريعة في هذا القطاع.
تُعدّ هذه التطورات جزءًا من محاولة VW للتكيف مع بيئة الأعمال المتغيرة والضغط المتزايد في سوق السيارات العالمي.