آخر الأخبار
واتساب يفتح آفاقًا جديدة للذكاء الاصطناعي عبر ميزة AI Studio

في إطار مساعيها المستمرة لتطوير تجربة المستخدم وتعزيز إمكانيات التفاعل داخل تطبيقاتها، أطلقت شركة ميتا – المالكة لتطبيق واتساب – ميزة جديدة كليًا تحمل اسم “AI Studio”، وهي ميزة قيد التجريب حاليًا لدى عدد محدود من مستخدمي النسخة التجريبية للتطبيق (WhatsApp Beta).
الابتكار الجديد يتيح للمستخدمين تصميم روبوتات محادثة ذكية مخصصة باستخدام أدوات مبسطة لا تتطلب أي معرفة تقنية مسبقة. هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في كيفية استخدام تطبيقات المحادثة، إذ يتحول واتساب من مجرد وسيلة للتواصل إلى منصة لإنشاء مساعدين افتراضيين متكاملين يمكنهم أداء أدوار متخصصة بناءً على احتياجات المستخدمين.
كيف تعمل ميزة AI Studio؟
تقوم الفكرة على تقديم واجهة تفاعلية داخل واتساب تمكّن المستخدم من إنشاء مساعد ذكي خاص به باتباع خطوات إرشادية بسيطة. تبدأ العملية باختيار “دور الذكاء الاصطناعي”، وهو المجال أو الغرض الأساسي الذي سيخدمه الروبوت. تشمل الأمثلة:
- مساعد دراسي لتقديم الدعم في المذاكرة وتنظيم المهام التعليمية.
- مخطط سفر يساعد المستخدم على إعداد الجداول والتنقل بين الوجهات.
- رفيق تحفيزي يقدم اقتباسات ملهمة أو دعمًا معنويًا خلال اليوم.
بعد اختيار الدور، ينتقل المستخدم إلى خطوة تحديد السمات الشخصية للمساعد الذكي، مثل:
النبرة: رسمية أو مرحة أو ودية.
الطابع: هادئ ومتزن، أو نشيط وملهم، أو احترافي وغني بالمعلومات.
طريقة التفاعل: موجزة أو تفصيلية.
بناءً على هذه المعطيات، يقوم واتساب بإنشاء إعدادات مخصصة للروبوت الذي يتفاعل بعد ذلك بأسلوب يعكس تفضيلات المستخدم. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من توجه أوسع لدمج التخصيص الدقيق في الذكاء الاصطناعي، بحيث لا يكون المساعد عامًا، بل يتطابق مع شخصية وسياق كل مستخدم على حدة.
مقارنات مع تجارب مشابهة
تشبه هذه المبادرة إلى حد بعيد مفاهيم أطلقتها شركات تقنية كبرى مثل:
“Gems” ضمن مساعد جوجل Gemini، والتي تتيح تخصيص مساعدين ذكيين.
“GPTs” من OpenAI، التي تسمح ببناء نماذج محادثة متخصصة.
لكن ما يميز AI Studio في واتساب هو الدمج المباشر والسلس داخل تطبيق يستخدمه أكثر من ملياري شخص حول العالم، مما يجعل الوصول إلى الذكاء الاصطناعي أسهل من أي وقت مضى.
توسّع استراتيجي من ميتا
ليست هذه المرة الأولى التي تدخل فيها ميتا مجال المساعدات الذكية. فقد سبق أن أطلقت عبر الويب نسخة أولية من AI Studio تُستخدم في منصات أخرى مثل إنستاجرام وماسنجر، لتتيح للمستخدمين إنشاء روبوتات تفاعلية تخدم أغراض تجارية أو ترفيهية.
لكن تقديم هذه الخدمة ضمن تطبيق واتساب يحمل دلالات مهمة:
تعزيز الخصوصية: عبر واجهات مغلقة داخل التطبيق.
تسهيل الاستخدام: لا حاجة للربط بتطبيقات خارجية أو أدوات تطوير.
توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي ليشمل أنماط الحياة اليومية.
تعزيز الخصوصية عبر ميزة أسماء المستخدمين
وفي سياق متصل، يعمل فريق واتساب على تطوير ميزة جديدة تُعرف بـ “أسماء المستخدمين – Usernames”. ستتيح هذه الخاصية للمستخدمين إمكانية التواصل مع الآخرين عبر اسم مستخدم فريد، دون الحاجة إلى مشاركة أرقام هواتفهم، مما يشكل تطورًا كبيرًا في مستوى الخصوصية والأمان داخل التطبيق. حاليًا، تخضع هذه الميزة أيضًا للاختبار، ولم يُعلَن بعد عن موعد طرحها الرسمي.
رؤية نحو المستقبل
تشير هذه التحديثات إلى أن واتساب في طريقه ليصبح أكثر من مجرد تطبيق للمراسلة. فمع إدماج الذكاء الاصطناعي، والمزايا الجديدة المتعلقة بالخصوصية، تُعيد ميتا تعريف دور تطبيق الدردشة ليغدو أداة متعددة الوظائف: ذكية، مخصصة، وآمنة.
ومن المتوقع أن نشهد في المستقبل القريب مساعدين افتراضيين داخل واتساب يقدمون:
الدعم الفني.
الترجمة اللحظية.
الردود التلقائية الذكية.
إدارة المواعيد والمهام الشخصية.
خدمات تعليمية أو ترفيهية مخصصة.
وبذلك، تفتح ميزة AI Studio آفاقًا جديدة أمام المستخدمين العاديين ورواد الأعمال على حد سواء، وتضع الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع.