آخر الأخبار
يوتيوب تكشف عن تغييرات جديدة لتقليل الإعلانات المزعجة في مقاطع الفيديو

في عالمٍ يسعى دائمًا لتحسين تجربة المستخدم، كانت يوتيوب تبحث عن طريقة لتقليل تأثير الإعلانات المزعجة التي تقاطع مشاهد الفيديو الهامة. وبينما يزداد الطلب على محتوى الفيديو عالي الجودة، كان هناك تحدٍّ دائم يتمثل في كيف يمكن تحقيق التوازن بين تقديم تجربة سلسة للمشاهدين وبين الحفاظ على الإيرادات لمنشئي المحتوى. وهكذا، قررت يوتيوب أن تكشف عن تغييرات جذرية في سياسات الإعلانات التي ستجعل من تجربة المشاهدة أكثر سلاسة وأقل إزعاجًا.
تغيير كبير في طريقة عرض الإعلانات
أعلنت يوتيوب أنها ستبدأ في تقليل عدد الإعلانات التي تُعرض بشكل مفاجئ في منتصف مقاطع الفيديو. هذا التغيير كان منتظرًا بشغف من قبل المشاهدين الذين كانوا يتعرضون لتوقفات مفاجئة وسط مشاهد مشوقة أو حوارات مهمة. وبدلاً من أن تظهر الإعلانات في منتصف اللحظات الحيوية، قررت يوتيوب أن تُعرض هذه الإعلانات في نقاط التوقف الطبيعية أو في لحظات الانتقال بين المشاهد.
ولم تقتصر التغييرات على مقاطع الفيديو الجديدة فقط؛ بل سيتم إضافة فواصل إعلانية تلقائية إلى الفيديوهات القديمة التي كان قد تم تحديد الإعلانات فيها يدويًا من قبل منشئي المحتوى. والهدف هنا هو جعل توزيع الإعلانات أكثر تناغمًا مع المحتوى.
منح منشئي المحتوى مزيدًا من الحرية
لكن لم تنتهِ هنا، فقد كان لزامًا على يوتيوب أن توفر مزيدًا من الحرية لمنشئي المحتوى. لذلك، قدمت لهم خيار الاختيار بين الإعلانات التلقائية واليدوية، بل حتى الجمع بينهما. ولتسهل الأمور على منشئي المحتوى، أضافت يوتيوب أداة جديدة تُمكِّنهم من معرفة إذا كانت نقاط الإعلانات التي اختاروها تقاطع المحتوى أو تؤثر سلبًا على تجربة المشاهد.
هذه الأداة جاءت كحل مثالي لتمكين المنشئين من ضمان عدم مقاطعة الإعلانات للأوقات الأكثر أهمية في الفيديو. وكأن يوتيوب قد أضافت “عقلًا” مساعدًا للمنشئين، يساعدهم في اتخاذ قرارات أفضل في تحديد المواقع الأنسب للإعلانات.
زيادة الإيرادات: يوتيوب تكشف عن نتائج التجربة
لكن هناك جزء آخر في القصة يتعلق بالإيرادات. ففي تجربة أجرتها يوتيوب العام الماضي، تبين أن الفيديوهات التي استخدمت مزيجًا من الإعلانات التلقائية واليدوية شهدت زيادة في الإيرادات بنسبة 5% مقارنةً بتلك التي اعتمدت على الفواصل اليدوية فقط. هذا كشف أن الإعلانات التلقائية قد تكون أكثر فاعلية في تحسين العوائد المالية.
لكن لم تكن الصورة كلها وردية، إذ حذرت يوتيوب منشئي المحتوى من أن الفيديوهات التي تحتوي على إعلانات مقاطعة قد تؤدي إلى تقليل الإيرادات. وإذا قرر المنشئون تعطيل الإعلانات التلقائية، فإنهم سيستطيعون التحكم الكامل في تحديد أماكن ظهور الإعلانات عبر “علامة الربح” (Earn) في إعدادات يوتيوب.
ما تأثير الفواصل اليدوية؟
ورغم أن يوتيوب أعطت منشئي المحتوى حرية الاختيار، فإن السؤال الذي ظل يطرح نفسه هو: “هل سيؤدي اختيار الفواصل اليدوية إلى تقليل عدد الإعلانات التي سيتم عرضها؟” الإجابة لا تزال غامضة. إلا أن منشئي المحتوى سيستمرون في امتلاك القدرة على تحديد أماكن الإعلانات داخل مقاطع الفيديو، مع أداة جديدة تساعدهم على اختيار المواقع الأكثر ملاءمة، مما يتيح لهم تحسين تجربتهم وعائداتهم في الوقت ذاته.
إلغاء خيار الإعلانات القابلة للتخطي
لكن يوتيوب لم تكتفِ بهذا التغيير، فقد كانت قد أجرت في أواخر عام 2023 تغييرًا آخر مهمًا يتعلق بإعلانات الفيديو. حيث ألغت خيار تحديد ما إذا كانت الإعلانات قابلة للتخطي أو تحديد مواقع عرضها في بداية الفيديو أو نهايته. هذه التعديلات جزء من سياسة يوتيوب المستمرة التي تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم والتوازن بين توفير محتوى مجاني ودعم منشئي المحتوى ماليًا.
هكذا، ومع هذه التغييرات الجديدة، يبدو أن يوتيوب تتطلع إلى مستقبل يكون فيه المحتوى أكثر سلاسة وجاذبية، مع احترام رغبات المشاهدين ومنح منشئي المحتوى الأدوات اللازمة لتحقيق النجاح المالي.