آخر الأخبار
انقطاع جزئي واسع النطاق يصيب منصة “إكس”

شهدت منصة “إكس” (X)، المعروفة سابقًا باسم تويتر، اليوم انقطاعًا جزئيًا واسع النطاق في خدماتها، الأمر الذي أثار موجة من الشكاوى والاستياء بين مستخدميها حول العالم، بعد أن لاحظوا تباطؤًا كبيرًا في التصفح وتعطل عدد من الوظائف الرئيسية التي يعتمد عليها الملايين يوميًا في التواصل، متابعة الأخبار، واستهلاك المحتوى اللحظي.
هذا الانقطاع المفاجئ، الذي بدأ ظهوره في الساعات المتأخرة من صباح اليوم (بتوقيت الساحل الغربي للولايات المتحدة)، سلط الضوء من جديد على هشاشة البنية التقنية للمنصة التي تُعد من أبرز شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، خاصة بعد التحولات الإدارية والتقنية الكبرى التي شهدتها المنصة منذ استحواذ إيلون ماسك عليها في 2022.
ارتفاع حاد في الشكاوى وسجلات الأعطال
بحسب منصة Down Detector المختصة برصد أعطال الخدمات الرقمية في الزمن الحقيقي، بدأ العطل في الظهور بشكل واضح حوالي الساعة 11:00 صباحًا بتوقيت المحيط الهادئ (PST)، حيث سجل الموقع أكثر من 2500 بلاغ من المستخدمين خلال أقل من ساعة، معظمهم أشاروا إلى صعوبات حادة في الوصول إلى بعض ميزات المنصة الحيوية، على رأسها:
- تبويب “المواضيع الرائجة” (Trending Topics) الذي توقف عن العمل بشكل كلي أو يظهر بشكل غير مكتمل.
- تعطل وظيفة البحث أو بطء شديد في إظهار النتائج.
- خلل في تحديث الصفحة الرئيسية (Timeline) حيث لا يتم تحميل التغريدات الجديدة بشكل سلس.
- صعوبة في نشر التغريدات أو الردود، والتي تتأخر في الظهور أو تُفقد بعد الإرسال.
- مشاكل في تحميل الوسائط المتعددة من صور وفيديوهات.
- بطء كبير في فتح الرسائل الخاصة (DMs) أو عدم ظهورها مطلقًا.
وقد أشارت بلاغات المستخدمين إلى أن العطل لا يقتصر على منطقة جغرافية بعينها، بل يبدو ذا طبيعة عالمية، حيث وردت التقارير من مستخدمين في أمريكا الشمالية، أوروبا، الشرق الأوسط، جنوب آسيا، وأجزاء من أمريكا اللاتينية.
مؤشرات على خلل في البنية التحتية الخلفية (Backend)
رغم أن “إكس” لا تتيح حتى الآن صفحة رسمية لعرض حالة الخوادم بشكل شفاف كما تفعل العديد من المنصات الرقمية الكبرى، إلا أن صفحة مطوري X أظهرت وجود تراجع في أداء واجهة برمجة التطبيقات API v2، وهي الواجهة المسؤولة عن تقديم العديد من الخدمات الحيوية داخل وخارج المنصة، بما في ذلك التفاعل مع تطبيقات الطرف الثالث، تحميل التغريدات، عرض المحتوى اللحظي، واستخراج البيانات.
هذا التراجع في أداء الـ API يعزز من احتمال وجود خلل فني أو خلل في البنية التحتية السحابية أو في عملية مزامنة البيانات عبر مراكز البيانات المختلفة التي تعتمد عليها المنصة عالميًا.
غياب التصريحات الرسمية يثير تساؤلات
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر شركة “إكس” أو أي من مسؤوليها بيانًا رسميًا على حساباتها الرسمية أو المدونة التقنية الخاصة بها لتوضيح طبيعة المشكلة أو الإشارة إلى وجود فريق تقني يعمل على الإصلاح، ما أثار استغراب وقلق المستخدمين والمراقبين على حد سواء، خصوصًا مع اعتماد المنصة على آلية مركزية في اتخاذ القرارات منذ التغييرات الأخيرة في هيكل إدارتها.
وفي ظل هذا الصمت، انتقل بعض المستخدمين الغاضبين إلى منصات بديلة مثل “ثريدز” و”بلوزكاي” و”ريديت” للتعبير عن استيائهم وتوثيق المشاكل التي واجهوها، ما يُظهر فقدانًا تدريجيًا للثقة في استقرار “إكس” كمصدر رئيسي للتواصل والاطلاع على الأخبار.
هل المشكلة في طريقها للحل؟
ورغم أن عدد البلاغات بدأ يتراجع تدريجيًا بعد ساعة من الذروة، حيث وصل إلى حوالي 1800 بلاغ فقط، فإن العديد من الميزات الحيوية لا تزال غير مستقرة وتواجه مشكلات في الأداء، ما يشير إلى أن الحلول التي بدأت تُطبّق إما مؤقتة أو لم تشمل جميع المستخدمين بعد.
الخبراء يشيرون إلى أن هذه النوعية من الأعطال قد تستغرق ما بين ساعات إلى يوم كامل لحلها بالكامل، خصوصًا إذا كانت مرتبطة بأنظمة مزامنة البيانات أو الخوادم الدولية.
عودة إلى حادثة سابقة مشابهة
وللتذكير، ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها المنصة لمثل هذه الأعطال. ففي مارس/آذار الماضي، تعرضت “إكس” لعطل مشابه أدى إلى توقف الخدمات الحيوية لعدة ساعات، وأثار حينها جدلًا حول مدى جاهزية البنية التحتية للمنصة في ظل التغييرات السريعة التي طالت فريق الهندسة والدعم التقني.
في ظل تكرار هذه الانقطاعات وعدم تقديم توضيحات رسمية شفافة، بدأت تتصاعد الدعوات بين المستخدمين والمطورين لمطالبة إدارة “إكس” بإعادة النظر في جاهزية المنصة من الناحية التقنية، وتوفير صفحة مخصصة لحالة الخوادم تتيح للمستخدمين تتبع الأعطال وفهم أسبابها دون الاعتماد فقط على منصات خارجية مثل Down Detector.
من جهة أخرى، فإن هذه الأعطال قد تُضعف مكانة “إكس” في سوق المنصات الاجتماعية، خاصة في الوقت الذي تتزايد فيه المنافسة من منصات جديدة تَعِدُ بتجربة أكثر استقرارًا وشفافية.