آخر الأخبار
إكس تحظر روابط “سيجنال” لتقييد التواصل الآمن: هل هو استهداف لحرية التعبير؟

في خطوة مثيرة للجدل، بدأت منصة إكس، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، في حظر الروابط المؤدية إلى تطبيق المراسلة الفورية “سيجنال Signal”، وبشكل أكثر تحديدًا، حظرت الروابط الخاصة بخدمة تقصير الروابط Signal.me التي يعتمد عليها المستخدمون لمشاركة روابط تتيح لهم التواصل بسهولة عبر التطبيق.
تم اكتشاف الحظر مؤخرًا عبر مختلف جوانب منصة إكس، إذ لا يمكن مشاركة هذه الروابط في الرسائل المباشرة، أو المنشورات العامة، أو حتى في صفحات الملفات الشخصية. وقد أثار هذا التغيير حالة من الجدل بين المستخدمين، خاصة في ظل الظروف السياسية والاجتماعية المحيطة.
السياق السياسي وراء الحظر
يأتي هذا التغيير في وقت حساس بالنسبة للحكومة الأمريكية، حيث تواجه وزارة الكفاءة الحكومية (التي يطلق عليها اسم DOGE بقيادة إيلون ماسك) تحديات كبيرة في العمل الحكومي، بما في ذلك تقليص الميزانية الحكومية بشكل كبير. وقد أدت هذه السياسة إلى فصل ما يقارب 10 آلاف موظف حكومي، بالإضافة إلى إغلاق وكالات كبيرة مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). في هذا السياق، لجأ العديد من الموظفين الحكوميين إلى استخدام تطبيق Signal كوسيلة للتواصل بشكل آمن، بعيدًا عن المراقبة أو التجسس، خاصة في ظل المخاوف المتعلقة بحماية الخصوصية.
التأثيرات التقنية على مستخدمي إكس
عند محاولة نشر رابط Signal.me عبر منصة إكس، يظهر للمستخدمين رسالة خطأ مع اقتراح إعادة المحاولة، مما يشير إلى أن المنصة تمنع هذه الروابط بشكل تلقائي. أما في الرسائل المباشرة، فيتم حظر إرسال أي رسالة تحتوي على رابط من هذا النوع، حيث يظهر للمستخدم تنبيه يوضح أن المنصة تمنع إرسال مثل هذه الروابط بهدف حماية المستخدمين من الرسائل غير المرغوب فيها والأنشطة الضارة.
انتقادات حول حرية التعبير
على الرغم من أن إيلون ماسك يصف نفسه بأنه مدافع عن حرية التعبير، فقد تعرض لانتقادات شديدة بسبب قراراته الأخيرة المتعلقة بمنصة إكس. العديد من المنتقدين يتهمونه بتقييد حرية الرأي عبر منع الحسابات التي تنتقد قراراته، كما يُقال إنه يفرض سياسات من شأنها تقليل المساحة المتاحة للمستخدمين للتعبير عن آرائهم بحرية. ومن بين الأمثلة التي أُثيرت، تتضمن حظر الحسابات التي تعارض سياساته في المنصة، مما يثير تساؤلات حول مدى التزامه بمبادئ حرية التعبير التي يروج لها.
خلفية ماسك السياسية والتقنية
تثير هذه القرارات أسئلة حول الدور السياسي الذي يلعبه إيلون ماسك، خاصة في ظل علاقته بالحكومة الأمريكية، وأثر هذا الدور على القرارات التي يتخذها فيما يتعلق بمنصة إكس. مع تأثيره الكبير في السياسات الحكومية، وخاصة في مجالات مثل الخصوصية وحماية المعلومات، يبدو أن قراراته الأخيرة حول تطبيقات المراسلة قد تكون مرتبطة بشكل وثيق مع سياساته التقنية والاجتماعية.
تشير هذه الحادثة إلى تحول كبير في منصات التواصل الاجتماعي تحت إدارة إيلون ماسك، حيث تتزايد المخاوف من تقليص حرية التعبير والتفاعل المفتوح على منصة إكس. وبينما يرى البعض أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحسين الأمان وحماية المستخدمين من الأنشطة الضارة، يرى آخرون أنها محاولة لفرض قيود على التواصل الآمن والمستقل. من غير الواضح ما إذا كانت هذه السياسات ستؤدي إلى انقسام أكبر بين المستخدمين أو إلى تغييرات أكثر تطورًا في طريقة إدارة منصات التواصل الاجتماعي.