لم يعد المشهد غريباً في دولة الإمارات العربية المتحدة، فعلى وقع التقدم التكنولوجي المتسارع، باتت الروبوتات تسيطر على العديد من القطاعات الحيوية، بما فيها الخدمات العامة.
هذه الروبوتات الذكية ليست مجرد آلات، بل أدوات ثورية تعمل على تحسين كفاءة الأداء وجودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، لتشكل نقلة نوعية في مسيرة التحول الرقمي للبلاد.
وزارة المالية تخطو نحو المستقبل الذكي بمعونة الروبوتات:
يعد قطاع المالية من أبرز المستفيدين من تقنيات الروبوتات في الإمارات.
ففي وزارة المالية، نجحت تقنيات التشغيل التلقائي للعمليات (RPA) في أتمتة 1.8 مليون معاملة، ما وفر 39 ألف ساعة عمل بشري كان من الممكن قضاؤها في تقديم خدمات أخرى للمتعاملين.
وبالإضافة إلى توفير الوقت، حققت هذه التقنيات دقة متناهية بلغت 98%، ما يقلل من الأخطاء البشرية المحتملة.
الثورة الذكية تصل المستشفيات: روبوت سحب دم ذكي يسرع الإجراءات ويريح المرضى:
لم يغب قطاع الرعاية الصحية عن موجة التحول الذكي في الإمارات.
فقد شهدت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية إدخال روبوت متطور لسحب الدم، ما يعد سابقة إقليمية.
هذا الروبوت الذكي لا يوفر جهد الطاقم الطبي فقط، حيث يقلل من استهلاك وقتهم بنسبة 80%، بل يسرع أيضاً من عملية سحب الدم ويخفف من انتظار المرضى بنسبة 50%.
وهذه الخطوة ليست سوى البداية، إذ تتطلع المؤسسة إلى توسيع نطاق استخدام الروبوتات في مجالات طبية أخرى لتحسين تجربة المرضى ورفع جودة الخدمات المقدمة.
جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تستعد لمستقبل الروبوتات:
استعداداً لمستقبل يهيمن فيه الذكاء الاصطناعي على مختلف المجالات، أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي قسمين جديدين للدراسات العليا.
سيتيح القسمان الجديدان للطلاب فرصة التخصص في علم الروبوتات وعلوم الحاسوب، ما يؤهل خريجي الجامعة لدخول سوق العمل بقوة ومعرفة عميقة في مجال التكنولوجيا المتطورة.
وهذا التحرك الاستراتيجي من الجامعة يؤكد على مساهمتها الفاعلة في تلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية وتوفير الكفاءات الوطنية المؤهلة لقيادة مسيرة الابتكار في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
من أمريكا إلى دبي: شركة UI Path العالمية تختار الإمارات مقراً إقليمياً لها:
لم تقتصر ثورة الروبوتات في الإمارات على المستوى المحلي، بل تجاوزت حدودها لتجذب اهتمام الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال.
ويعد قرار شركة UI Path، الشركة الأمريكية المتخصصة في أتمتة عمليات الروبوتات، افتتاح مقرها الإقليمي في دبي خير دليل على ذلك.
هذا الاختيار الاستراتيجي يعكس ثقة الشركة بإمكانيات ومقدرات السوق الإماراتية، ويساهم في تعزيز مكانة دبي كمركز إقليمي رائد لتطوير تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
أكثر من مجرد موظفين آليين: استخدامات متعددة للروبوتات في خدمة المجتمع:
لا تقتصر وظائف الروبوتات في الإمارات على أتمتة المهام الإدارية، بل تتسع لتشمل مجالات متعددة تلامس حياة الأفراد بشكل مباشر.
على سبيل المثال، يمكننا أن نجد روبوتات تقدم الاستشارات والتوعية للمتعاملين في الدوائر الحكومية، وتلقي المحاضرات والتدريبات في الجامعات والمدارس، وتقدم الأخبار والبرامج التلفزيونية، وتقوم بإجراء العمليات الجراحية الدقيقة في المستشفيات، وتساهم في مكافحة الجرائم وتنظيم حركة المرور، وتشارك في حماية البيئة من خلال جمع النفايات البحرية، فضلاً عن مساعدة المتعاملين في إنجاز معاملاتهم الحكومية بسلاسة وسرعة.
.
