في خضم الجدل الدائر حول الخصوصية الرقمية، وجه الملياردير التكنولوجي إيلون ماسك تحذيرًا شديد اللهجة لمستخدمي تطبيق المراسلة "واتساب"، مشيرًا إلى مخاطر سرقة محادثاتهم الشخصية.
ماسك يكشف عن سر خطير يهدد خصوصية مستخدمي واتساب
في تغريدة مثيرة للجدل على منصة "إكس" اليوم السبت، اتهم ماسك تطبيق "واتساب" بنقل بيانات المستخدمين الخاصة بانتظام، مفسرًا أن التطبيق يقوم بتنشيط ميكروفونات الهواتف حتى في غرف النوم لنقل هذه البيانات المشفرة إلى خوادم الشركة.
وأوضح أن هذا يحدث كل ليلة، مما يثير قلق العديد من المستخدمين الذين ما زالوا يعتقدون بأن التطبيق آمن.
انقسام الآراء حول ادعاءات ماسك
لم تمر تغريدة ماسك مرور الكرام، حيث أحدثت انقسامًا في الآراء بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
فبينما شارك العديد من الأشخاص مخاوف ماسك، شكك آخرون في صحة هذه المزاعم.
تضمنت التغريدة مقطع فيديو يوضح كيفية قيام واتساب بتنشيط ميكروفونات الهواتف، مما أثار جدلًا واسعًا.
مطالبات بالأدلة والدعوة للتحقق
تعالت الأصوات التي تطالب ماسك بتقديم دليل قاطع على مزاعمه.
ومن بين هؤلاء رجل الأعمال جون كارماك، الذي يمتلك مليون متابع على "إكس"، والذي تساءل عن صحة هذه الادعاءات.
هذا فيما انبرى الكثيرون لدعم ماسك، مشيرين إلى مخاوفهم من انتهاكات الخصوصية.
ردود الأفعال والتشكيك في التشفير الشامل
من جهة أخرى، عبر غابور جورباك، المستشار الاستراتيجي لشركة Tether وVanEck، عن شكوكه تجاه تصريحات ماسك، مشيرًا إلى أن الرسائل على واتساب من المفترض أن تكون محمية بتقنية التشفير الشامل.
هذا التشفير يعني أنه لا يمكن لأي جهة خارجية، بما في ذلك الشركة نفسها، الوصول إلى محتوى الرسائل ولم يكن واتساب هو التطبيق الوحيد الذي تعرض لانتقادات ماسك.
فقد وجه ماسك انتقادات لاذعة أيضًا لميزة الذكاء الاصطناعي الجديدة التي قدمتها مايكروسوفت هذا الأسبوع.
الميزة، التي تحمل اسم Recall والمضمنة في مساعد الذكاء الاصطناعي Co-Pilot، مصممة لالتقاط لقطات شاشة منتظمة لجميع أنشطة المستخدم على أجهزة الكمبيوتر.
ماسك يحذر من مخاطر المراقبة الدائمة
فيما يتعلق ببرنامج Recall، أوضح الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت أن هذه الميزة تهدف لمساعدة المستخدمين على تذكر ما كانوا يفعلونه على أجهزتهم.
ومع ذلك، عبر ماسك عن قلقه من هذا الابتكار، معتبرًا إياه تعديًا على الخصوصية يشبه إحدى حلقات سلسلة الأفلام الشهيرة "بلاك ميرور".
وأثار ماسك تساؤلات حول مدى أمان هذه البيانات ومدى التزام مايكروسوفت بعدم تصديرها من أجهزة المستخدمين.
تأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه الاهتمام العالمي بقضايا الخصوصية الرقمية.
إن التحذيرات التي أطلقها ماسك تفتح الباب أمام نقاشات واسعة حول كيفية حماية البيانات الشخصية في ظل التقدم التكنولوجي السريع.
هل يمكننا الثقة في تطبيقات المراسلة وميزات الذكاء الاصطناعي؟ وما هي التدابير التي يجب اتخاذها لضمان حماية خصوصيتنا الرقمية؟
إن تحذيرات ماسك، سواء كانت مبررة أم لا، تلقي الضوء على أهمية التأكد من أمان التطبيقات التي نستخدمها يوميًا.
إنها دعوة للمستخدمين للتحقق من سياسات الخصوصية وفهم كيفية التعامل مع بياناتهم الشخصية، لضمان عدم تعرضها للاختراق أو الاستخدام غير المشروع.
.
