يوتيوب تُعيد ابتكار تجربة المشاهدة عبر التلفاز مع تصميم جديد وميزة “المشاهدة المتعددة”

في خطوة استراتيجية تعكس تطلعاتها المستقبلية ورؤيتها المتجددة لمستقبل المحتوى المرئي، أعلنت منصة يوتيوب، بمناسبة مرور عشرين عامًا على انطلاقتها، عن حزمة من التحديثات الجوهرية التي تهدف إلى تحسين تجربة المشاهدة عبر أجهزة التلفاز الذكية، والتي أصبحت في السنوات الأخيرة الخيار الأول لملايين المستخدمين حول العالم.

تشير تقارير الاستخدام الحديثة إلى أن نسبة المشاهدة عبر أجهزة التلفاز تجاوزت الهواتف المحمولة، وهو ما دفع يوتيوب إلى إعادة التفكير في الطريقة التي تقدم بها المحتوى على هذه الشاشات الكبيرة. لم تعد شاشات التلفاز تُستخدم فقط لمتابعة البث التقليدي، بل تحولت إلى مراكز ترفيه شاملة تجمع بين البث الحي، والمحتوى المسجل، والمحتوى التفاعلي، وهو ما تسعى يوتيوب إلى استثماره عبر هذه التحديثات.

أحد أبرز التحولات التي أعلنت عنها المنصة هو إعادة تصميم كاملة لتطبيق يوتيوب على أجهزة التلفاز. تهدف هذه الخطوة إلى تسهيل التنقل بين عناصر المحتوى، وتقديم تجربة مرئية أكثر سلاسة وسرعة. ومن أبرز ما سيتضمنه التصميم الجديد:

• تحسين تجربة تشغيل الفيديو وتحسين جودته.
  
• إتاحة الوصول السريع إلى التعليقات والمحتوى المرتبط بالفيديو.
  
• تسهيل الاشتراك في القنوات مباشرة من شاشة العرض.
  
• واجهة أكثر تفاعلية تشبه إلى حدٍّ ما أسلوب العرض في منصات مثل نتفليكس.
  

ويُتوقع أن يُسهم هذا التغيير في تعزيز التفاعل بين المستخدم والمحتوى، خصوصًا في ظل تركيز المشاهدين على التفاصيل مثل تقييمات الفيديو، تعليقات المتابعين، والمحتوى المقترح من القنوات الأخرى.

واحدة من أكثر الميزات التي حظيت باهتمام كبير هي ميزة “المشاهدة المتعددة” (Multiview)، التي كانت متوفرة في السابق لمحتوى الأحداث الرياضية المباشرة فقط، والتي تسمح بعرض أكثر من فيديو أو بث مباشر في آنٍ واحد على شاشة التلفاز.

لكن مع التحديث الجديد، أعلنت يوتيوب عن بدء اختبار ميزة المشاهدة المتعددة للمحتوى غير الرياضي، لتشمل عددًا من القنوات والمحتوى الترفيهي والتعليمي والموسيقي وغيره، مع توسيع تدريجي في قائمة القنوات المدعومة لاحقًا.

وسيُتاح لمشتركي YouTube TV في البداية اختيار محتوى مخصص من بين خيارات محددة، مما يمنحهم تجربة أكثر تخصيصًا ومرونة في المشاهدة، حيث يمكن مشاهدة مقاطع مختلفة جنبًا إلى جنب دون الحاجة للتبديل بينها يدويًا.

في إطار حرصها على تقديم مزايا حصرية للمشتركين المدفوعين، بدأت يوتيوب في طرح ميزة تسريع تشغيل الفيديو حتى 4 مرات (4x) عبر تطبيقاتها في نظامي التشغيل iOS وAndroid، لتُضاف إلى قائمة طويلة من الميزات التي تشمل العرض بدون إعلانات، وتشغيل الفيديو في الخلفية، وتنزيلات المشاهدة دون اتصال.

هذه الميزة تُعتبر مفيدة بشكل خاص للمستخدمين الذين يتابعون محتوى تعليمي أو وثائقي أو بودكاست طويل، حيث يمكنهم استعراض النقاط الرئيسية بسرعة أو العودة إلى نقاط محددة بسهولة.

من خلال هذه التحديثات، تُظهر يوتيوب أنها لا تنوي فقط الحفاظ على مكانتها كمنصة الفيديو الأضخم عالميًا، بل تسعى إلى منافسة خدمات البث الاحترافي مثل نتفليكس وأمازون برايم، عبر دمج أفضل ما في العالمين: سهولة الوصول والتفاعل التي تتميز بها منصات التواصل، مع الجودة والتجربة السينمائية التي تقدمها خدمات البث المدفوعة.

وهذا يتماشى مع ما أعلنته الشركة سابقًا بشأن زيادة استثماراتها في المحتوى الأصلي، وتوسيع شراكاتها مع صناع المحتوى العالميين والمحليين، إضافة إلى اختبار تقنيات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين اقتراحات المحتوى ورفع نسب التفاعل.

مع تزايد أهمية الشاشات الكبيرة في حياة المستخدم اليومية، تتحول أجهزة التلفاز إلى مركز رقمي شامل للتواصل والتعلّم والترفيه. وتعي يوتيوب هذا التحوّل جيدًا، لذا تستثمر بشكل كبير في تطوير تجربتها لتواكب هذا التغيير.

وبينما تستمر المنصة في تحسين الأداء العام لتطبيقاتها على جميع الأجهزة، فإن التركيز الأكبر في الفترة المقبلة سيكون على الارتقاء بتجربة المشاهدة العائلية والتشاركية، عبر أدوات ذكية، وتصميمات تفاعلية، ومحتوى أكثر تنوعًا.