آخر الأخبار
إكس تواجه أزمة مالية وتضطر البنوك إلى بيع جزء من ديونها المرتبطة بصفقة الاستحواذ

إكس: من الأمل إلى الأزمة المالية
كان إيلون ماسك في ذروة حماسه عندما قرر شراء تويتر في صفقة ضخمة بلغت قيمتها 13 مليار دولار. كانت الرؤية التي قدمها للعالم كبيرة ومثيرة: تحويل تويتر إلى منصة شاملة، محورية في الحياة اليومية للمستخدمين، ومركزًا للذكاء الاصطناعي والابتكار المالي. “إكس”، كما أصبح يُطلق عليها الآن، كانت حلمًا يراه ماسك يحمل إمكانيات ضخمة، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا.
بدأت القصة بأمل كبير، وها هو الآن يجد نفسه في مواجهة أزمة مالية ضخمة. الصحف الاقتصادية، مثل “وول ستريت جورنال”، تكشف عن الأوضاع الصعبة التي تعيشها المنصة، حيث تكشف أن البنوك التي قامت بتمويل صفقة استحواذ ماسك على تويتر تتأهب لبيع جزء من الديون الثقيلة التي وضعت على عاتقها. هذه البنوك، التي تضم أسماء بارزة مثل “بنك أوف أمريكا”، و”باركليز”، و”مورجان ستانلي”، كانت تأمل أن تكون الصفقة ناجحة، ولكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن.
في الوقت الذي كانت فيه المنصة تعتبر أداة قوية للتأثير في النقاشات الوطنية، تبين أن الإيرادات لم تواكب الطموحات، وأن عدد المستخدمين لم يعد في حالة نمو. في رسالة بريد إلكتروني أرسلها ماسك إلى موظفيه، اعترف بما وصفه بـ”الوضع الصعب للغاية” الذي تواجهه المنصة، مؤكدًا أن إكس لا تكاد تحقق نقطة التعادل المالي، بل إن الإيرادات “دون المستوى المطلوب”. كانت الديون المترتبة على الصفقة تمثل عبئًا ثقيلًا على الجميع.
هذه الديون التي تحاول البنوك التخفيف منها تمثل نقطة التوتر الكبرى في المشهد المالي. بائعو الديون يسعون لتقليص الخسائر، حيث يأملون أن يتم بيع الديون الرئيسية بسعر يتراوح بين 90 و95 سنتًا لكل دولار، مع الاحتفاظ بالديون الثانوية التي قد تزيد من العبء المالي للمستقبل. يبدو أن الوضع المالي يتدهور بشكل تدريجي، مما دفع بعض المستثمرين إلى خفض قيمة استثماراتهم في “إكس” بنسبة تصل إلى 78%. وهنا تكمن المفارقة: ما بدأ كأمل كبير في منصة مبتكرة أصبحت الآن مشروعًا يواجه تحديات مالية غير مسبوقة.
لكن إيلون ماسك، رغم كل هذه الصعوبات، لا يزال متفائلًا. في رسالته للموظفين، أشار إلى أن المنصة تستفيد من علاقتها المميزة مع الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، وهو ما قد يثير اهتمام مستثمرين يرون في إكس فرصة لانتعاش مالي قريب. كما ركز على المزايا الجديدة التي تمت إضافتها للمنصة، مثل قسم الوظائف وعلامة التبويب الخاصة بالفيديو، مما يتيح لإكس فرصة التحول إلى مركز مالي شامل.
لكن، وبالرغم من هذه الإضافات، تظل الرؤية التي قدمها ماسك للمستقبل بعيدة عن التحقيق. “إكس” لا تزال تئن تحت عبء ديونها، وتواجه دفع أكثر من مليار دولار سنويًا كفوائد على القروض. الأمر الذي يجعل تحقيق حلم ماسك في تحويل إكس إلى منصة مالية شاملة يبدو كأمل بعيد المنال.
وفي النهاية، قد تكون قصة إكس مثالًا على التحديات التي تواجه الشركات الكبرى في رحلة البحث عن التغيير والتحول. ما بدأ كحلم تكنولوجي كبير يواجه الآن اختبارًا حقيقيًا على صعيد الاستدامة المالية والابتكار المستقبلي. لكن هل سينجح ماسك في تخطي هذه الأزمة كما اعتاد، أم أن الطريق أمامه سيكون أطول من المتوقع؟ المستقبل وحده كفيل بالإجابة.