آخر الأخبار
يوتيوب تعود بخدمة Premium Lite: مشاهدة بدون إعلانات ولكن بشروط!

في خطوة جديدة تهدف إلى تحسين تجربة المشاهدة لدى المستخدمين، تستعد منصة يوتيوب لإطلاق اشتراك منخفض التكلفة تحت اسم “بريميوم لايت” (Premium Lite)، والذي سيوفر للمستخدمين إمكانية مشاهدة المحتوى دون إعلانات، ولكنه سيقتصر على مقاطع الفيديو العادية مثل البودكاست، المقاطع الإرشادية، الفيديوهات التعليمية، ومقاطع الترفيه غير الموسيقية، بينما ستظل مقاطع الفيديو الموسيقية مدعومة بالإعلانات، ما يعني أن الاشتراك الجديد لن يكون بديلاً كاملاً عن يوتيوب بريميوم (YouTube Premium)، ولكنه سيكون خيارًا مناسبًا للمستخدمين الذين لا يهتمون بالموسيقى بقدر اهتمامهم بالمحتوى التعليمي والترفيهي.
تجربة سابقة ومحاولة جديدة
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تختبر فيها يوتيوب خدمة اشتراك مخصصة لمشاهدة المحتوى بدون إعلانات. فقد سبق للشركة أن أطلقت تجربة أولى لخدمة “Premium Lite” في بعض الدول الأوروبية بين عامي 2021 و2023، لكن الخدمة لم تستمر طويلاً وتم إيقافها لأسباب غير معلنة. ومع ذلك، فإن إعادة طرح الفكرة من جديد يشير إلى أن المنصة ما زالت ترى في هذا النوع من الاشتراكات فرصة جيدة لجذب شريحة واسعة من المستخدمين الذين يبحثون عن تجربة مشاهدة أكثر راحة دون الحاجة إلى دفع التكلفة الكاملة لاشتراك يوتيوب بريميوم.
وأكد متحدث رسمي باسم يوتيوب في تصريحاته لوكالة بلومبرغ:
“نحن نبحث دائمًا عن طرق جديدة لتحسين تجربة المشاهدة للمستخدمين. ومن خلال تقديم Premium Lite، نهدف إلى منح المشاهدين خيارًا منخفض التكلفة يتيح لهم الاستمتاع بمعظم مقاطع الفيديو على المنصة دون إعلانات. نأمل في توسيع هذا العرض إلى المزيد من المستخدمين مستقبلًا بدعم من شركائنا.”
كيف سيؤثر الاشتراك الجديد على منشئي المحتوى؟
أحد الأسئلة المهمة التي أثيرت عند الإعلان عن “بريميوم لايت” هو التأثير المحتمل على منشئي المحتوى، الذين يعتمد معظمهم على عائدات الإعلانات كمصدر دخل رئيسي. في النظام التقليدي، تعتمد يوتيوب على الإعلانات لتمويل منشئي المحتوى، حيث يتم تقاسم العائدات مع أصحاب القنوات وفقًا لنسبة المشاهدات التي يحققونها. ولكن مع إدخال خيار الاشتراك المدفوع الذي يزيل الإعلانات، قد تتأثر أرباح بعض منشئي المحتوى الذين يعتمدون بشكل أساسي على المشاهدات المجانية.
ومع ذلك، ترى بعض التحليلات أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى زيادة نسبة الاشتراكات المدفوعة، مما قد يوفر مصدر دخل إضافي لمنشئي المحتوى من خلال برامج مثل “يوتيوب بريميوم ريفينيو شير” (YouTube Premium Revenue Share)، والتي تمنح منشئي المحتوى نسبة من الإيرادات التي تحققها الاشتراكات المدفوعة، بدلاً من الاعتماد فقط على الإعلانات.
موعد الإطلاق والمزايا المحتملة
من المقرر أن يتم طرح اشتراك “Premium Lite” رسميًا في الولايات المتحدة، أستراليا، ألمانيا، وتايلاند خلال الأشهر القليلة المقبلة، وفقًا للتقارير الصحفية، إلا أن يوتيوب لم تكشف حتى الآن عن السعر الرسمي للاشتراك، كما لم تؤكد ما إذا كان الاشتراك الجديد سيشمل ميزات إضافية مثل:
✅ التشغيل في الخلفية: إمكانية تشغيل الفيديو أثناء استخدام تطبيقات أخرى أو عند إغلاق الشاشة.
✅ إمكانية تحميل الفيديوهات: تحميل المقاطع بجودة عالية لمشاهدتها لاحقًا بدون إنترنت.
✅ الوصول إلى محتوى حصري: كما هو الحال مع “يوتيوب بريميوم” الكامل.
إذا لم يتضمن “Premium Lite” هذه الميزات، فقد يكون الاشتراك مجرد نسخة مخففة من “يوتيوب بريميوم” تركز على إزالة الإعلانات فقط، ما يجعله مناسبًا لفئة معينة من المستخدمين الذين لا يهتمون بالمزايا الإضافية، ولكنهم يبحثون عن تجربة مشاهدة أكثر انسيابية بدون مقاطعة الإعلانات.
مستقبل Premium Lite: هل ينجح أم يواجه المصير ذاته؟
مع إعلان يوتيوب عن “Premium Lite”، تظهر بعض التساؤلات حول مدى نجاح هذه الخدمة مقارنة بتجربة أوروبا السابقة، حيث لم تستمر الخدمة هناك لفترة طويلة. ومع ذلك، فإن هذه المحاولة الجديدة تأتي في وقت أصبحت فيه الإعلانات أكثر انتشارًا على يوتيوب، مما قد يجعل المستخدمين أكثر استعدادًا للدفع مقابل تجربة خالية من الإعلانات، حتى لو كان ذلك بتكلفة أقل من الاشتراك الكامل.
ولكن في المقابل، إذا لم تقدم يوتيوب ميزات كافية إلى جانب إزالة الإعلانات، فقد يجد المستخدمون أن الاشتراك لا يبرر قيمته المالية، خاصة إذا كانت التكلفة لا تقل كثيرًا عن “يوتيوب بريميوم” الأصلي. كما أن نجاح الخدمة قد يعتمد أيضًا على مدى تأثيرها على منشئي المحتوى، وما إذا كانوا سيقبلون نموذج الإيرادات الجديد القائم على الاشتراكات بدلاً من الإعلانات.
في النهاية، يبدو أن يوتيوب تحاول إعادة تشكيل تجربة المشاهدة لتناسب مختلف الفئات من المستخدمين، ولكن نجاح “Premium Lite” سيعتمد على عدة عوامل، منها التسعير، المزايا الإضافية، وردود فعل المجتمع الرقمي، مما يجعلها خطوة مثيرة للاهتمام تستحق المتابعة عن كثب.