علماء من أوروبا قد بدأوا في تنفيذ مشروع طموح يعرف بـ "Destination Earth"، والذي يهدف إلى تطوير نسخة رقمية دقيقة من كوكب الأرض.
هذا التوأم الرقمي، المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مصمم لتحليل التفاعلات بين الأنشطة البشرية والعمليات الطبيعية، ويسعى للتنبؤ بتأثيراتها المستقبلية على النظم البيئية كالمياه، الغذاء والطاقة.
في السابق، كانت نماذج التنبؤ بالطقس والمناخ تركز إما على المستويات المحلية أو النظم الكبرى على مستوى العالم.
بيد أن مشروع Destination Earth يجمع هذه البيانات مع المعلومات حول الإجراءات البشرية لتمثيل التعقيدات الكاملة لنظام الأرض.
وقد فعّلت المفوضية الأوروبية هذا المشروع في العاشر من يونيو، مع تمويل يتجاوز 315 مليون يورو من برنامج أوروبا الرقمية، لدعم العلماء وصانعي السياسات في الاستعداد للتحديات المستقبلية.
العالمة مارغريت فيستاغر، تعلق على الأهمية الكبرى لهذا المشروع، مشيرة إلى أنه يمكننا الآن مراقبة التحديات البيئية بدقة أكبر من أي وقت مضى، مما يعزز قدرتنا على التنبؤ بالسيناريوهات المستقبلية وتحسين استجاباتنا.
يتألف المشروع من نموذجين رئيسيين: أحدهما مخصص للتكيف مع تغير المناخ والآخر للتنبؤ بالأحداث الجوية المتطرفة، وكلاهما يستفيد من البيانات المتقدمة كالتي يوفرها برنامج كوبرنيكوس.
بيتر باور، أحد المؤسسين المشاركين في المشروع، يشير إلى الأهمية العملية لهذه التقنيات، مثالًا على ذلك، يمكن للبيانات التي يوفرها هذا التوأم الرقمي أن تساعد في التخطيط لبناء بنى تحتية كالسدود في هولندا، مما يحمي من الأحداث الجوية المتطرفة المتوقعة في المستقبل.
ومع هدف أوروبا لأن تصبح أول قارة محايدة للمناخ بحلول عام 2050، فإن المشروع يعد بتقديم دعم كبير للتنمية المستدامة وتعزيز السياسات البيئية في القارة خلال العقود القادمة.
.
